وداعا لمعاناة الركاب مع سيارات الأجرة المتهالكة التي تكثر أعطالها‏,‏ وتتسبب في تأخيرهم‏..‏ شعار يرفعه مشروع تاكسي العاصمة الطموح الذي بدأ تشغيله‏,‏ وفتحت الإشارة الخضراء أمامه أمس في مرحلته الأولي التي تعمل فيها‏150‏ سيارة في القاهرة‏,‏ علي أن يبدأ تشغيله بالجيزة في الأسبوع المقبل‏,‏ وفي القليوبية الأسبوع الذي يليه‏.‏

المحافظ الدكتور عبدالعظيم وزير قال لمندوب الأهرام عبدالهادي تمام‏:‏ إن المشروع سيقضي علي سلبيات التاكسي القديم‏,‏ الذي تعاني‏40%‏ من سياراته من التهالك‏,‏ وزيادة عمرها علي ثلاثين عاما‏,‏ مشيرا إلي أنه تم تشكيل لجنة لدراسة تحويل السيارات القديمة إلي المشروع الجديد‏,‏ مع تقديم تسهيلات لشراء سيارات جديدة لتحسين دخول أصحاب السيارات الأولي‏.‏

وللمضي قدما في المشروع‏,‏ يؤكد المحافظ أنه لن تتم إضافة أي أعداد جديدة من سيارات الأجرة‏,‏ إلا من خلال المشروع الجديد‏,‏ مشيرا إلي أنه يوجد في القاهرة وحدها‏55‏ ألف سيارة أجرة‏,‏ وبإقليم القاهرة الكبري‏80‏ ألفا‏.‏

وبالنسبة لتعريفة الركوب‏,‏ يوضح اللواء محمود ياسين نائب المحافظ أنها تبدأ بثلاثة جنيهات ونصف الجنيه‏,‏ علي أن يتم احتساب جنيه عن كل كيلو متر تال‏,‏ مع تزويد السيارات بعدادات إلكترونية‏,‏ والتعامل معها بالفيزا أو نقدا‏.‏ وأضاف أنه سيتم إحلال وتجديد السيارات العاملة في المشروع كل خمس سنوات‏,‏ وإسناد التجربة لسائقين مؤهلين للتعامل مع المواطنين والأجانب‏,‏ مع توفير الجراجات المناسبة‏,‏ ووسائل الأمن والأمان‏.‏

نقطة أخري‏,‏ يوضحها المهندس كمال إبراهيم المدير التنفيذي للمشروع‏,‏ وهي أنه سيمكن استدعاء تاكسي العاصمة من خلال أرقام مميزة للاستدعاء أو باللاسلكي‏,‏ أو بالهاتف المحمول‏,‏ للتيسير علي المواطن‏,‏ مع احتساب ساعة الانتظار بخمسة جنيهات‏.‏

وفي خلال عام‏,‏ من المقرر أن يكون قد تم تنفيذ البرنامج الزمني لتشغيل المشروع بكامل طاقته‏,‏ والارتفاع به إلي‏1500‏ سيارة‏.‏القاهرة :

