عالم السياسة الإخباري .. الكاتب صالح الذنيبات
معارك موهومة
راعني ما اقرأ أحيانا عن معارك في تراثنا وثقافتنا بين الرجال والنساء -واتهام النساء للرجال بأنهم لا يحفظون إلا ( ناقصات عقل ودين ) وما شابه ذلك ، والرجال للنساء بأنهن لا يحفظن إلا : خيركم خيركم لأهله وامثالها .. فكتبت :
أولا : في عصور التخلف يبتدع الخلق معارك صغيرة تأخذهم عن المعارك الحقيقية , ومنها مابين الرجال والنساء وكأنهم فريقان متناحران كل يريد تسجيل أهداف في مرمى الآخر .
ثانيا : أود أن أقول أن موضوع ناقصات عقل ودين كلام مدسوس للنيل من نبينا عليه الصلاة والسلام وديننا العظيم ، فهو مخالف للنص المعصوم -القران الكريم- الذي يبين دون لبس أن الرجل والمرأة مخلوقان من ذات الطينة ومن النفس الواحدة ، ومن هنا عليهم ذات التكاليف ويخضعون لنفس الميزان والحساب .
كيف تكون المرأة ناقصة عقل ؟؟ وكيف تكون ناقصة دين ؟؟ والله عز وجل يقول (من عمل منكم عملا صالحا من ذكر وأنثى...الاية)وأعجبني كلام شيخ الأئمة والمحدثين الإمام الذهبي يرحمه الله إذ يقول : على سعة اطلاعي واستعراضي لكل من ارتد عن الاسلام في خلافة الصديق أبي بكر رضي الله عنه لم أجد أنّ إمرأة ارتدت وإنما كل المرتدين كانوا ذكورا..
وهناك من الرجال والنساء من يتناول الأمر من منظور واحد هو منظور الزوجية , مع أن الرجل زوج في الغالب لواحدة ولكنه أب وأخ وخال وعم ووالد زوج للكثيرات , وكذلك المرأة زوجة لشخص واحد وعلاقاتها في درجة القرابة الأولى بعشرات الرجال ..
وثالثا : هناك موروثات تاريخية تكونت من إرث حضارات سالفة , وتشوهات ثقافة عربية , ومرويات تاريخة أعطيّت قداسة كنصوص معصومة ظلمت المرأة ظلما كبيرا , وجعلتها في منزلة الدون .. ألم تذكر الروايات المكذوبة على رسول الله صل الله عليه وسلم أن (المرأة خلقت من ضلع اعوج وأن اعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقومه كسرته فتمتع به على عوجه) ؟؟؟ أي ظلم اكثر من ذلك فهي معوجة لا محالة لا تستجيب للتقويم وهي محل متعة ليس إلا أو متاع من بعض أمتعة البيت وقطع أثاثه !!!
لا اظلم من ذلك إلا رويايتهم المكذوبة المدسوسة ( يقطع صلاة الرجل الحمار والكلب الاسود والمرأة ) فأي امتهان وإهانة أشد؟ أهذا مقام النرجس في حدائقهم ؟؟ أم هنا موضع القارورة في خزائنهم ؟؟؟؟