أحمل شهادة الدكتوراة في الدراسات اللغوية وما زالت معاناة البحث عن الوظيفة جارية
عالم السياسة والثقافة الإخباري .. د. صالح أبو شارب
معاناتي ليست هي معاناتي لوحدي ، بل معاناة الكثير من حملة الشهادات العليا ، أضع قصة معاناتي بين أيديكم وعلى مكاتب المسؤولين :
من خلال تصفحي موقع جامعة العلوم الملكية الطبية , وجدت إعلانا تطلب فيه الجامعة أعضاء هيئة تدريسية , وكان من بين هذه الشواغر التخصص الذي أحمله , ذهبت للمكتب الإداري للجامعة الموجود في شارع الجاردنز , طبعا بعد غياب عن دوامي ومنع صرف , وتكاليف تصوير الأوراق وأجرة الطريق , وتقدمت بطلب عضو هيئة تدريس , وأرفقت الأوراق الثبوتية المطلوبة , وغادرت على أمل أنها جامعة جديدة مستثمرة لن يكون فيها أي تلاعب أو غموض على الأقل في بداية مشوارها , انتظرت ما يزيد عن شهرين ولم يأت من الجامعة أي اتصال على أصل أن تكون مقابلات أو مفاوضات كما يسميها البعض , حاولت الاتصال بهم على الأرقام التي وضعوها على موقعهم , وكأنها أرقام بلا هواتف , لم أجد ردا واحدا ولو بالخطأ على ما يزيد عن أربعين اتصال , على كل حال زرتهم في مكتبهم الذي قدمت فيه طلب الوظيفة , وسألت أول موظف في الاستقبال : تقدمت بطلب عندكم لوظيفة .....؟ قال لي مقاطعا : خلص وظفنا ومشى الحال , تركته وذهبت لموظف آخر كنت وألتقيت به في جامعة خاصة أخرى , وشرحت له ما حصل متعجبا مما يحصل , قال لي : تم تعيينه يا صديقي قبل إنزال الإعلان , تركته معلنا الإحباط من الحال الذي صرنا إليه ’ العجيب أن حالنا وحال الجامعة في هذه الأيام واحد الجامعة تلهث وراء الاعتماد ونحن نلهث وراء حقوقنا المسلوبة .
اتصل بي صديق وقال لي هناك إعلان صادر عن جامعة جرش الأهلية تطلب فيه أعضاء هيئة تدريس ومن بينها تخصصك , حقيقة لم أتفاءل بخير من هذه الإعلانات , فقد كلفتني كثيرا من الوقت والجهد والمال , لكن إصرار صديقي علي بالهاب هو ما جعلني آخذ إجازة محسومة الأجر , وسيارة أجرة من الجيزة للجامعة ب30 دينار , ذهبت للموارد البشرية , هناك شواغر أعلنتم عنها قبل يومين ؟ ما تخصصك ؟ قلت الدراسات اللغوية ,... لا يا أخي لسنا بحاجة , قلت : الإعلان ...., قاطعوني قلنا لك لسنا بحاجة . ..قلت في نفسي :.كم نحن فخورون بك يا أردنا فالمسؤولون غير مسؤولين , ذهبت إلى عميد كلية الآداب , لعلي أسمع جوابا """"ما يخليني أنجلط على هالمشوار المخسر"""" لكنه قال لي هذه عادات الجامعات الخاصة يا بني في إعلاناتها , لم أفهم شيئا لكني فهمت أن حالي هو حال المئات من حملة شهادات الدكتوراه , لا حماية لنا لا مسؤولية تجاهنا .
من المسؤول عن هذه الجامعات , من المراقب لسيرها , كيف تستهين بنا ؟
أخيرا أقول اتقوا الله فينا .
د. صالح أبو شارب