اداة و سمات الناقد الأدبي:
امتلاك الموهبة: ويُعدُّ ذلك من أولى السمات التي يجب أن يمتلكها من يقوم بعملية النقد الأدبي، أو من يُطلق عليه اسم " الناقد الأدبي"، والموهبة هي القدرات الخاصة التي يهبها المولى – سبحانه وتعالى - لشخص ما، ويمكن من خلالها القيام بالتفحُّص والتمعُّن الدقيق، ومن ثَمَّ اكتشاف المظاهر السلبية الظاهرة والخفيَّة، وكذلك التعرُّف على الجمال الخفي والظاهر، والقدرة على إدراك الفروق التي لا يمكن أن يدركها غير المتخصصين، ومقارنة التشبيهات والاستعارات إلى ما غير ذلك من مواطن جمالية، وأصحاب الموهبة يمتلكون القدرة الفائقة الربانية، وعند ظهور الفرصة من أجل القيام بعمل ما، فإنهم يُظهرون النقد ببراعة.
الذوق الأدبي: وهي صفة مهمة ينبغي أن يتمتَّع بها من يقوم بالنقد الأدبي إلى جوار الموهبة.
ويُعرَّف الذوق بأنه: "الملكة الخاصة التي تجعل من الشخص لبقًا في أسلوبه ويحسن الاختيار والتصرُّف، والقدرة على التدقيق فيما بين كل ما هو معنوي أو مادي مثل الأشكال والألوان والأصوات، ويشعر بمدى تناسقها أو عشوائيتها"، وفي مجال النقد الأدبي ينبغي أن توجد صفة الذوق لتدعيم الموهبة.
الثقافة والمعرفة: لا شكَّ أن الثقافة والمعرفة بالأدب ومشتقاته من السمات التي ينبغي أن توجد لدى الشخص الذي يقوم بالنقد الأدبي، وعلى رأس تلك الثقافات التي يجب أن تتوافر في الناقد الأدبي:
· ثقافة النقد: يجب على الناقد أن يكون مُلمًّا بطرق تحليل النصوص الأدبية، واستنباط الخصائص والصفات.
· الخبرة البلاغية: وهي التي تُمكِّن الناقد من الخوض في عالم النقد الأدبي، ومن ثَمَّ إدراك العبارات والألفاظ والمُحسِّنات البديعية والأساليب البيانية.. إلخ.
المعرفة اللغوية: وتتمثَّل في معرفة قواعد النحو والصرف.
· المرجعية الإسلامية: وهي تُعدُّ بمثابة منبع المعاني والأفكار والأساليب، بالإضافة إلى أن الاستناد إلى التصوُّرات الإسلامية من شأنه أن يدعم الخُلُق والسلوكيات العامة.
الموضوعية في النقد الأدبي: تُعتبر العدالة من أبرز الصفات الحميدة التي يجب أن توجد لدى الإنسان، وعلى وجه الخصوص كل من يعمل في المجالات الحكمية، والناقد من تلك الفئات، لذا ينبغي أن يكون بعيدًا عن التعصُّب والتحيُّز والمُجاملة، وأن تكون طبيعة حُكمه على الأعمال الأدبية بدافع الارتقاء بالعمل الأدبي بعيدًا عن العاطفة