Moustafa Radouane
٣ ساعاتبقلم مصطفى رضوان
قصة قصيرة جدا
سيدي عبد الرحمان مول المجمر
في مقهى الشباب كنا نجلس معا نتلصص على النساء وهن ذاهبات إلى السوق المجاور .. تجحض فيهن عيوننا و تحتقن بالدماء عروقنا و نذهب بخيالنا بعيدا و نحن قابعون في مجالسنا .. نظر إلي المعيطيطي و قال:
- لما لا نذهب إلى سيدي عبدالرحمان مول المجمر ؟
نظرت إليه بعينين حالمتين و كأنه ينتشلني من مكان سحيق .. كان يبادلني بابتسامة خبيثة جمعت بين البلاهة و المكر ..
شعرت بإحساس غريب و أنا أعبر القنطرة المفضية إلى الولي الصالح .. كان صوت عازف الناي يخالط نسيم البحر الذي يعبث بأحلام الفتيات وهن في رحلة البحث عن الفارس المنتظر كانت آهات و طلبات المتسولين ، وريش أسود لدجاج سمين تملأ المكان .. هناك تراصت المنازل كدكاكين صغيرة ذات فسيفساء غريبة تستقبل الزبناء .. كنت خائفا أمسك بكثف المعيطيطي و كان هو يبحث عن فريسته .. نظرت إليه إحدى الباغيات هناك و صاحت : معيط ..
في غرفة مظلمة تزكم الأنوف ، اختلطت فيها رائحة التبغ برائحة الخمر و العرق .. اقترفت خطيئتي الأولى ..
بعد مرور أزيد من عشرين عاما لازلت لا أجد راحتي أو لذتي إلا على رائحة المجمر ..
صاحت مقهقهة في تغنج : بركاتك يا سيدي عبد الرحمان ..
كان المعيطيطي ينط راقصا على إيقاعها ..
* (مول المجمر أي صاحب المجمر)