عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
كلمة المفكر الإسلامي الأستاذ فلاح أديهم المسلم في مهرجان نصرة قضية ( شهيدة الفجر )
أسعد الله صباحكم جميعا وبعد :
فأضع بين أيديكم نصّ الكلمة التي ألقيتها في مهرجان نصرة قضيّة " شهيدة الفجر" وابنة الوطن الشهيدة نور العوضات يوم الأحد الثامن من كانون أول في منطقة السخنة ...................... مع شكري لكلّ من ساهم في نجاح هذا المهرجان وأخصّ بالذكر الدكتور سليمان أبا الخيل والأستاذ نصر الزيادي صاحب موقع عالم السياسة والثقافة الإخباري , وأثني على كلمتيهما الرائعتين في ذلك المهرجان كما أثني على كلمة الأستاذ الجليل صالح حماد الذنيبات , والشكر موصول لكلّ من شارك أو آزر أو ساهم في نجاح ذلك المؤتمر , ووضع القضية في اطارها الصحيح بصفتها قضية وطن وشعب يتعرّض لمؤامرة من قوى تستثمر بالإجرام لخلق الفتن بين فئات الشعب لينشغل عن فسادها , ومؤامراتها على الجميع , فأثبت هذا الشعب العروبي الوحدوي أنّه نسيج واحد محكم عصيّ على الاختراق .........
...................... ونصّ الكلمة كما هو أدناه :
الحمد لله المحمود على كلّ حال , والصلاة والسلام على نبي الهدى والطاهرين من الآل , وصحبه السادات الأبطال , ومن سار على دربهم إلى يوم البعث والمآل وبعد :
فيا أيّها الإخوة الكرام :
فقد بلغنا ذلك النبأ الجلل بأنّ طالبة كليّة الشريعة العفيفة الملتزمة , وابنة القبيلة العربية الماجدة الشهيدة نور العوضات كانت تسير محفوفة بالملائكة الأطهار في أحد الطرق المؤدية إلى الجنة كما جاء في الحديث الشريف (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ )) فأعترض طريقها شيطان متوحش متجرّد من جميع الأخلاق والقيم فقتلها ففازت بمرتبة الصديقين والشهداء _ بإذن الله _ , وباء قاتلها بغضب الله وغضب عباده , لذلك فإننا نعزي أنفسنا جميعا لأنّ هذه الشهيدة هي ليست ابنة عشيرتها وقبيلتها فقط ولكنّها ابنة الوطن , والعروبة والإسلام , والإنسانية جمعاء فكلّ إنسان لديه ذرّة من إنسانية يستنكر هذه الجريمة البشعة , ويرى في هذه الشهيدة بنته أو أخته .
وإنّ هذه الجريمة البشعة تستوجب على جميع الأحرار الأخيار أن يتجهوا لفتح ملفّ " صناعة الإجرام والاستثمار الرسمي بالزعرنة " , وأود التذكير بأنّ المجتمع القبلي السابق لقيام الدولة كان يقوم على منظومة من الأعراف , والقيم , والأخلاق الراقية التي تمكنه من التعايش طيلة قرون غابت فيها سلطة الدولة ونفوذها , ولولا تلك المنظومة وقدرتها على تحقيق الأمن النسبي في ظل غياب السلطة لتفانى الناس , والعجيب أنّ ظاهرة (الزعرنة = البلطجة ) وما يسمّى بالزعران والبلطجية لا وجود لهم في ظلّ تلك المجتمعات , والغريب العجيب أنّ هذه الظاهرة التي تشكّل عالم الإجرام السفلي المتمثّل بعصابات المجرمين موجودة في أغلب الدول الأكثر قمعية واستبدادا مما يؤكد على أنّ مثل هذه الظواهر تتم برعاية رسمية , وكيف لا والناس تشاهد أفراد هذه العصابات يسرحون ويمرحون ويعيثون فسادا بدون رقيب أو حسيب , وإن أعتقل أحدهم لا يلبث إلاّ سويعات ثم يكفّل من قبل المحاكم ويفرج عنه .................
