أبو سيرين الشافعى

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة والمَوْعِظَة الحسنة

authentication required

يجيب هذا المقال على سؤالين اثنين من أكثر الأسئلة شيوعًا ألا وهما:

كم كان عمر مريم (أم عيسى) حينما كانت حبلى بوليدها؟ وكم كان عمرها حينما ولدت سيدنا المسيح، عيسى؟

تصور الآلاف من اللوحات والتصاوير الزيتية والتماثيل بل و«المشاهد السينيمائية للمِزْوَدِ» مريم، أم عيسى، في زمن إنجابها لعيسى. مع ذلك، فغالبية هذه التصاوير ترسمها وكأنها امرأة شابة في العشرينات من عمرها. ولا شك أن مريم كانت بالفعل امرأة غير عادية. والسبب في ذلك هو أنها فهمت ما يعنيه أن تضحي من أجل تنفيذ إرادة الله فهما سليما، وهو النموذج الذي كان ابنها عيسى قد لاحظه وسوف يحتذيه فيما بعد. على سبيل المثال، يبدو جليا أنه حتى ذلك الوقت لم يكن أحد، بما في ذلك مريم نفسها، يتوقع أن المسيح سيولد من فتاة عذراء. ولهذا السبب تحديدا سألت مريم جبرائيل كيف ستلد ابنا في حين أنها كانت عذراء لم يمسسها  بشر (لوقا 1 : 34 )، ولهذا قرر يوسف أن يطلقها ولهذا السبب كذلك ما زال القادة الدينيون، ولسنوات بعد ذلك، يتهمون عيسى بأنه ابن زنا وولد من سفاح(يوحنا 8 : 41 ترجمة الملك جيمس). كانت مريم تعلم أن قبولها للحبل بكلمة الله سيتسبب  في حدوث فوضى وآلام لها ولأحبائها، لكنها قبلت خطة الله لحياتها، قائلة: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»(لوقا 1 : 38 من النسخة الإنجليزية القياسية ).[1] 

أحد الأشياء غير الاعتيادية فيما يتعلق بمريم هو أن عمرها على الأغلب كان بين 12 و 14 حينما ظهر لها الملاك جبرائيل.  مصدر معرفتنا بخصوص سن مريم هو العادات التي كانت شائعة في هذا الوقت فيما يتعلق بالزواج المبكر للفتيات  في مثل هذه السن. لم يذكر الكتاب المقدس سن مريم حينما حبلت أو حينما ولدت يسوع، والسبب في ذلك أن الأمور الشائعة في ثقافة ما، لا يذكر عنها أي شئ. حتى أسلوب كتابتنا هذه الأيام تنطبق عليه القاعدة ذاتها: فقد نتجاهل ذكر أي تفاصيل يعرفها كل إنسان بحكم العادة وبحكم الثقافة السائدة. لو قرأنا في الصحافة أن لصا «قاد سيارته» خلال الطريق لأميال بينما كان البوليس يطارده، فلا نتسائل: قاد سيارته؟ ما معنى  «قاد»؟ كيف قاد سيارته كل هذه المسافة؟» فكلنا نعرف بحكم العادة ماذا يعني كونه قاد سيارته عبر الطريق، ولذلك نتحاشى ذكر التفاصيل حينما نكتب عن هذه القيادة.

وبالمثل، لو أخبرت أحدًا أنني:« «اتصلت»(استخدمت الفعل الإنجليزيcall  ) ب«دان» وتحدثت معه»، فمن الواضح بحكم ثقافتنا أنني اتصلت به مستخدما التليفون، وحتى لو لم أذكر هذا بالنص. منذ سنوات كنت أعلم أطفالي درسا من الكتاب المقدس، وقرأت لهم أن دبورة النبية دَعَتْ (واستخدمت الفعلcall  مرة أخرى) باراق وتحدثت معه(سفر القضاة 4 : 6 ). فقاطعتني طفلتي الصغرى وأرادت مني أن أعطيها رقم تليفون باراق. تعليقها كان ذا  معنى إذا وضعنا في الاعتبار فهم الفتاة للعادات والثقافة.

في إسرائيل القديمة كانت الفتيات يتزوجن في سن المراهقة، بل وقبل سن المراهقة.[2]  بالنسبة لمريم إذا كانت مخطوبة ، ومع ذلك كبيرة بما يكفي لأن تلد وتربي المسيح، فلابد أن سنها كان بين الثانية عشرة والرابعة عشرة. تلفت موسوعة زوندرفان المصورة  للكتاب المقدس(The Zondervan Pictorial Encyclopedia of the Bible) الانتباه إلى أنه:« من الواضح أن الفتيات والأولاد كليهما كانوا يتزوجون في سن مبكرة جدا. وفيما بعد(أي بعد فترة العهد الجديد) حدد الحاخامات  السن الأدنى للزواج بالثانية عشرة بالنسبة للفتيات والثالثة عشرة للذكور.»[3]

بعض العادات التي كان سكان فلسطين في عصر الكتاب المقدس يعتادونها استمرت عبر القرون، لذلك، نجد«ألما وايت» حينما زارت الشرق الأدنى قريبا من عام 1910 تعلق على سن الزواج في فلسطين قائلة:« عادة ما تتزوج الفتاة في سن الثانية عشر أو الثالثة عشر، وفي كثير من الأحيان في سن قريبة من عشر سنوات.»[4]  أما دبليو.إم.ثومبسون، الذي عمل بالتبشير في الشرق الأوسط لثلاثين عاما، فيشهد بالأمر ذاته.[5]  ويشير «جيمس نيل» إلى أن كل شخص من هؤلاء يتزوج لأنه يشعر بأنه ملزم بتنفيذ إرادة الله بالتكاثر والتناسل، وبأن«الفتيات يزوجن في سن الحادية عشر أو الثانية عشر، على الرغم من أن هذا السن لا يمثل سقفًا لسن الزواج. وأنهن يتزوجن مرارًا وتكرارًا في سن أقل من التاسعة…»[6]

كان الزواج بالفتيات صغيرات السن عادة في ثقافات كثيرة قديمة. ثقافتان كان لهما تأثير كبير على العالم في زمن الكتاب المقدس

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 320 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2011 بواسطة al3llama

ساحة النقاش

أبوسيــــــــــــرين الشافعـــــــــــــى

al3llama
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

130,593