الشاعر و الاديب علي الفشني

<< الحروف تبني صرحا إذا أوقدتها مشاعر صادقة >>

 

سبحان الله وبحمده

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تأليف/ علي محمد الفشني

ختم صلاة المغرب ثم  أخذ يقلب بصره في السماء ليشاهد الشمس وهي تغادر موضعها وهي تفسح المجال للقمر لتتجلى أيته بوضوح  فالشمس والقمر ايتين يتعقبان على الانسان وجهان لحقيقة الحياة .. شروق وغروب .. هلال وتتمة ومحاق .. لبث يتأمل ويتأمل .. رغم ان ثمة رابط قوي يربط الشمس بالقمر الا انه كل في فلك يسبحون لا يلتقيان حرم عليهما لذة اللقاء وأدرك تماما ان في لقاءهما الفناء وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المفر لكنه تذكر فقال بصوت مسموع:
ـ  فناء يعقبه الخلود
نعم خلود لا يتجرع الموت وبقاء لا يواريه فناء يضاهيهما تماما الحلم والواقع بينهما برزخ لا يبغيان واذا التقيا فثم فناء وبقاء .. فناء حال وميلاد حال .. تأمل كل ذلك ولم يفتر يردد:
ـ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وفي هذه الاثناء أخذته سنة من النوم فرأى فيما يرى النائم أرضا طيبة بها بساتين على ربوات عالية ذات قيعان ممتدة لا يدرك طرفها الاخر ببصره  تجري من تحتها الانهار وقصورا شاهقة واشجارا سامقة تفوح منها رائحة المسك وكلما مر بشجرة ود لو يصرخ متعجبا يقول لها:
ـ  ما أجملك لم أرى مثلك قط
ولم يستطع ان يمنع نفسه من ان يخاطب جمادا فقال وهو يرفع صوته قليلا:
ـ سبحان الله ما أروعك من شجرة
فأجابته الشجرة على الفور:
ـ أنا قولك سبحان الله وبحمده
واستمر يكرر قوله لكل شجرة يمر بها:
ـ سبحان الله ما أروعك من شجرة
وتجيبه الشجرة من فورها:
ـ أنا قولك سبحان الله وبحمده
أدرك حينها ان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هو غرس الجنة ثم انتبه من غفلته وهو لم يفتر يردد:
ـ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 

 

alihamed

علي الفشني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 222 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2019 بواسطة alihamed

ساحة النقاش

علي محمد حامد

alihamed
أنا قلم متصل بالوجدان مداده سيل العواطف المتدفق من منابعه و الجاري على صفحات الحياة طابعا عليها بواعث الأمل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

188,954