إنّ رعاية الكلاب الضالة وتسمينها واستخدامها لترويع الآمنين أصبحت لعبة مكشوفة فيجب محاسبة المسؤولين عن هذه الظاهرة على كلّ ما لحق بالمجتمع من أضرار منها , فيجب فتح ملفات جميع المطلوبين من كبار المجرمين ودراستها , ومحاسبة كلّ مسؤول ساهم في تنمية إجرامهم ؛ لأنّ المجرم الكبير يبدأ بانحراف بسيط فإن لم يعالج بطريقة صحيحة تحوّل إلى وحش كاسر ......
نعم هذه هي القضية , وهذا هو مربط الفرس , ولا يجوز أن ينظر إليها بمنظار آخر , فأفراد هذه العصابات لا علاقة لهم بعشائرهم , ولا سلطة لهذه العشائر عليهم لكي تتحمل ما يجنون , وإنّ الذي يتحمّل جنايتهم , ويجب أن يعامل بصفته يمثّل خمستهم بما يترتب على خمسة الجاني من التزامات هي تلك المؤسسات التي ترعاهم , وتشجعهم على الإجرام , فهل سنتكاتف جميعا لفتح هذا الملف لوضع حدّ لهذا الإجرام أم نظل كالذي يشاهد الذئب بعينه فيتركه , وينشغل بقصّ أثره ؟؟
وإنني في هذا المقام أثمن موقف قبيلة بني حسن الذي تضمنه البيان التالي الموقّع من شيوخهم ووجهائهم ونوابهم وأضم صوتي لصوتهم بالمطالبة بإنزال أشدّ العقوبات بالمجرم ودون تباطؤ أو تأخير , وأستأذنكم بتلاوته على مسامعكم :
(( بيان بني حسن المشار إليه في الصورة أدناه ))
وأذكّر بأنّ الكلّ يعرف أنّ ظاهرة الزعرنة ظاهرة قديمة فهي ليست وليدة الربيع العربي ولا حتى عودة الحياة الديمقراطية كما يظنّ البعض , وإن كان التسيّب الأمني والتهاون مع المجرمين بدأ يلاحظه الناس بشكل ملفت للنظر منذ عام 1989م أي سنة عودة الحياة الديمقراطية , وكأنّها رسالة من الدولة العميقة , ومراكز الفساد والاستبداد للشعب بأنّ ذلك هو ثمرة طبيعية لإلغاء الأحكام العرفية وخنق الحريات العامّة على أمل أن يضجّ الشعب ويطالب بعودتها لعلّها تحميه من المجرمين , مع أنّ الحقيقة أنّ ظاهرة عصابات الزعران أصحاب الشفرات والمشارط هي ظاهرة قديمة سبقت وجود الديمقراطية بعقود , وتشكّلت في زمن كانت فيه الدولة تطبق الأحكام العرفية , وتحكم سيطرتها على جميع مناحي الحياة , فوجود هذه العصابات التي تؤذي الناس , وتبتزّ التجار منذ عدّة عقود يستوجب فتح هذا الملف على الملأ لمعرفة الجهات التي ترعى الإجرام وتستثمره .
والكلّ يعرف أنّ هذه الظاهرة كانت تقتصر على المدن الكبرى ذات الخليط السكاني ولكنّها في العقود الثلاثة الماضية بدأت بالتمدد والانتشار حتى وصلت المدن الصغرى والبوادي والأرياف ممثلة بتجّار المخدرات , ومروجيها , ومدمنيها , وعصابات لصوص المواشي والسيارت , والتي تعيث فسادا في المجتمع بدون حسب أو رقيب , وكان من ضحاياها بعض رجال الشرطة , فليت شعري أين هذه الأجهزة التي تراقب الشعب , وتحصي عليه أنفاسه , وتعرف ما توسوس به نفسه عن مثل هؤلاء , ومن الذي يكبّل أيديها عن ملاحقة هؤلاء المجرمين ؟؟.
