الثَرِيُّ
الجمعة , خير يوم طلعت عليه الشمس اصوات المآذن تصدع بالقران الكريم والمحراب البني بجانبه المنبر الخشبي يصطف المصلين بينهم مسافات بينية واسعة ورائحة البخور ودخانه المعبأ بجو المسجد و الاعمدة والابواب والجدران العتيقة تنعم بالانصات الى الذكر ويا لها من ساعة تعانق فيها النفس عنان السماء وتعجب اشد العجب ممن يغفل ولا يدرك كل هذا الخير ساعة يقضيها في السماء يزاحم فيها عالم الملكوت وتدهش حينما ترى مظاهر الثراء على وجوه المصلين المتواجدين في هذه الساعة رغم رقة حالهم وقلة مالهم وتتسابق اليك مسائل كثيرة كيف ولما وتلاحظ الاجابة عند باب المسجد حيث الملائكة يكتبون الأول فالأول منهم من قدم بدنة ومنهم من قدم بقرة ويليهم من قدم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة تقربا الى الله سبحانه وتعالى وهكذا الى ان يخرج الامام فيطوو الصحف ويجلسون يستمعون الذكر وبعد انقضاء الصلاة تاملت:
ـــــ المرء غني بذكره لربه وطاعته له يستطيع ان ينفق منهما ما يشاء فبِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَبكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَبكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَبكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِناْ صَدَقَةٌ
ونظرت الى المصلين من حولي والى فرط سرورهم وتهنئتهم بعضهم بعضا باداء الفريضة تتقابل اعينهم بنظرات باسمة تنطلق السنتهم مرسلة الدعاء بالقبول وبالصلاة في الحرم فقمت ابادلهم بذات العاطفة او اكثر ثم عدت اتامل:
ــــ والله الذي لا اله الا هو لن نسع الناس باموالنا بل نسعهم باخلاقنا وهو باب من الانفاق فتبسمنا في وجوه الاخرين صدقة والكلمة الطيبة صدقة فما اغنانا اذا ننفق في كل حين.
ساحة النقاش