حظي رالي الفراعنة برعاية وزارة السياحة المصرية، مما كان له أكبر الأثر على الحدث الرياضي الكبير، ودفعه لان يكون السباق الدولي الثاني على المستوى العالمي، وميزته أنه السباق الوحيد الذي يسمى باسم المصريين، وهو أحد الأحداث الهامة في أجندة السياحة المصرية سنويا. وقد أعلن الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة المصري خلال مؤتمر صحفي عن تنظيم رالي الفراعنة الشهير في مصر خلال الفترة من 26 أيلول/سبتمبر إلى 2 تشرين الأول/أكتوبر هذا العام. وقال د. البلتاجي في افتتاح المؤتمر الصحفي "أن رالي الفراعنة من المناسبات الرياضية الدولية الهامة التي أدرجتها المنظمة الدولية للراليات في أجندتها منذ عام 2000، كما رشحت المنظمة رالي الفراعنة للمشاركة في المنافسة للحصول على كأس العالم للراليات في عام 2005". وأضاف الوزير "أن هذا الحدث الرياضي الهام الذي يحمل اسم «فراعنة مصر العظام» هو واحد من مفردات الأجندة السياحية المصرية التي تعد بدورها أداة لمزيد من الجذب السياحي إلى مصر بما تتضمنه من مناسبات متنوعة ثقافية، وفنية، ورياضية تتكرر في ذات الزمان والمكان كل عام". وأوضح د. البلتاجي أنه أعطى توجيهاته بضرورة تقديم كافة التسهيلات لإنجاح رالي الفراعنة الذي ترعاه وزارة السياحة وتقوم عدة وزارات وجهات أخرى بدور فعال فيه مثل وزارة الدفاع والداخلية والطيران المدني البيئة والبترول ومصلحة الجمارك ونادي السيارات وغيرها، كما سيتم تشكيل غرفة عمليات تقوم بالإعداد للسباق الدولي وتراجع الجداول الزمنية لمراحله المختلفة. وتقدر جملة سير التسابق هذا العام بــ 3300 كيلومتر، وهي لأول مرة مضمار صحراوي صرف، حيث سيعطي د. البلتاجي إشارة بدأ السباق من منطقة أبو الهول بالهرم متجها إلى صحراء مصر الغربية ومرورا بالواحة البحرية، وواحات الفرافرة، والداخلة، وسيوة مع تخصيص يوم من أيام السباق لمنطقة بحر الرمال يكون يوما لتسليط الضوء الإعلامي على واحات مصر والسياحة البيئية والعلاجية وسياحة المغامرات التي يمكن ممارستها في تلك المنطقة من الوطن، ثم ينتهي في نفس المنطقة يوم 2 أكتوبر/تشرين الاول، ليتم في اليوم التالي توزيع جوائز السباق بأحد الفنادق السياحية بمنطقة الأهرامات. ويضم سباق رالي الفراعنة هذا العام جنسيات مختلفة منها فرنسا، وألمانيا، و بلجيكا، وإيطاليا، وأسبانيا، وهولندا، والسويد يستخدمون 130 سيارة سباق و100 دراجة نارية و30 سيارة شحن معاونة وما بين خمس إلى عشر طائرات خفاشية علاوة على أطقم المساندة والإسعاف.تاكسي العاصمة يحدث ثورة في شوارع القاهرة


القاهرة :

بدأت ثورة صغيرة الاربعاء في شوارع القاهرة مع بدء تشغيل سيارات اجرة (تاكسي) من نوع لم تكن تعرفه من قبل اذا انها لا تلوث الهواء ومزودة بعدادات تعمل.

وسوف ينافس اسطول صغير من 150 سيارة صفراء اللون وتدار محركاتها بالغاز الطبيعي جيش مكون من قرابة 80 الف سيارة اجرة سوداء اللون ومستهلكة وملوثة للهواء.

وقال المسؤول في محافظة القاهرة عبد القادر اسماعيل ان سيارات الاجرة الجديدة هي "علامة تحضر وستتيح خفض التلوث كما ستفتح افاقا جديدة امام العاطلين وستنشط سوق السيارات".

وتم وضع معايير صارمة للحصول على علامة "تاكسي العاصمة" اذ يتعين الا يزيد عمر السيارة عن خمس سنوات وان تدار محركاتها بالغاز الطبيعي وان يكون بها جهاز للتكييف وعداد يعمل.

والاكثر ثورية ان مدير شركة "انستانت" التي تقوم بتشغيل هذه السيارات خالد العلمي وعد بان تشكل السيدات في المستقبل ثلث السائقين الذين سيتم منعهم من التدخين داخل السيارة.

ومن المعروف ان سيارات الاجرة في القاهرة حاليا تنطبق عليها معايير عكسية تماما اذ ان عمرها يزيد في الغالب على 12 سنة ومقاعدها ساقطة واحزمة الامان فيها مدلاة وعداداتها عاطلة.

شئ فقط يعمل بفاعلية في سيارات الاجرة المنتشرة في شوارع القاهرة هو الابواق التي يستخدمها السائقون بلا تردد طوال الوقت.