وإنّه لمن الظلم أن يقال بأنّهم يتمتعون بحماية من عشائرهم , فالعشائر منذ أيام الجاهلية كانت تتبرأ من مثل هذا الصنف , وتهدر دمه للجميع , وكانوا يطلقون عليهم اسم الخلعاء , وعند العرب الأواخر كانوا يتبرأون منهم ومما يفعلون , ويهدرون دمهم للجميع بطريقة تسمّى التشميس أيّ أنّ مثل هذا المنحرف يصبح مطرودا في الشمس غير مستظلّ بحماية من عشيرته.
نعم ظاهرة صناعة الإجرام هي ظاهرة قديمة وسبقت حكومة عبد الله النسور بعشرات السنين , ولكن لأنّ هذه الجريمة البشعة قد وقعت في زمن حكومته التي أصرّت على ذلك التوقيت المرفوض شعبيا , والذي سبب العنت لجميع فئات , وهيأ الظروف لارتكاب مثل هذه الجريمة فواجب على هذا الرئيس وحكومته فتح ملف هذه الظاهرة أعني ظاهرة الإجرام الممنهج والمقنن لعلاجه بشكل جذري ليتحقق الأمن والأمان الذي يتغنون به مع فقدانه فعلا , لأنّ هذه الظاهرة من أكبر قضايا الفساد المتوارث الذي يهدد الأمن الوطني , ويطعنه بالصميم , فإن وجد نفسه عاجزا عن ذلك فأقلّ ما يجب عليه أن يستقيل , ويفضح المستور من خفايا هذا الملف , وينحاز للشعب بالنضال الجادّ من أجل فتحه لمعالجته علاجا جذريا .
لقد آن الأوان أن نقول بصوت واحد : كفى تسمينا للكلاب الضالة , وصناعة للإجرام ...... فالكلّ يعلم أنّ جهاز الأمن العامّ الأجهزة الأمنية المختصّة لم تقصر في ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم فمن المسؤول عن حمايتهم ورعايتهم حتى أصبحت تلك الأجهزة من ضحاياهم ؟؟؟
لنقل جميعا :
كفى فاللعبة مكشوفة , ولن نسمح بإراقة دماء أبنائنا وبناتنا في سبيل زعرنتكم وفسادكم وتآمركم يا معشر كبار الزمن الردئ.
انتظر وقفة مشرفة مؤثرة من الأحرار الأخيار لفتح هذا الملفّ الغامض , ومحاسبة الجناة الفعليين على ما اقترفوه من إجرام أمّا صنائع الفساد والاستبداد من الرويبضات فلن يكونوا إلاّ ظهيرا لمن صنعوهم غير آبهين حتى لو وصل الوطن للانهيار والدمار ......
ولا سبيل للخروج مما يعانيه مجتمعنا من ويلات ومصائب ونكبات إلاّ بتطبيق شرع الله في جميع مناحي الحياة , ففيه وحده تتحقق حياة العزّة والكرامة والأمن السعادة مصداقا لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
وآمل ألا تكون هذه الصرخة من باب ((وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ))
الأحد، 08 كانون الأول، 2013 م
فلاح أديهم المَسلَم بني صخر .
هذا ما تم بثه من هذه القناة من المهرجان الخطابي فقط
https://www.youtube.com/watch?v=Ww2itxu9EUs
** ملاحظة : من موقع عالم السياسة والثقافة الإخباري
القناة الفضائية التس سجلت المهرجان بالكامل لم تبث هذه الكلمة في برنامجها مساء امس الاثنين الساعة 9.30 م ولا جميع الكلمات التي ألقيت بالمهرجان بما فيها كلمة مدير موقعنا الأستاذ نصر الزيادي وكلمة الدكتور سليمان ابو الخيل وكلمة الاستاذ صالح الذنيبات واكتفت بالصور للبعض اثناء حديثهم مع ضيوف البرنامج .. مع كل أسف الحقيقة وقول الحقيقة ونقل الحقيقة والمصداقية بات عملة نادرة جدا في هذا الوقت .