عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش
ظاهِرهُ فيه الرّحمة وباطِنه فيه العذاب..
إنّ النّهج الجديد الذي تنوي بعض القوى من الأحزاب والحراكيين إتباعه بالإعتصام امام مباني الأجهزه الأمنية مثل المخابرات العامة وقوات الدرك وغيرها هو تحوّل خطير يعبّر عن الرّغبة الكامنة في أنفس البعض للإنتقال من الحراك السلمي الى الصدام المسّلح لإراقة الدماء والتي تنقلنا فوراً إلى التّخبط والتيه والفوضى وبالتالي عدم السّيطرة بحكم الطبيعة الديموغرافية للنسّيج الإجتماعي الأردنيُ وهذا هو الفضاء الذي ينتظره المتربصون في خنادقهم أصحاب الأجندات الخارجية من الأيدلوجيين وغيرهم للعبث في وحدة الأردن وأمنه واستقراره ومن ثم تنفيذ المخططات الخارجية التي لم تعد تخفى على أحد.
نقول لهؤلاء’’ لا نبارك خطاكم ولا نؤيد مسعاكم ونتّحفظ بالرفض القاطع لنواياكم ولا نسمح لكم بالمساس بإعلام ورموز لهيبة الدولة وحضورها ونذكّركم بأن هذه الأجهزة وان كنّا لا نتّفق مع بعض ممارساتها لا ذنب لها ولا مسؤوليّة مطلقة بالفساد الذي نطالب كما تطالبون بكشف خيوطة ومحاسبة مرتكبيه ومسببّية وليس هم من يقف في طريق الإصلاح الذي تنشدون ونتوق نحن شوقاً إليه .
نناشد بالأمل والرّجاء كل الحكماء والعقلاء بضرورة التّروي والتّعقل والأخذ بعين الإعتبار كل المستجدات الإقليمية والتغيّر في المواقف الدولية والاحتقانات الشعبيّة وكذلك المخططات الدوليّة لتصفية القضيّة الفلسطينية على حساب المملكة الأردنيّة وليعلم الجميع أن سلامة الأردن أرضاً وشعباً خط أحمر نفتديه بالنّفس والنّفيس.
وفي الوقت نفسة نبارك الحراك السلمي ونشجّعه ونؤيده ونطالبه بتنسيق المواقف وتحديد الأهداف وتوضيح الرّؤى والتّوحد والإنصهار في بوتقةٍ واحدةٍ تحت قيادةٍ واحدةٍ تعمل بلا كللٍ ولا ملل لريثما تنجلي الظلمة وتنكشف الغمّة ونطالب هذه القيادةِ بالإستمرارية حتى لا تبقي فاسد ولا تذر مفسد وحتى يعود كل حقٍ مغتصب أو عقارٍ مرتهن مع المحاظة على اللٌّحمة الوطنية واستمرارية الحياة الإجتماعيّة .