وسوف تنزل تدريجيا 1500 سيارة تابعة "لتاكسي العاصمة" الى شوارع القاهرة التي يقطنها 16 مليون نسمة وتعد نسبة الثلوث فيها من اعلى نسب التلوث في المدن الكبرى في العالم.التاريخ الممتد على عمر الزمان ترك بصماته القوية على كل اشكال الحياة في النوبة، فنا وعمارة وادبا وتقاليد.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: أحمد فضل شبلول

منذ عشرين عاما لم أزر أسوان، وأتجول في شوارعها النظيفة، وأقف على صخورها الرمادية، وأحجارها الجرانيتية أو النارية، التي صُنعت منها معظم التماثيل والمسلات الفرعونية.

منذ عشرين عاما لم أر النيل يفيض سحرا ودلالا وعذوبة وجمالا بعد عبوره من خزان أسوان، وبوابات السد العالي. ولم أشاهد الوجوه النوبية السمراء الطيبة المنقوش عليها رموز الحضارات المتعاقبة التي مرت على تلك البقعة، وكأنها مرت بالأمس فقط.

نعم كانت هناك رحلة نيلية سريعة إلى مدينتي الأقصر وأسوان منذ سنوات، لم تتح لي فرصة مشاهدة أسوان ومعالمها وآثارها وجبالها ومتاحفها، مثلما حدث منذ عشرين عاما، حيث استضافت شركة كيما، بعض أعضاء هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية، للمشاركة في مهرجان أدبي وشعري، فذهبنا إلى هناك بقطار مزود بعربات النوم الدولية، وقطعنا المسافة التي تتجاوز ألف ومائة كيلو متر من الإسكندرية إلى أسوان ـ مرورا بالقاهرة ـ في يوم ونصف يوم تقريبا. وكانت هي المرة الأولى التي أزور فيها أسوان، وهناك رأيت أدباء أسوان ـ الذين كنت أقرأ لهم من قبل ـ حجاج الباي، ومدثر سليم، وفنجري التايه، ومحمد هاشم زقالي، والمترجم القدير سيد جاد، وغيرهم من الأدباء، وكانت فرصة حقيقية لمشاهدة السد العالي بعد أن تابعنا معركة جمال عبد الناصر ومعركة مصر لبنائه، وخزان أسوان، ومعبد فيلة، وجزيرة النباتات، وقبر أغاخان، والمسلة الناقصة أو المسلة المطروحة أرضا التي لم يستطع المصريون القدماء رفعها لضخامتها وثقلها الكبير (حوالي 44 مترا طولا وثلاثة أمتار عرضا)، فتركوها في مكانها الأرضي قبل أن تُرسم عليها النقوش، أو يُكتب عليها نص هيروغليفي مقدس.

ولعل هناك تفسير آخر لعدم انتصاب هذه المسلة، فالمصريون الذين نقلوا حجارة الأهرام وشيدوا المعابد الضخمة، ونقلوا الكثير من المسلات المماثلة، لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام نقل هذه المسلة الأرضية، ولكني أعتقد أن الحاكم الذي أمر بصنع هذه المسلة، رحل عن الدنيا، ولم يهتم خليفته أو من جاء بعده بأمر هذه المسلة، وتركها على حالها قبل أن يكتمل بناؤها، أو أنه حدثت إغارة على تلك البقعة المصرية النوبية ـ كما كان يحدث في العادة ـ من قبل أحد الجيوش التي استولى قائدها على المنطقة، فأهمل أمر المسلة، وتركت على حالها. وهو الأقرب إلى الاحتمال.

