جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سوء التغذية والعقم في الابقار :
ترتبط جميع العمليات الحيوية في جسم الأنثى والمتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتكاثر
بالعوامل البيئية الخارجية
وبالدرجة الأولى عامل التغذية.
ويظهر تأثير سوء التغذية على الوظيفة التناسلية بأشكال متعددة منها:
عدم انتظام دورات الشبق،
غياب التبويض،
ضمور وخمول المبايض، احتباس المشيمة،
التأخير في تراجع الرحم إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة ،
الموت المبكر للأجنة،
ظهور تحوصلات وأجسام صفراء دائمة في المبايض،
وغيرها من المشاكل التناسلية التي من شأنها أن تطيل فترة العقم عند الأبقار.
يؤدي نقص البروتين في العليقة
إلى ضعف النشاط الهرموني للغدد الداخلية الإفراز وخاصة الغدة النخامية والغدة فوق الكظرية
وإلى خلل في تركيب الخمائر اللازمة لجسم الحيوان
واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي.
جميع هذه الأمور تؤثر سلبياً على الوظيفة التناسلية
مسببة عدم انتظام دورات الشبق وانخفاض في نسبة الإخصاب ،
ولدى فحص الجهاز التناسلي عن طريق المستقيم
يلاحظ أن المبايض صلبة وصغيرة الحجم (مثل حبة البازلاء).
يلعب أيضاً نقص المواد الكربوهيدراتية دوراً هاماً في اضطرابات الوظيفة التناسلية،
لاسيما وأنه توجد علاقة بين المواد البروتينية والمواد السكرية في جسم الحيوان
فلكل 100 جرام بروتين يجب أن يعطي 80-150 جم سكر.
ولهذا فإن زيادة البروتين في العليقة (عندما تعطى الأبقار أكثر من 500 جم علف مركز لكل ليتر حليب أي عندما تكون أكثر من 50% من العليقة مواد بروتينية)
يؤدي إلى ظهور مرض الكيتوزس ( ظهور الأجسام الكيتونية في البول والحليب).
ويجب أن نعلم أن أكبر نمو للجنين داخل الرحم يحدث في الأشهر الأخيرة من الولادة،
فإذا كان وزن الجنين بعمر 7 أشهر 7- 10 كجم
فإن وزنه خلال الشهرين الأخيرين يتضاعف 3-5 مرات
لهذا يجب اعتبار فترة الجفاف عند الأبقار هي الفترة التي يتم فيها تعويض النقص الغذائي الذي يحدث خلال فترة الحلابة.
أي أن تغذيتها في هذه الفترة يجب أن تكون متكاملة
لكي نحصل على أكبر كمية ممكنة من الحليب دون أن يتأثر الوضع الإخصابي فيها في الأشهر الأولى التي تعقب الولادة.
العامل التغذوي الأكثر أهمية في عقم الأبقار هو نقص الفيتامينات،
وكما هو معروف أن الأبقار تستطيع أن تركب فيتامينات المجموعة B بفضل البكتيريا الموجودة في كروشها،
أما بقية الفيتامينات A,D,E فيجب أن تحصل عليها مع العليقة.
ويعتبر فيتامين A من أهم الفيتامينات اللازمة لعمليات التكاثر من حيث تأثيره على الوظائف التناسلية،
ويسميه بعض المؤلفين فيتامين التكاثر. حيث أن نقصه يسبب تقرن الأغشية المخاطية المبطنة للمجاري التناسلية ويضعف من مقاومتها للمسببات المرضية ويوقف إفرازات الغدد الرحمية والمهبلية،
ومن أعراض نقصه أيضاً ضعف الخصوبة وظهور دورات شبق غير منتظمة
وتشكل حويصلات وأجسام صفراء دائمة في المبايض.
كما يحدث موت مبكر للأجنة أو يحدث ولادات لأجنة ضعيفة
بالإضافة إلى حدوث إجهاضات متكررة.
