عالم السياسة الإخباري .. هالة سويلم
-
رغم المعاناة التي عاشتها الأقطار العربية على اختلافها لعقود طويلة ، وما عرفته من اضطهاد وقمع بسبب استغلال الحكومات الديكتاتورية لثرواتها ، وهضم حقوق شعوبها ، وكبت حرياتها وحرمانها من العيش الكريم ، ومعاملتها كقطيع يجب عليه الخضوع لسلطة الحكام، ضمانا لحمايتها من الغاب التي تعيش فيها . ولأن الأرض العربية أرض مقدسة بدينها الإسلامي السمح ، بقى صوت الحق فى أعماق كل عربي مسلم ، وإن طغى الشر والظلم في هذه الأرض العربية .
فارتفع صوت الحق عاليا ، واندلعت معه الثورات العربية ، وسميت بثورات الربيع العربي ، لما تحمله من أمل فى نقلة الشعوب العربية إلى حياة جديدة ، تكسوها الرحمة والأخوة ، وتضمن للإنسان العربي حقوقه وكرامته ، وتمنحه العمل والعيش الكريم ، بعيدا عن سلطات و حكام و نظم كانت جاثمة على صدره ، مضطهدة لكرامته ، مستغلة عرقه وثورات بلاده لمصالحها الشخصية .
فهل هناكَ بداية حقا لخطوة أخرى بعد ثورات الربيع العربي من أجل تحقيق الأهداف التي اندلعت من أجلها هذه الثورات ...؟
إن تنصيب حكومة جديدة بإرادة الشعب من أبناء الوطن ، تتوفر فى أعضائها الخبرة والعلم السياسي والديني ، مُحِبة لله وللرعية وللوطن ، ساهرة على حل مشاكل الشعب ، محافظة على ثروات البلاد والعباد دون المساس بكرlمة الشعب العربي وهويته الإسلامية ، سيساعد ذلك حتما على بناء دولة الحق والقانون ، ويضمن التنمية الاقتصادية وحقوق الأفراد المواطنين وحرياتهم .
فماهي العراقيل التي تحول دون ذلك في الدول العربية اليوم ...؟
إن اختلاف الأفراد والأحزاب فيما بينهم برغم اشتراكهم فى لغة واحدة هي العربية ، ودين واحد هو الإسلام ، إنما هو نتيجة اختلاف بين المفاهيم والمصطلحات ، مما يفسر اندساس فى الساحات السياسية ، ومشاركات نخبة من العلمانيين المتأثرين بحضارات وفلسفات الغرب . وذلك يبقى بعيدا كل البعد عن الانتماء الإسلامي العربي ، الذي يحتضن الشعوب العربية ولا يخدم مصالحها ، ولا يساهم فى عودة الطمأنينة للشعوب العربية ، بل يزيد فى الفتن والتفرقة بين الافراد والجماعات والشعوب ، مما يدعم قوة الغرب وسيطرته اكثر فأكثر على الأمة العربية .ولهذا فإن الساحات السياسية الإسلامية بأمس الحاجة لتواجد علماء الإسلام ليشاركوا فى بناء قانون الحق بصورة حضارية فيخففون من حدة التنازع والتناحر بين الشعب والحكومة ، بين الراعي والرعية ، فتمنح حقوق الإنسان ، وتنخفض نسبة مشاكل الشعب .
فالإسلام يبقى مفتاح لتحضرنا لو طبقت جميع مبادئه وقيمه على الراعي والرعية ، لأنه يضمن حقوق الإنسان فى الدنيا والآخرة ، ويبني له حياة كريمة ، بعيدة عن إهانة كرامته وعزة وطنه ، بل يضمن حقوق الجميع برغم تعدد الطوائف الدينة المختلفة .
فهل سيأتي يوم وتتحقق للأوطان العربية ما تصبو إليه فى الغد...؟؟
هالة سويلم .. تونس