الشاعر و الاديب علي الفشني

<< الحروف تبني صرحا إذا أوقدتها مشاعر صادقة >>

امْرأة مِن دِمَشْق

إلى الشّاعِرة
وَفاء دَلاّ..
اليَمامَة الدِّمشْقِيّة

وفاء.ياهلا..
يمامَةٌ شارِدة .
جاءتْ مِن
الشّام عبرَت
مدى البحْر شوْقاً
تحْميها النّوارِسُ
مِن تداعِيات
الحرْب ودُخّانِها..
وشظايا القنابِل
وزخّاتِ ..
رصاصها الطّائِشِ .
نَسِيَتْ دونَها
كُلّ دِمشْق
وكُلّ أفْيائِها..
نَسِيَتْ ..
حتّى عِطْرَها
وأشْياء زينَتِها ..
حتّى الياسَمينَةَ
الّتي ربّتْها لِسَنوات
وعَرائِسَ الطّفولة.
وأتَتْ تحُطّ على
فنن يابس ..
تُرَتِّل شجْوَها
المحْتَشِم بيْن
حنايا أضْلُعي ..
(رُبّما منْذ ميلادي
صدْري ملاذُكِ
وأنا لا أدْري)..
وإن سألْتِ برَدى
لاسْتحْيا وقال..
رُبّما مِن عهْد
ثمودَ وعادٍ؟
إلى منْ تقْرئين
حِكايَةَ ..
قلْبِكِ المهْجور؟
إلى منْ تمُدّينَ
عطشَ عنُقُكِ
الأتْلَع كغَزالَةٍ
ومنْ أضْناكِ ..
رُبّما هوَ في
الجِوارِ أو..
دون كُلّ بِحار
الشّوق في
مَتاههِ البَعيد.
تسْتَغيثين بِمَن
وقَدْ خذلَكِ البعْد
والقرْب بيْن
شِتاء الغِياب
وخَريف الحضور؟
فرايَة السّلْطانِ
لنْ تحْمِيَكِ ورصاصَة
الثّوْرِيِّ لنْ تاْوِيَكِ..
وهلْ مِن مُغيث؟
تذْرفين كُلّ هذا
الدّمع كأنْدَلُسٍ ..
تدْلَقين نَبيذَ
عِشْقِكِ المُعَتّقِ
مِن القُرون الأولى
أمام منْ لا
يُحِبّ أنْ يسْمعَ
أوْ يرى..
تُهَشِّمين حتّى
الخَوابي وتنْسَيْن
أن ترْفَعي بهِ..
شكْواكِ إلى اللّه
وإن لمْ يُنْصِفْك
تُفَوِّضين الأمر إلى
إله الحُبّ..
عفْواً بلْ
لِإلـه الحرْب!
أخْتي!!..
ياصَديقَتي الأخيرة:
أما كان مِن
حقِّكِ أن تنامي
في سلامٍ كَكُلِّ
الطّيورِ على
شجرَةٍ الدّار أوْ
على حصيرٍ..
كإنْسانَة بَسيطَةٍ
أوْ في فِراشٍ..
دافِئٍ كأميرَة؟

محمد الزهراوي ابو نوفل

 

alihamed

علي الفشني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2015 بواسطة alihamed

ساحة النقاش

علي محمد حامد

alihamed
أنا قلم متصل بالوجدان مداده سيل العواطف المتدفق من منابعه و الجاري على صفحات الحياة طابعا عليها بواعث الأمل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

190,084