المهم أنني عدت لزيارة أسوان مرة ثانية مع أفراد أسرتي، وقضينا أربعة أيام في ربوعها، وتحت شمسها الشتائية الدافئة، ووسط زحام الأجانب الذين أتوا من المشرق والمغرب، وتعرفت في مقهى شعبي على مجموعة سياحية من ألمانيا، أتوا إلى أسوان مباشرة، دون أن يمروا على القاهرة أو الأقصر، أو الإسكندرية، وفضلوا أن يبدأوا زيارة مصر من الجنوب، وليس من الشمال. قالت لي سائحة منهم، أنهم يبدأون بأسوان في يناير / كانون الثاني، ثم يصعدون إلى الأقصر، ثم إلى القاهرة، وبعدها يذهبون إلى الإسكندرية لزيارة مكتبتها الشهيرة. فكانت فرصة لأعطيها أرقام هواتفي بالإسكندرية، لنلتقي ثانية على حوض البحر المتوسط بعد أن التقينا على حوض النيل، وفرحت بذلك.

لم تكن هناك فرصة لزيارة معبد أبي سمبل الذي يبعد حوالي 280 كيلومترا جنوبي أسوان، فالذهاب إليه يحتاج إلى رحلة أخرى بالطائرة، وعند مغادرتنا مطار أسوان الدولي في طريق العودة إلى مطار القاهرة، شاهدت أفواجا من السائحين الأجانب (لم يكن بينهم السائحة الألمانية الصديقة) يقفون في طابور أمام اللوحة المكتوب عليها "أبو سمبل"، في انتظار حضور موظف الطيران الذي يراجع أوراقهم وأوزان حقائبهم وتذاكر سفرهم إلى أبي سمبل. أما نحن فقد توجهنا إلى أسفل اللوحة المكتوب عليها "القاهرة"، إيذانا بانتهاء الرحلة والعودة إلى مطار القاهرة (صالة الرحلات الداخلية) ثم الإسكندرية.

ما بين الرحلة الأسوانية الأولى، والرحلة الأسوانية الأخيرة، عشرون عاما من الشوق والحب لأهل هذا البلد الطيب.

لم ألاحظ تغييرا كبيرا في أسوان سوى إضافة متحف النوبة، وملاهي "بكار لاند" حيث استفاد أصحابها من الشهرة المدوية للمسلسل التلفزيوني الرمضاني "بكار" الذي تدور معظم أحداثه في أسوان، وأطلقوا اسم بكار على الملاهي.

أما متحف النوبة فقد بدأت دراسات إنشائه في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم، بواسطة لجان من المجلس الأعلى للآثار واليونسكو والخبراء المصريين بالجامعات المصرية، وافتتح منذ سنوات قليلة، ضمن خطة "متاحف مصر والقرن 21" التي وافق عليها المجلس الأعلى للآثار بجلسته في 4 ديسمبر/كانون الأول عام 1995.

يقول الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري عن هذا المتحف لحظة افتتاحه: "يوما بعد يوم يتزايد الاهتمام بالنوبة، تلك الحضارة التي لم تبُح بعد بكل أسرارها ودخائلها، ولذا كان اهتمامنا بالحفاظ على تراثها الغني، والعمل على تخليده في هذا الصرح الجديد "متحف النوبة".

أما الفنان التشكيلي د. أحمد نوار رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار فيقول عن متحف النوبة: "صمم المتحف على أساس تحقيق التكامل مع البيئة المحيطة، وأن يكون تكوينه المعماري متناسبا مع طبيعة المنطقة الأثرية، ومتناغما مع الموقع العام بأسلوب المستويات المتدرجة التي تتوافق مع الطبيعة الخاصة ذات الأرض المتعددة المناسيب، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المناخ الخاص لمدينة أسوان في معالجة الواجهات لتخفيف دخول الضوء الشديد والحرارة".

