هناك فوق إطار الباب الزجاجي لوحة معدنية طويلة و عريضة مزخرفة بالألوان النارية الجذابة و التي ينبعث منها ايحاءات بمضمون ما هو مدوون عليها كما تحتوي على إضاءات ملونة تعكس الوانها كلما أضاءت ليلا حيث تتسلل اشعتها المضيئة عبر الظلام المخيم بساحتها الى قلوب غاوية راجية للهو .. عابثة بكل فضيلة خاوية و خالية من القيم و الأعراف تدعوهم لقضاء بعض الوقت بها و اهداره بغير وجه حق و لو اتطلعت لتلك اللوحة لوجدت حروفها عربية و لكن منطوقها اعجمي و لوضعت ذلك ببين قوسين و ختمتهما بعلامة استفهام تعقبها علامة تعجب و لم يسعك سوى ان تتأمل في معنى كلاسيك كوفي شوب المدون باللوحة و الامر ابسط من ان يشغل البال بتحليل تلك العبارة و تفسير طلاسمها المكونة من ثلاثة عشر حرفا و المقصود من فوق خط غليظ هو ان ما بين صفحات هذا العنوان ليس أصلا انما هو عارض طرا عليها اثر رواسب غزو ثقافي قدم الينا عبر الفضائيات العشوائية المنتشرة بمتوالية هندسية و بطريقة وبائية يكاد لا يخلو بيت منها فما بالنا اذا افرغت النفس من الهواء النقي في حين أثقلت بالهواء الملوث بالنفايات الثقافية و الأغراض الذاتية فهوى بها في غيابات بئر سحيق مقيدا إياها بمقامع من الرزيلة كلما ارادت ان تسمو لتحيا أقصاها عن الحياة لتغرق و تطفو جيفة يتأذى منها محيطها .
اذا لاندثرت الفضيلة و صارت تاريخا يحكى و لفسدت علينا الحياة و انطبقت علينا بمصراعيها و صرنا كأصحاب الصخرة لم تنفرج صخرتهم الا بعد ان دعوا الله بصالح أعمالهم .
ساحة النقاش