عالم السياسة الإخباري .. منال العبادي
مو عاجبنا العجب ولا الصيام برجب ...!!!
على ما يبدو فإنه وبعد أن مضى أكثر من عامين على الربيع الأردني وما تخلله من مطالبات بالإصلاح السياسي والإقتصادي وغيره ...الكثير ، والجهود التي بذلتها الحكومات الخمس إنتهاءا ب ( دولة عبدالله النسور2 ) فقد تبين عن لسان بعض النواب بأن الشعب هو السبب في بقاء الأوضاع متأزمة وبلا أية حلول وبأننا شعب لا يعجبه العجب .
في الواقع أننا نعترف للسادة السياسيين بأننا شعب لا يعجبه العجب ولا الصيام برجب ، فبعد كل هذه السلسلة من الإصلاحات !! " التي إنتهت أو بالأحرى بدأت " ب (مجلس النواب السابع عشر بقيادة السرور) المختلف عن باقي المجالس السابقة ، من حيث النزاهة والشفافية وسعة التمثيل ، وبعد كل هذا الوقت الذي قضاه أو قضى عليه ( دولة فايز الطراونة ) مع الكتل النيابية "الوهمية" في "مراثونيته" لإختيار رئيس الحكومة والتي لم تكن إلا تمهيداً لعودة الرئيس "الدوغري" الأحب إلينا والأقرب على قلوبنا وجيوبنا الى الدوار الرابع ، والذي بدوره أمضى أيضاً ثلاثة أسابيع متواصلة لتشكيل حكومة رشيقة ضمت فقط 18 وزير ، إضافة الى نيته بتوزير نواب .... ولكن ليس من باب الرشوة !! " ما عاذ الله " وإنما لتكون بداية للتحول الديمقراطي وصولا الى حكومة برلمانية شعبية ..... ولكن على مين ياماما.
ما زال الشعب يبحث ويحلم ويستجدي الإصلاح ويطالب بمحاربة الفساد والفاسدين وإسترجاع مقدرات الوطن التي نهبت وسلبت في وضح النهار على أيدي مجمع ( أصحاب الدولة والمعالي ) ممن هبطوا علينا بالبراشوتات وباعوا وخصخصوا ثرواتنا ووهبوا ثرواتنا للشركات الأجنبية ، حيث كان ل ( مجلس نوابنا السابق أبو ال 111 ) بصمة تاريخية في إعلان براءتهم " والكمامات خير مثال " .
نعم نحن شعب لا يعجبه العجب ولا الصيام برجب ، نحن من انتخبنا نوابنا بأيدينا .... وشهد على ذلك الحبر على سبابتنا !! لم تعينهم الحكومة ولا ( بتدخل المخابرات و الأجهزة المعنية ) بل تم إستحداث أسلوب جديد "عن طريق الهيئة مستقلة للانتخابات " لضمان نزاهتها وجودتها ... وزيادة دسمها ، وما أبطال الخمسينيات واللحف والصوبات والفضائيات ومسلسلات عبلة وحازم ومن بعدهم أبو الليمون ، إلا مثال على نزاهة وشفافية تلك الإنتخابات .
وبالنسبة للنواب أنفسهم فهم بدورهم لم يقصروا في تأدية الواجب نحو من إنتخبهم ، فشكلوا كتل برلمانية وتشاوروا مع رئيس الديوان وإضطروا " إضطراراً " لركوب باص الكوستر المميت لتسمية الرئيس " والله ما قصروا " !!! صحيح أنهم أعادوا دولة النسور " خاوا " عنهم وعن الشعب أجمعين والآن يتوعدون بالإنقلاب عليه " لأنه أفلمهم " إلا أنهم والحق يقال قد بذلوا جهودا فارغة لا نشكرهم عليها .
أما دولة الرئيس فقد أطل علينا بوجهه الصبوح مؤكدا لنا بأن حكومته نظيفة ورشيقة ، فقد ضم الوزارات ودمجها ، والصحيح بأن زمّها لم يكن موفقا أبداً ، وإختيار الوزراء تم على أُسس شخصية ، ولكن علينا الإنتظار لحين حصوله على الثقة أولا .... وهل سينجح مفعول " العلاج الصيني " في رفع نسبة تصويت النواب ، بالإضافة إلى الوعود بالتعديل الوزاري البرلماني القادم ... وكله سيعتمد على نسبة المعلولية والإستجابة للأبر .
( يحكموننا بالألو ) ويسمى ذلك بالمشاورات ..... ولكن مع من ؟؟ فنحن لا ندري !! ولا هم يدرون !!! ولم يكن "للألوا" اطلاقا دورا فيها ، بالرغم من تصريحات رئيس قسم "الالو" المستقيل حديثاً وإعترافه بأن تغير مواقف النواب يعتمد على المكالمة من الرقم الخاص .
وفي الحقيقة لا بد وأن نشكر "النائب" على صراحته ولو أنها جاءت متاخرة ، فلو أننا شعباً يحسن الفعل (تقديراً) لقلبنا على رؤوسهم المجلس ، ولو أننا أوزنّا الأمور قياساً (وتدبيراً) لقبضنا عليهم ولحاسبناهم في محاكمة شعبية عند المسجد الحسيني في وسط البلد وأمام الأشهاد جميعا ، ولكن لا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل وحمدا لله بأننا نملك من الوعي ما يكفي للحفاظ على وحدة وطننا ، فنحن شعب وإن لم نحقق شيئاً بمعركة الفساد ، ولكننا أثبتنا وما زلنا كل يوم نثبت وبكل فخر وإعتزاز بأننا شعب عظيم .
نعم تعدادنا قليل ولكننا شعب عظيم ، عظيم بصبره وحكمته ويستحق أكثر مما عنده ، فمع كل الذين نهبوا ثرواتنا ( وأجلسونا على الحديدة ) ومع كل التسلط من الحكومات المتعاقبة ومع كل الطفر الذي نعيشه كل يوم ، ومع قوى الشد العكسي التي أوقفت حالنا وجعلتنا نشحد سراً وعلانية ، مع كل الظلم وعدم الإنصاف والبؤس الذي نعيشه من وراء المحسوبيات والواسطات كل يوم ، فما زلنا صامدين غاضّين الطرف عن تحكم الرويبضة فينا ( والله يستر من القادم !! ) ، مع كل هذا الإذلال فنحن نجتمع على كلمة سواء وهي ... اللهم سلم بلدنا من الفتن ومن أصحاب الفتن وممن يجرّنا إلى الفتن ...!!!
ملاحظة :
حبذا لو آخذ من وقت القارئ دقيقة لتجميع ما قد أتى بين قوسين ليتعرف على رأيي بما وصلنا اليه .