الشاعر و الاديب علي الفشني

<< الحروف تبني صرحا إذا أوقدتها مشاعر صادقة >>

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman",serif;} </style> <![endif]-->

قضيت صباح يوم الجمعة برفقة أحد الأصدقاء في حديقة على جانب النيل بمدينة دسوق ولما انتصف النهار وحمية الشمس وصار الظل كأصله ونودي لصلاة الجمعة ذهبنا إلى الجامع الكبير المسجد الابراهيمي مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي فلما اقتربنا وكنا قاب قوسين او أدني قلت لصديقي: والله إني لأشم عبق التاريخ فهذه رائحة السلطان الظاهر بيبرس البند قداري قاهر التتار وهذه ...

لم اتم حيث قاطعني صديقي مازحا:

ـ وهذه إشارة الى ماذا؟

فتبسمت قائلا:

ـ هذه القبة اليتيمة كالدرة الفريدة انما تدل على عظمة الحضارة الإسلامية وسمو مكانتها والمآذن الأربعة المحيطة بها ترسم صورة لقمر تحتضنه الثريا.

وكان على مقربة منا رجل في أطمار رثة وكان يسترق السمع وصاح بنا مهللا:

ـ الله اكبر..مدد..يا أبا العينين مدد..مدد.

قال ذلك ثم انصرف فأشرق محيا صديقي ثم سألني:

ـ وماذا تشم أيضا؟

فأجبته مستطردا:

ـ وهذه رائحة السلطان قايتباي والخديوي توفيق وهذا الرجل المنصرف

ثم أومأت اليه فالتفت دون ان انادي عليه وكأنه ما زال يسترق السمع فقال صديقي محاولا غرس أفكاره:

ـ او ربما يكون ملهما

فأجبته:

ـ ربما

ثم توجهنا الى داخل المسجد ولما قضيت الصلاة وهممت بالخروج اجتذبني صديقي طالبا منى التوجه الى الضريح لزيارته فانتقلت معه بسهولة ويسر دون اعتراض مني مما اثار بداخله التعجب والدهشة فقلت له مفسرا:

ـ انما هذا عنوان لصفحة بكتاب تاريخنا وروح طاهرة استوطنت ارضنا

ثم استقبلنا الضريح وشرعنا بالدخول فبادر صديقي بالتحية قائلا:

ـ اَلسَّلامُ عليكم اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ، يا اَهْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ.

قال ذلك وكأن هاتفا صرخ بأعماق نفسي:

ـ وجدناها المنجية من كلّ هلكة.

وكان الضريح مكتظا بالزحام ما بين عالقا بأستاره وغارقا في شكواه ودعاءه ومتمسحا بأركانه ليست طقوسا تؤدى بقدر ما هي عادات مورثة لا يعتقد فاعلها فيها شيئا سوى كونها مجرد شفاعة يشفع بها الولي عند ربه سبحانه وتعالى هذا ما وضحه لي صديقي عندما رأى الدهشة قد احتلت وجهي والحيرة هيمنت على سائر جوارحي فغادرت المسجد مسرعا وعلى أثرى صديقي يحاول ان يلحق بي وفي هذه الاثناء كدت اتعثر برضيع في مهده وضعته امه على الأرض بجوارها لحين انتهاءها من حاجتها يدل مظهرها على الإهمال وانعدام الترتيب ويتجلى القبح والفوضى في ابشع صورهما في الاربطة البيض القديمة المعقودة في شكل اقواس تشد ركبتيها و رسغيها الى أنبوب من معدن ملتو و متصل بكرسيها المتنقل تسال لقيمات تأكلها او ثمنا لدواء يشفيها  فأسرعت يدفعها الخوف على رضيعها فحطمت دون ان تشعر كل شيء يعوق طريقها نحو انقاذ ابنها قبل ان اصطدم به فالتقطته من على الأرض و ضمته الى صدرها و اشبعته قبلات بدت كأمطار هبطت بارض مقفرة  فتأملت :(هل تنتظر الام من احد ان يطالبها بما فعلت) و عندئذ تذكرت عندما  قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا: لا والله! وهي تقدر على ألا تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها

alihamed

علي الفشني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2015 بواسطة alihamed

ساحة النقاش

علي محمد حامد

alihamed
أنا قلم متصل بالوجدان مداده سيل العواطف المتدفق من منابعه و الجاري على صفحات الحياة طابعا عليها بواعث الأمل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

166,629