الصراع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة/ علي الفشني ـــــــــــــــــ
استقل حافلة الركاب المتجهة الى قريته بعدرحيل يوم شاق من العمل وكان بجواره محل
فارغ فتمنى لو ان فتاة جميلة تشغله فتصبح رحلة ايابه الى بيته حلم يطوي به الزمن
ويتقي به كآبة المنظر ورتابة الطريق بدون رفيق وسرعان ما تحققت أمنيته وجلست بجواره فتاة في
غاية الجمال تتمتع بحسن يزينه القبول ولها جاذبية لا تقاوم تعصر الاذهان وتقتحم
الخيال أخذته الرجفة عندما التقى جنبه بجنبها بدون قصد في أول الامر وكان بوسعه ان
يفسح لنفسه فيجنبها مغبة التقاء الجناب واختلاف
الجنان فيطاردها سوء الظن وتسطو عليه
الشهوة ولكنه لم يفعل ولم يحرك ساكنا بل أطلق لخياله أن يستمتع بمجرد الشعور بشهوة
لا يستطيع ان يقضيها وأصبح لا يستطيع ان يصرفها فاحتلت أركان نفسه وبدت ملامحها
جلية على جوارحه لو لا ان رأى برهان ربه فرأى الفتاة في صورة أخته وتمثلت له في
صور محارمه فأصابته وخزة من ضميره فارتد اليه وعيه فأنكر ما فعل .. كيف يعاشر
محارمه .. فبرز له الشيطان وهو يحاوره:
ـ مجرد لمم يمحوه الاستغفار لا تقلق
ثم حاوره مكررا كلامه في الحاح شديد توحيه
ارادة عنيدة لا يتخللها اليأس: ـ لا تقلق مجرد لمم يمحوه الاستغفار
أعرض عنه بحركة من رأسه وهي توافقها كلمات
حاسمة:
ـ لا أرضاها لاختي أو لواحدة من محارمي
عاد الشيطان فهمس في اذنه من غير ان تفتر
عزيمته:
ـ ولا واحدة من محارمك ستمر بهذه التجربة
لانهم لا يستقلون الحافلات اطمئن أليس كذلك
فكان جوابه:
ـ ان هذه الحماقات التي مرت بخاطري هي وقود
لنار ساستعر بها .. والله لان اطعن بمخيط من حديد في راسي خير لي من ان امس هذه
الفتاة
قال ذلك ثم أولى للشيطان دبره ونهض قائما
واثر الوقوف بالحافلة على راحته
ساحة النقاش