عالم السياسة الإخباري .. Smra Salam
هل أصبح الفيس بوك
مستشفى لمرضى النفوس
الفيس بوك من الوسائل الإعلامية الحديثة للتواصل والتعارف بين بني الإنسان لتبادل الأفكار والمعارف والمشاعر وسائر أغراض التواصل الإنساني المفيد , والإنسان يعرض فيه عقله على الناس فيقيّمه الناس من خلال ما يطرحه من فكر , وما يختاره من موضوعات , فالإنسان إنما يعرف عقله من كلامه واهتمامه والمدقق البصير يستطيع اكتشاف شخصية الإنسان من خلال متابعة صفحته ؛ لأنّ الإنسان مهما تظاهر بشيء لا يعكس حقيقته فإنّ حقيقته تظهر من فلتات اللسان ومن طبيعة التعليقات والاختيارات .
المتابع لما ينشر بعين الباحث المدقق يجدّ أنّ الشعب يعاني أزمة نفسية فيها كم هائل من العقد , ويكتشف حقائق مذهلة تستوجب إعادة النظر في التربية والتعليم ، وتشكيل العقول وبنائها للخروج من حالة ازدواج الشخصية ، بل تقمّص شخصيات مختلفة حدّ التناقض تترواح بين الشخصية الملائكية والشيطانية ، وما بينهما من احتمالات لا تغيب فيها إلاّ الشخصية الإنسانية السوية الصادقة المتزنة السليمة الفطرة .
أزمة عميقة يعاني منها الكثيرون حيث لا يرى كلّ جنس في الجنس الآخر إلا صورة الجنس وتغيب الصورة الإنسانية الكاملة , ذكور لا يرون في المرأة إلاّ صورة الأنثى فهي خليلة أو مشروع خليلة , والطمع بحديث جانبي من وراء الكواليس على أمل أن يثمر علاقة لا تخدم إلا الشهوات والنزوات !!
يجهل هذا الصنف أنّه باللهث خلف هذا الهدف الشهواني سيصل إلى حالة من الهوس الجنوني الذي يجعل إنسانيته تصاب بالضمور , فيتحوّل إلى كائن ممسوخ فارغ العقل من العلم والفكر وما ينفع الناس .
الحبّ عاطفة إنسانية إلاّ أنّه سلاح ذو حدين فإمّا أن يكون لبناء بيوت تقوم على المحبة والمودّة والألفة , وإمّا أن يكون سمّا قاتلا يحطّم القلوب , ويدمّر النفوس , ويشلّ العقول , وإنّ الجريمة التي يمارسها المتلاعبون في هذه العاطفة الإنسانية السامية لهي أشدّ من قتل النفوس التي حرّم الله قتلها .
نعم ليحذر الطيبون من الجنسين من أولئك المخادعين ممن لا همّ لهم إلا التلاعب بالعقول والمشاعر بما يصرفونه من رصيدهم الزائف من معسول الكلام الذي لم ينتج عن قلب طاهر ولا عقل سليم .