الشاعر و الاديب علي الفشني

<< الحروف تبني صرحا إذا أوقدتها مشاعر صادقة >>

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman",serif;} </style> <![endif]-->

الضريح

 

 

أفاض صديقي في وصف حاله في محاورة أخرى مع نفسه بصوت مسموع بضريح أحد الأولياء واقفا تحت قبته مشدود الحركة تفيض عيناه من الدمع كأنه يفصح عن ذنوبه مقرا بها كأنه جاء ليناجي ربه هنا هنا فقط كأنما مناجاته لن تعرج حروفها الى ربها الا من هنا وكان الضريح مكتظا بزحام الزائرين من الرجال والنساء المحيطين بالقبر فيما يتمسح ويعانق آخرون ستار الولي ورغم كثرة الأصوات وتباينها ما بين همس وصراخ الا انها احتفظت بتميزها ولم تختلط كما اختلطت أجساد أصحابها فتسمع صوتا يقول:

ـ نظرة ومدد يا سيدنا ألا يتزوج زوجي من جديد وأن يحصل ابني على عمل طيب وأن تجد ابنتي البالغة 35 عاما زوجا صالحا

وتسمع اخر يقول:

ـ الغوث الغوث

فوجمت هنيه ثم صوبت نحو صديقي نظرات حداد:

ـ الدعاء عبادة، وأن ترك دعاء الرب _سبحانه_ استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فلا شك أن هذا الاستكبار طرف من الجنون وأعظم ما في الدعاء انه يدل على قدرة الله تعالى_ وعجز الداعي وهذا لا ينبغي الا ان يكون لله وحده

وكان صديقي مصطحبا معه ابنه الصغير فقال الطفل لأبيه مشيرا الى الضريح:

ـ أهذا قبر يا أبتي

فأجابه:

ـ نعم

واخذ الطفل ينظر الى القبر ثم ينظر الى ابيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ولكنه لا يملك المفردات التي يستطيع بها ان يعبر ويحرر ما بداخله ولكن غلبه إصراره فقال لأبيه مستفهما:

ـ فيه ميت

فانفرجت شفتاي عن ابتسامة عريضة برزت من خلالها حكمتي:

ـ ابنك أفصح مني لسانا.

 

alihamed

علي الفشني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2015 بواسطة alihamed

ساحة النقاش

علي محمد حامد

alihamed
أنا قلم متصل بالوجدان مداده سيل العواطف المتدفق من منابعه و الجاري على صفحات الحياة طابعا عليها بواعث الأمل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

194,285