عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش
الأسرى الأردنيون في سجون الإحتلال .. والسجناء الأردنيون في سجون العالم
إن قضية الأسرى الأردنيين وإضرابهم عن الطّعام في سجون الإحتلال الصهيوني وفي السجون العربية والعالمية ، هي واحدة من الأحداث البارزه والسّاخنة على سطح السياسة الأردنيّة ، وهي ما يشغل الشّارع الأردني بكل نخبه السّياسية والإجتماعية والحزبيّة والنقابيّة والشعبيّة ، ولا نعلم إن كانت هذه القضيّة تندرج كحلقةٍ من حلقات مسلسل الإلهاء الممنهج للشارع الأردني عن قضاياه الرئيسيّة في تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد ومعرفة الفاسدين .
وهي قضية ذات أبعاد إنسانيّة وسياسيّة واجتماعيّة ، ولربما سياديّة في وجود اتفاقيّة السّلام بين الأردن والصهاينة ( إتفاقيّة وادي عربه ) الموقعّه من الجانبين في أكتوبر عام 1994م ، والتي لم تحقق المرجو والمأمول لا في تحرير الأرض التي استأجرت ولا في توفير المياه التي سرقت .
واليوم يقبع في سجون الإحتلال الصهيوني ما يقارب اثنان وعشرون أسيراً وتسعة وعشرون مفقوداً يُضربون عن الطّعام ، ويُلقون أقسى أنواع المعاملة من الإسراف في التّعذيب وتفشي الأمراض ، والإهمال الواضح لمطالب ذويهم في عيادتهم ، بالإضافة إلى سياسة العقاب العنيف والتي تصل إلى حد العقاب الجماعي ، في صورةٍ لم تألفها البشريّة على مدار تاريخها ، ناهيك عن عدم توفير الحاجات الإنسانيّة في حدودها الدّنيا , في غياب واضح لمنظمات حقوق الإنسان .
إنّ إضراب الأسرى كشف بوضوح زيف القدرة العربيّة في التأثير الإيجابي في القضيّة الفلسطينيّة إذا ما علمنا عن الإجتماعات المتكرّره للمسؤولين الإردنيين والعرب مع المسؤوليين الصهاينة ، تارة بشكل علني وأخرى سري ، وعن الإهمال الرسمي لهذه القضيّة ، وكذلك تهميش الحكومة لمعاناتهم المتفاقمة والمتزايدة يوما بعد يوم ، وهذا يدل على اتّساع الهوّة في العلاقة المتهالكة والمتآكلة ما بين نبض الشّارع والحكومة الحاصلة على ثقة المجلس النيابي وهو الممثل الشرعي للشعب الأردني ، وهذا بات جليّاً واضحاً من خلال المعاملة اللّا إنسانية التي تلقاها أهالي الأسرى أثناء اعتصامهم أمام الديوان الملكي ، من المجهولين لدينا والمعلومين لدى الحكومة على مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية .
وهنا نتسائل عن دور الخارجية الأردنية ممثلة بالوزير الأكثر حظاً بهذا التمثيل لأكثر من حكومة متعاقبة وعن التّعاطي الضعيف المخجل مع هكذا نوع من القضايا إذا ما استذكرنا المواطن الأردني خالد النّاطور والذي كان معتقلاً لإكثر من شهر في العربية السّعودية ونحن لا نعلم عن مكان وسبب الإعتقال مع أن العلاقة الأردنية السّعودية في أبهى وأجمل صورها وهذا ما يدل على الاهمال الواضح من الخارجية الأردنية وخاصّة أنّ هذه القضايا لا تثُار على أحندة الإجتماعات الرسّمية .
وعندما نستذكر الأسرى الأردنيين في السّجون العربية السّورية والعراقيّة والعالمية نستذكر مقولة الإنسان أغلى ما نملك .