ولحسن الحظ أن هذا المتحف يقع خلف فندق كلابشة الشهير الذي كنت أقيم فيه مع عائلتي. لذا ذهبنا إليه صباحا، فرأينا جموعا غفيرة من الأجانب والمصريين، وأهل أسوان والمناطق المحيطة بها، وعرفنا أن سعر الدخول أربعة جنيهات للمصريين، مع منح تخفيض 50 % للطلبة (أي جنيهين في حالة وجود كرنيه أو بطاقة الطلبة) وخمسة وثلاثون جنيها مصريا للأجانب. فقررنا الذهاب إلى المتحف في الفترة المسائية، ظنًّا منا أن الزحام سيكون أقل في تلك الفترة، فوجدنا الزحام نفسه، فوقفنا في طابور طويل، وعندما اقتربت من شباك التذاكر، كان ورائي بعض الأجانب، فأراد منظم الطابور، أن يجامل هؤلاء الأجانب، بأن يخرجوا من الطابور، ويتقدمون عليَّ (فهم يدفعون أكثر من المصريين) فرفضتُ هذا الأسلوب، وقلتُ لهذا الموظف: إن الأجانب ملتزمون بالطابور، ولم يبدوا أي امتعاض من ذلك النظام، ونحن عندما نسافر إلى الخارج نلتزم بالطابور أيضا، فهذا هو النظام السليم المتبع في كل الدول المتحضرة، وأنت بفعلتك تلك تسيء للنظام المعمول به في بلاد الدنيا. ورفضتُ أن يتقدمني السائح الأجنبي.

لم أدر هل فهم السائح الأجنبي كلامي الموجه للموظف، أم لا؟ ولكنه في الوقت نفسه، رفض ـ بأسلوب مهذب ـ عرض الموظف أن يتقدم الواقفين قبله في الطابور، فما كان مني إلا أن التفت للوراء، وشكرت هذا السائح الأجنبي الملتزم بسياسة الطابور، فشكرني بدوره.

***

يقع متحف النوبة على مساحة تبلغ خمسين ألف متر مربع، منها سبعة آلاف متر مربع مقام عليها مبنى المتحف، وثلاثة وأربعون ألف متر مربع للموقع الخارجي والعرض المكشوف. وخصصت نصف المساحة المقام عليها مبني المتحف، لقاعات العرض المتحفي الداخلي، والنصف الآخر للمخازن والترميم، وإدارة البحوث، وأماكن الإدارة، والخدمات العامة.

ولعلنا نتساءل عن معنى كلمة "النوبة"؟ وهناك الكثير من التفاسير لهذه الكلمة التي تطلق على المنطقة الممتدة بين أسوان شمالا حتى مدينة الدبة قرب الجندل الرابع جنوبا، وهي بذلك تعد بمثابة حلقة الوصل بين شمال الوادي وجنوبه في مصر، وشمال السودان. ويعتقد البعض أن اسمها مشتق من الكلمة المصرية القديمة "نبو" أي الذهب، وفي هذا التفسير إشارة إلى مناجم الذهب التي اشتهرت بها المنطقة قديما.

وتنقسم هذه المنطقة إلى: وادي النيل والصحارى، وظهرت إلى الوجود في عصور ما قبل التاريخ، وتشير الكشوف الأثرية الحديثة إلى مدى الارتباط الحضاري الذي جمع سكان وادي النيل، جنوبه وشماله خلال الحقب الزمنية المديدة التي تعرف باسم العصر الحجري القديم، حيث تنقلت بين جنباته جماعات اعتمدت في عيشها على صيد الأسماك وصيد الحيوانات البرية مثل: الغزلان والظباء والفيلة والزراف وغيرها.

أما في العصر الفرعوني، فقد التحمت النوبة مع عصر بداية الأسرات خلال السنوات (3100 ـ 2700 ق.م) وعصر الدولة القديمة (2700 ـ 2200 ق.م) وما تلاها من عصور، وخاصة عصر الدولة الحديثة (1550 ـ 1070 ق.م) والعصر الكوشي (780 ـ 593 ق.م). كما مرت النوبة بالعصر المروي (593 ق. م ـ 350 م) حيث كانت مروى ـ التي تقع على الضفة الشرقية للنيل بين الجندلين الخامس والسادس في المنطقة التي تعرف حاليا باسم بوتانا ـ عاصمة تلك المملكة.

وقد امتد نفوذ البطالمة الذين حكموا مصر بعد دخول الإسكندر الأكبر، وبعد وفاته في بابل عام 323 ق.م إلى جنوب البلاد وبسطوا نفوذهم على النوبة، والحال نفسه بالنسبة للرومان بعد أن تحولت مصر إلى ولاية رومانية بعد هزيمة كليوباترا السابعة في موقعة أكتيوم البحرية عام 30 ق.م على يد أوكتافيوس أغسطس.

أيضا دخلت النوبة في الديانة المسيحية، بعد أن انتشرت في مصر وأصبحت الديانة الرسمية عام 380 م، فأغلقت معابد الآلهة في مصر والنوبة، بما في ذلك معبد إيزيس في فيلة.

وعندما دخل الإسلام مصر عام 641 م تحولت النوبة أيضا إلى الديانة الإسلامية، واعتنق كثير من النوبيين الدين الإسلامي.

أما النوبة في العصر الحديث فيبدأ تاريخها مع غزو العثمانيين لمصر عام 1517 م، ووصل جنود من البوسنة إلى النوبة، واستقر بعضهم بها، وتزوجوا من نوبيات وتناسلوا، لذا نلاحظ أحيانا وجود نوبيين يتميزون ببشرتهم البيضاء من سلالة هؤلاء البوسنيين.

وعندما تولى محمد علي حكم مصر اهتم بالنوبة، وتطلع إلى فتح السودان، وجند النوبيين والسودانيين في الجيش المصري النظامي. بعد ذلك اهتمت الحكومات المتعاقبة ببناء خزان أسوان وتعليته أكثر من مرة، الأمر الذي أفزع الكثيرين من علماء الآثار المصرية، فأرسلت حملات لتسجيل الآثار والبحث عنها في كل المواقع المهددة بالغرق، ثم جاء بناء السد العالي على بعد حوالي سبعة كيلو مترات جنوب سد أسوان، فقادت منظمة اليونسكو حملة دولية في 8 مارس/آذار عام 1960 لإنقاذ آثار النوبة واستجابت الهيئات الدولية لتلك الحملة، وتم إنقاذ معبدي فيلة وأبو سمبل وبقية معابد النوبة، بنقلها وإعادة تركيبها في مناطق أخرى، بعيدة عن الغرق.

***

لقد ترك كل هذا التاريخ الطويل والممتد على عمر الزمان بصماته القوية على الفن الشعبي النوبي من أشكال المباني والأثاث والصناعات والفنون والحلي والأزياء، وكذلك أشكال الفن التعبيري كالموسيقى والرقص، وألوان التعبير الأدبي من قصص وروايات وأشعار، وأيضا انطبع كل هذا على العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.

ويأتي متحف النوبة ليخلد في جنباته وأركانه كل هذا التاريخ والفنون والأعراف من خلال التماثيل والمنحوتات والنقوش والمومياوات والأدوات واللوحات التذكارية وشواهد القبور والجداريات وخلافه من خلال سبعة عشر منطقة للعرض مرتبة زمنيا، وتشمل: منطقة بلاد النوبة، والبيئة النوبية، ونشأة وادي النيل، وعصر ما قبل التاريخ، وحضارة العصر الحجري الحديث، وعصر الأهرامات، والعصر النوبي الوسيط، ومملكة كوش النوبية، والامتداد الحضاري المصري في النوبة، والأسرة 25، ومملكة مروى، والعصر المتأخر، والنوبة المسيحية، والنوبة الإسلامية، ومنطقة الري، والحملة الدولية (اليونسكو) لإنقاذ آثار النوبة، وأخيرا قسم التراث الشعبي.

ومن خلال مناطق العرض نرى على سبيل المثال: تمثال الملك رمسيس الثاني، ومقصورة قصر إبريم، ونموذج لمعبد فيلة، ولوحة حجرية لأمنحتب، ومقصورة البابون والعقرب، ولوازم وحليات للخيول، وشواهد بعض القبور، وتمثال للبا (الروح) وتمثال أمرديس، ولوحة بسماتيك، ولوحة حجرية لتانوت آمون، ونموذج لمقبرة إسلامية، والساقية والشادوف، وهيكل عظمي من وادي الكوبانية، ونموذج لدفنة نوبية، وتمثال الملك خفرع، وغيرها.

