خطة كيري حلقة في مسلسل الاتحاد الثلاثي
عالم السياسة والثقافة الإخباري .. محمد سليمان الخوالده
من يظن أن خطة كيري تنتهي فقط باتحاد فيدرالي بين الأردن وفلسطين ، وتوطين الفلسطينيين شرقي الأردن ، لا يعرف حقيقة الأهداف والمخططات " الإسرائيلية " على الإطلاق، مشكلة " إسرائيل " ليست في أنها تبحث عن طرف لتسلمه الضفة الغربية وغزة ، بل في مشروع متكامل خططت له منذ زمن بعيد الا وهو تكريس الهيمنة والسيطرة على السلطة الفلسطينية والدولة الأردنية ليكون منطلقا لها لتكريس هيمنة كاملة على منطقة الخليج العربي والعراق وبلاد الشام ، ولا يخفي على أحد أن التغيرات التي حدثت في المنطقة تعطي " إسرائيل " الدور الرئيس لتكون اللاعب الأهم في تشكيل الشرق الأوسط الجديد لتحتل قيادته .
خطة كيري تعتبر حلقة في مسلسل بدأت أولى حلقاته الحديثة مع توقيع اتفاقية أوسلو وتلتها خطوات كثيرة كان أهمها بناء جدار الفصل العنصري والإسراع في تهويد القدس العربية وتكثيف البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى ، وفي الاعوام من 2008 الى 2010 طالب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (جو بايدن ) ووفود من الإتحاد الأوروبي في زيارات متكررة للعاصمة عمان من النظام الأردني بضرورة إجراء إصلاح سياسي شامل يتضمن تعديلات على قانون الانتخاب ومنح أبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين الجنسية الأردنية في إطار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ، فكانت خارطة الإصلاح السياسي التي أعلن عنها النظام الأردني بحجة أنها كانت تلبية لمطالب شعبية ، وتمت على عدة مراحل وقريبا سيتم التعديل الثالث على قانون الانتخاب لضمان تمثيل برلماني كامل لما اصطلح عليه (الغرب أردني ) لتشكيل حكومات برلمانيه مع تعديلات دستوريه قادمه .
صاحب ذلك كله انشاء بنية تحتية ضخمة داخل الأردن مولتها منح خليجية وهو ما أكد عليه دولة النسور مؤخرا بأن المنح الخليجية موجهة للمشاريع وليس دعما للخزينة ، وما انشاء المشاريع المشتركة بين الأردن و " إسرائيل " والسلطة الوطنية الفلسطينية كناقل البحرين وسكة الحديد العابرة الى بلاد الشام شمالا والى الحجاز جنوبا وقد تم انجاز المرحلة الاولى منها (من حيفا الى الحدود الأردنيه) ، وتوسعة ميناء العقيه بكلفة تصل الى (400) مليون دولار إلا دليلا على أن مخطط كيري بدأ تنفيذه فعليا منذ مدة طويله ، وحتى يتهيأ المناخ السياسي والأمني لتنفيذ المخطط كان لابد من إخراج العراق وسوريا ومصر من دائرة التأثير ولو أن التأثير كان رمزيا .
إعلان دولة فلسطينية ( عضو مراقب ) بتاريخ 29-11-2012 بقرار من الأمم المتحدة كان خطوة ضرورية قبل تنفيذ خطة كيري ، تمهيدا لإعلان اتحاد كنفيدرالي ثلاثي تهيمن عليه " إسرائيل " تطبيقا لورقة أمريكية تم تسريبها قبل سنوات الى بعض الدوائر وصحف عالمية (تقرير منشور في صحيفة القدس العربي) ، ولقيت قبولا في حينها لدى أطراف فلسطينية وعربية واسرائيله ، فخطة كيري هي تنفيذا لتلك الورقة التي تتضمن اتحادا ثلاثيا بين الأردن وفلسطين و " إسرائيل " ، ولأن الاتحاد الكنفيدرالي يكون بين دول معترف بها في هيئة الأمم المتحدة ، كان لابد من الإعلان عن دولة فلسطينية والاعتراف بها كشكل إجرائي للكنفيدرالية المنتظرة بين الدول الثلاث ، وتشير الورقة الأمريكية كذلك أن الحدود في الاتحاد الثلاثي ستكون مفتوحة تماما بين الأطراف الثلاثة مع الاحتفاظ بالسيادة الداخلية ، على أن تتولى الأطر الأمنية والعسكرية المستحدثة ( قوات أردنية و " إسرائيلية " بشراكة مع قوات من حلف الناتو ) في حراسة الحدود بين الأردن و " إسرائيل " ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نجاح خطة كيري في الصيف القادم في حفل دولي بإعلان انتهاء الصراع في الشرق الأوسط واعتراف عربي بيهودية الدولة الاسرائيليه ، وإعلان " إسرائيل " دولة صديقة لكل العرب ...