عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش


الأخوان المسلمون في فخ الأجهزة الغربية ..


إنّ تجربة حركة حماس في خوض الانتخابات ووصولها الى السلطة وإنغماسها بالعمل السياسي وإبتعادها عن المقاومة ثم العمل على إفشالها في إدارة دفة الحكم وعزلها عن محيطها العربي أدى الى تراجع شعبيتها بشكل حاد وملموس في الشارع العربي والفلسطيني , فتعطلت بعد ان كانت حركة مقاومة يحسب لها حساب ولها أنصارها من الداخل والخارج .

هذه التجربة الخاسرة عربياً والناجحة بالنسبة للصهاينة بإمتياز هي التي أيقضت الفكرة لدى الاجهزة الاستخباراتية الأمريكية والصهيونية للتخلص من كل الحركات الإسلامية في البلدان العربية وبذات الطريقة والتي كانت تعتبر هاجس مؤرق ومزعج لمستقبل الصهاينة والمصالح الامريكية في المنطقة والاقليم إذا ما تعاضمت قوتها وزادت شعبيتها . وهذا التخلص لا يكون نهائيا وبشكل مبتوراً مدحوراً ان لم يكن مقنعاً ولا يكن كذلك الّا من خلال اعطائهم الفرصة المقنّنة والمراقبة في ادارة شؤون الدولة ثم العمل على افشالهم داخلياً وخارجياً حتى يذهبوا غير مأسوفاً عليهم لدى جماهيرهم ومناصريهم .

ولإن وصول الاسلاميين الى الهرم عن طريق صناديق الاقتراع ضربٍ من المستحيل في ضل الانظمة السابقة والمتوارثة للحكم جاؤوا بهم من خلال الربيع العربي . ومن هنا يدرك المتابع لهذا الربيع انه لم يكن محض صدفة ولا وليد لحظة لا من حيث الاسباب ولا من حيث النتائج المعتمدة على إختلاف التعاطي الغربي مع إدارة كل ربيع على حده وصولاً للمخرجات واهمها ايصال الاسلاميين الى سدّة الحكم بالإضافة الى إضعاف الجيوش العربية وتحقيق المزيد من التشرذم العربي والتهيئه الى التقسيم الداخلي على أساس المحاصصه والعقائدية والحزبية ثم إحياء روح الطائفية لتكون نار الفتنة جاهزه للاشتعال في أي وقت .

ولأن مصر هي منبت الاخوان وحاضنتهم وفيها اقوى الاحزاب الاسلامية من حيث العدد وقوة الفكر والعقيدة النضالية والحزبية والجماهرية وتعتبر القائد والرائد للحركات الاسلامية في الوطن العربي حرصت امريكيا على نجاح التجربة فيها على غرار تجربة حماس وصولاً لذات النتيجة بالفشل والذي بدوره يقطع الطريق على كل الحركات الاسلامية في باقي البلدان العربية لهذا جاء ربيعها مختلف ومغاير عن غيرها . وهذا ما يفسر الموقف الامريكي المفاجيء بالتأييد لثورة 25 يناير عندما تخلت عن الرئيس السابق بكل سهولة ويسر وهو الذي يعتبر رجل امريكيا الأول في المنطقة , وكانت تنادي بحرية التعبير وبحق الشعوب في إختيار مستقبلهم وتستنكر استخدام العنف وذهبت ابعد من ذلك عندما طالبت الرئيس مبارك بظرورة التنحي عن الحكم ودعمت المجلس العسكري بكل اجراءاته.

ثم جاءت الانتخابات التي أوصلت الاسلاميين الى الحكم وهذا هو المراد امريكياً لتحقيق المراد الاعظم صهيونيا وهو إفشالهم وبالتالي تغيب شمسهم عن المشهد السياسي والى الابد بعدما يفقدوا شعبيتهم وجماهريتهم من خلال فترة حكمهم , لهذا عملت امريكيا ومنذو اليوم الأول وبتواطئ داخلي وخارجي على إفشال الرئيس المنتخب في إدارة الدولة وهناك شواهد على ذلك محلية وعربية . إذ كان الدكتور مرسي شبه معزول سياسياً وبشكل مقصود عن محيطة العربي فلم يزره زعيم عربي واحد بإستثناء حاكم قطر السابق كما انه لم يكن مرحب به لزيارة اي بلد عربي ما عدا القمم والمؤتمرات وهذه لا تستطيع الدولة المظيفة ان تحدد من يمثل الدولة الضيف , ومحليا بدأت الاعتصامات والإحتجاجات على كل اجراءٍ متخذ او مرسوم معد ناهيك عن الانقطاع المنتظم للتيار الكهربائي وكذلك مشتقات البترول وبدون اسباب او مسبّبات وايضاً عدم تعاون اجهزة الدولة مع الرئاسة وخاصة الداخلية وهي المسؤولة عن أمن وأمان المواطن الذي بدأ بالضجر لتراجع الخدمات العامة واحساسة بالخوف في غياب الامن وحمّلوا المسؤولية لرئاسة الجمهورية وهي كلها ازمات مفتعلة ومصطنعة .

وبهذا بدأ الرئيس وكأنه عاجز عن إدارة الدولة ولا بد من الإطاحة به فجاءت خارطة الطريق من المجلس العسكري والناظر لها يدرك انها معدّه مسبقا ولا يمكن ان تكون توافقية بهذه السرعة واقطابها الازهري والكاثوليكي والسلفي والبرادعي وكل منهم له فكر ورؤية مختلفة تماما عن الآخر .

ثم جاء التعامل وبقسوة مع المتظاهرين المؤيّدين لرئيس المعزول وصل حد القتل لأكثر من خمسون شخص ومئات الجرحى عدا عن اغلاق ما يقارب خمسة وعشرون قناة فظائية اخبارية تابعة لحزب الأخوان ولم نسمع امريكيا تستنكر هذه الاعمال الّا على استحياء وبهذا دليل واضح على الاستمرار في تنفيذ مرسوم خارطة الطريق والتي تنهي الحياة السياسية لحزب الاخوان المسلميين ولربما الى الابد كما انها لا تعطيهم الفرصة للعودة الى المشهد السياسي وهذه عدوى قد تنتقل الى اخوان تونس وليبيا وغيرهم وهكذا تخلصت امريكيا وخلصت الصهاينة من هذا الهاجس المخيف وبطريقة لا تسمح لهم بالعوده ثم تعمل على تعيين رجال لها وتبدأ الحكاية من جديد .

المصدر: عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 164 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

253,736

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .