العدد 7 لسنة 2016
خصال امرأة عربية
عبدالكريم ساورة
عندما يستيقظ الوطن العربي سيهتزالعالم. هذا مجرد حلم صغير يحلق يوميا أمام عيني كنحلة تحمل رحيقا وتبحث عن رفيقاتها لتبشرهم بطعمه المختلف.
ما الذي يجعلنا نتوقف عن الحلم ؟ رغم أنه حق وواجب مقدس؟
لماذا لعنة التخلف تطاردنا كسيف ديموقليس؟ وهل سيظل التخلف رسما منقوشا في ذاكرتنا إلى الأبد؟ التخلف يوجد في التفاصيل...
كيف ذلك ؟
التخلف ديكتاتور، لا يرحم، لا يداهن... إنه وحش كبير، ويكبر في أعيننا كلما اشتد بنا الخوف وتملكنا اليأس وبعنا وجوهنا وكتبنا في المزاد العلني.
التخلف مجتمع منغلق، متطرف، يبني في كل لحظة مدارس من العنف والصخب وأجيال من العجزة، الحاملين شارة السقوط.
المتخلف لاينافس المتخلف لأنه من فصيلة دم واحدة وينتمون إلى قبيلة واحدة ، يحرثون الحيرة والغباء، بل يصر على قهر ذاته ليفوز بغنيمة القهر.
أتباعه المخلصون، لا يؤمنون، بغيمات السماء وزخات المطر ورائحة الأرض .
الأفق عار وغربة ويتم في دينهم.
يحتفلون في كل لحظة بموسم العودة إلى الوراء، لا يشعلون الشموع ولا يذرفون الدموع ، الندم صبي معتوه وحقير في ملتهم.
المتخلف حكمته التسول والبكاء على المرآة. إنه يعبد صورته المترسبة كجثة محنطة. عاشق للسواد الذي يشبه روحه.
ينام ويستيقظ على قراءة الفنجان، ولا يستنشق رائحة البن السحرية.
حارس وفي للقلعه المشيدة بحروف هلامية.
حكمته : الظلمة.
عقيدته السخرة والولاء للمجهول ، والفراغ عنده أجمل هدية
صانع للأبطال من رماد في كل قضية ويكتب قصائد المدح والرثاء لهم في كل وصية.
غريب النشأة ، ابن غير شرعي، لا يعترف بأية ملة ويشهر كل سيوف النعرة القبلية.
توأم للسلطة بعللها، أمين لسرها وخادم طائع لكفرها
سجان عظيم لقبحها....................
وسرير دافئ لنزواتها، يتعطر بأساطيرها وينام على أشعارها.
أحلامه كلها أشباح وكوابيس وتصفية للخيال والموهبة.
تعالوا نوقف هذا النزيف ونعلن جميعا رفضنا للعبودية، لهذا الوشم النائم في عروقنا .
الم يحن الوقت للتحلل من شرك الأنانية والاعتراف بأزهار الزنبق وألوانه الأرجوانية.
تعالوا نحلم ، لا نتوقف عن الحلم ونؤمن بملكاتنا ، ولا تنسوا أن الحلم امرأة، تستنشق رائحة المستقبل كل صباح، تعشق الكتب والقصيدة والإحساس بالقضية .
ماذا سيحدث للعالم عندما تجتمع كل هذه الخصال في امرأة عربية ؟