لايؤثر فيتامين A على انتظام دورات الشبق
وإنما يؤثر على نمو الجنين داخل الرحم وكثيراً ما يسمى فيتامين الحمل.
حيث أن نقصه يسبب إجهاضات متكررة وموت مبكر للأجنة.
أما بالنسبة لفيتامين D فهو يلعب دوراً في تنظيم عمليات تبادل الكالسيوم والفوسفور في الجسم
ونقصه يؤدي إلى ظهور دورات شبق غير متظمة وتظهر علائم الإصراف ضعيفة
مع حدوث حالات من الإصراف الخالي من التبويض
وبالتالي انخفاض في نسبة الإخصاب عند الأبقار.
إضافة إلى تأثير نقص الفيتامينات على الإخصاب الذي يؤدي إلى إطالة فترة العقم هناك كثير من العناصر المعدنية الواجب توفرها بصورة متوازنة في جسم الحيوان والتي يؤدي نقصها إلى خلل في كثير من الوظائف التناسلية وبالتالي إلى إطالة فترة العقم عند الأبقار مثل الكالسيوم والفوسفور واليود والمنغنيز والكوبالت وغيرها.
الوقاية من العقم الغذائي:
• يجب تأمين علائق غذائية كاملة من حيث احتوائها على الفيتامينات والعناصر المعدنية وذلك كي يتمكن المربي من القضاء على ما يعرف بالعقم الغذائي،
• وفي فصل الصيف يجب أن تعتمد تغذية الأبقار بصورة أساسية على الأعلاف الخضراء وذلك لما تحويه هذه الأعلاف من مواد غذائية وفيتامينات ضرورية جداً للوظيفة التناسلية وخاصة فيتامين A وبيتا كاروتين،
• ولقد وجد أن الحيوان يستطيع تمثيل البيتا كاروتين أكثر من فيتامين A.
• في فصل الشتاء تكون الأعلاف غير متوفرة فيجب أن تعطى الأبقار بشكل أساسي مادة السيلاج لكنها تحوي على كميات كبيرة من الكاروتين والسكريات والبروتينات وتحافظ على التوازن القلوي الحامضي في الجسم.
• كذلك لابد من استعمال الدريس الذي يعتبر مصدراً من مصادر السكر وكثير من الفيتامينات.
• وكذلك يجب أن تكون العليقة غنية بالعناصر المعدنية مثل الكالسيوم والصوديوم والفوسفور وغيرها من العناصر النادرة وغير النادرة وهذه يمكن تقديمها على شكل أحجار كلسية تحتوي على خليطة منوعة من العناصر المعدنية.
• أما الفيتامينات فإن وجودها يؤثر تأثيراً إيجابياً وخاصة فيتامينات A,D,E والتي تعطى بنسب 1000:100:1 أي أنه لكل وحدة دولية من فيتامين E يعطي 100 وحدة دولية فيتامين D و 1000 وحدة دولية من الفيتامين A. ويفضل إعطاء الفيتامينات عن طريق العلف حيث يصبح تركيزها في الدم والحليب السرسوب أعلى بكثير منه عندما تعطى حقناً في العضل وتحت الجلد.
• وتبلغ حاجة الحيوان يومياً من فيتامين A 70-100 ألف وحدة دولية ومن فيتامين D 8-10 ألف وحدة دولية ومن فيتامين E من 5-100 وحدة دولية.
• ويجب مراعاة حاجة الأبقار الحوامل من فيتامين D حيث تزداد في الفترة الأخيرة من الحمل وذلك بسبب النمو الزائد للجنين ولهذا كان من الضروري جداً تعريض الأبقار في هذه الفترة لأشعة الشمس التي تساعد في تركيب هذا الفيتامين. أما بالنسبة لعنصر اليود فيجب أن يعطى للأبقار على شكل يود البوتاسيوم بمقدار 6-9 ملجم و 12 ملجم للأبقار عالية الإدرار.
ساحة النقاش