اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن قِلَّةً قليلة من الناس تجوب الأرض لإبلاغ هذا الدين , ويقابلون الجيوش العظيمة في العدة والعتاد والعدد فينتصرون عليهم ويمضون قُدماً يبلغون هذا الدين ..
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن أبابكرٍ رضي الله عنه يقول لمانعي الزكاة (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه) لان هذا الدين عزيز ومن يتدين بهذا الدين عزيز..
اقرئي التاريخ يا أمتي ..لتجدي أن عمرَبن الخطاب رضي الله عنه ينام تحت شجرة ويتوسد نعليه فيراه رسول كسرى فيقول (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن عمرَبن الخطاب رضي الله عنه حين قال له أبوعبيدة رضي الله عنه كيف تأخذ الخف بيديك وتأخذ بزمام ناقتك وأنت أمير المؤمنين .. غضب عمر وقال لو غيرك قالها يا أباعبيدة ..
ثم اطلق تلك العبارة التي نراها الآن بأم أعيننا ونعيشها حرفاً حرفا (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن عمرَبن عبدالعزيز يعيش في قمة المجد حتى يقول (انثروا الحَبَّ على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين)
اقرئي التاريخ يا أمتي .. لتجدي أن الغرب كانوا يرسلون البعثات إلى ديار المسلمين ليتلقوا العلم هنا ثم يرجعون إلى بلادهم ليُشار إليهم بأنهم طبقة خاصة .. طبقة متعلمة , مثقفة , متحضرة , كانوا يلبسون لباسا خاصا ويقال عنهم هؤلاء صفوة أوروبا .. هكذا عشنا المجد كما لم يعشه أحد ..
تعال يا أخي الآن نقلب صفحات الحاضر.. لاتاريخ , لامجد , لاعزة
أصبحت الأرض تتشبع بدمائنا , أصبحت الأمة تمر بالأزمات والنكبات ,أصبحت تمر بمذابح ولا مغيث,تمر بإبادات ولا مجيب , تمر بمسح شامل والعالم صامت , وهل لنا أن نلوم العالم وهو يرى المذابح والإبادات في كل مكان ..فلسطين وأفغانستان وبغداد وسوريا والآن أراكان .. هل لنا أن نلومهم ونحن من نشارك المسلمين الإخوة الدينية لم ننصرهم بل لم يهمنا أمرهم ..
أصبحنا بعد أن سلمنا زمام قيادتنا للغرب ذليلين مهينين , ألم أقل اننا كنا نرفل في ثوب المجد الآن خلعنا هذا الثوب ولبسنا ثوبا من الذل أهدانا إياه الغرب ..
فمنذ أن بدأ المسلمون يتركون دينهم ويرونه تخلفا بدأنا في التخلف..
ومنذ أن رأى المسلمون أن هذا الدين رجعي بدأنا بالتراجع..
منذ أن ولعنا بالغرب , عشقنا الغرب , استعبدنا الغرب.. ونحن في هذا الذلّ ..
آهات في صدري لا أدري كيف أخرجها , كيف أصوغها , كيف أترجمها .. فهي أكبر من أن أحولها إلى حروف ...
هذه الأمة , هذا العملاق الذي يغط في سبات عميق بينما العدُوُّ يمرح ويسرح فوق جسده كيفما شاء ..
تخنقني العبرات حينما أقرأ قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد) وأنا أرى أننا أهدينا فلسطين لإسرائيل .. وضيعنا بغداد .. سلمنا سوريا ,,
والآن أراكان .. أراكان تلك البقعة المنسية .. أراكان تلك البقعة التي يمارس فيها العدو ماشاء.. ذلك الشعب الذي يباد بأكمله وأمتي لازالت نائمة ..
يا أمتي ارعِنِي سمعِكِ ..
في أراكان آباؤنا يقتلون .. إخواننا يعتقلون .. أخواتنا تغتصبن
يا أمتي أي خير في رجالك إن كانوا لا يستطيعون الحفاظ على طهر أخواتهم من قذارة ذلك النجس ؟!!
في أراكان يا أمتي قرى تُحرق .. مساجد تُهدم .. دينٌ يهان .. شعبٌ يباد ..
في الوقت الذي ننغمس نحن في الذل ولانستطيع أن نقدم شيئاً إلا استجداء الغرب وانتظارهم هاهم أمام أعينكم .. هاهم البوذيون في أراكان يمارسون أبشع المذابح التي لم تعرف التاريخ مثلها أمام الغرب بأكمله
يا أمتي لن أطيل عليك الكلام .. فقط أردت أن أذكرك (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)
نشرت فى 6 يوليو 2019
بواسطة alayman
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
114,637