أما في الموقع العام والعرض المكشوف، فنرى ضريح السبعة والسبعين وليا، وأضرحة إسلامية، ونموذجا للبيت النوبي الحديث، ولوحة بسماتيك، ومسلة على شكل عمود، وتمثال أسد، وعمود مرنبتاح، وتابوت كبش، وتمثال سناو، وتمثال جندي روماني، وبعض الآثار الإسلامية، وغيرها من القطع الأثرية.

وكنت أود مشاهدة لوحات وأعمال الفنانين النوبيين المحدثين إلى جوار الآثار القديمة، في متحف النوبة، على غرار ما نشاهده في المتاحف العالمية، مثل اللوفر في باريس على سبيل المثال. ولعل إدارة المتحف تخصص قاعة أو جناحا للفن التشكيلي النوبي الحديث، تعرض فيه أهم أعمال هؤلاء الفنانين.
القلعة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى ومقصد سياحي لا يقل اهمية عن الاهرامات.

القاهرة : :

تعتبر الآثار والمتاحف من اهم المعالم السياحية في العالم لاسيما في مصر التي تحتفظ بثلثها الامر الذي دعا الحكومة المصرية الى الاهتمام بهذا التراث والمحافظة عليه من الاندثار.

ولاشك أن تطوير وترميم الاثار والعناية بها يشكل اضافة مهمة إلى تراث مصر السياحي الذي طالما آثار إعجاب العالم كله وهو جزء من خطة المجلس الأعلى للآثار بهدف وضعها على خريطة المزارات السياحية .

كما ان مصر في حاجة ماسة لتقديم كل أوجه الدعم للقطاع السياحي كونه المصدر المتجدد والدائم للموارد الخارجية التي تعين البلاد على رفع مستوى الشعب وزيادة الدخل القومي .

وتعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها إستراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط .

وقد مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثا تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م وحتى تولي محمد على باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها.

وكان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف نجم الدين أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هجري 1176ميلادي حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكي يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقا اصطناعيا فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.

ويحرص الكثير من السياح الاجانب والعرب على زيارة القلعة لما تشكله من ارث تاريخي يعود الى القرن الـ12 الميلادي حيث تشتمل المنطقة على قصور ومتاحف وعدة مساجد أكبرها مسجد محمد علي.

واعرب السائح البريطاني جون بيتر عن سعادته لزيارة القلعة التي تشير الى حضارة عريقة للمسلمين مؤكدا اهمية الحفاظ على هذا الارث الاسلامي الجميل.

واضاف بيتر انه حريص على زيارة الاماكن الاثرية سواء في مصر او في اي بقعة من العالم مشيرا الى أن تلك الزيارات تشكل جزءا من معرفة الثقافات الاخرى التي طالما شاهدتها في التلفزيون او الصحف.

واكد ان الاعمال الارهابية لن تثني السياح عن زيارة القاهرة مشيرا الى ان مصر قادرة على اتخاذ كافة الاجراءات الامنية الواجبة للمحافظة على ارواح السياح .

واوضح ان هذه هي زيارته الرابعة لمصر مشيرا الى أن السياحة المصرية نهضت في الفترة الماضية بشكل كبير وانها الان في دائرة المنافسة العالمية بكل المقاييس بفضل الجهود التي بذلت من قبل الحكومة المصرية والمسؤولين عن قطاع السياحة.

وتعد القلعة معلما مهما لا يقل استقطابا للسياح عن الاهرامات.

واعتبر ان كل انجاز يتحقق لمصر في هذا المجال السياحى تزداد أمامه فرص النهوض الاقتصادي بجانب ما يجري من تقدم في بقية القطاعات الخدمية والانتاجية .

ووفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية فان ثمانية ملايين سائح زاروا البلاد في العام 2004 جاء الايطاليون في المرتبة الأولى يليهم الألمان.

المصدر: جمهورية مصر العربية .. عبدالله
aliabdallah77

الحمـدلله

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 18 يناير 2011 بواسطة aliabdallah77
aliabdallah77
إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة فالله لا يحابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

629,740

لا تنسى ذكر الله

اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