ثلاث كلمات معروفة لدى جميع الناس وعند كل الأجناس هي الحُلْم والرؤية والكابوس .

نعلم أن كل الناس تستخدم هذه الكلمات ولم يستخدمها احد قط كمترادفات لبعضها البعض بل يوظف كل واحدة منهم في معنى مختلف فتعنى كلمة حلم ما يراه النائم في المنام من أحداث ليست ذات أهمية أو أشياء عادية ومعنى كلمة رؤية ما يراه النائم في منامه من بشارة ولها شروطها حتى في مواعيد رؤيتها ومعنى كلمة كابوس ما يراه النائم من أحداث ضارة لنفسه مثل قتله أو خنقه أو ...الخ

وظهرت علوم مختلفة تناقش ماهية ما يراه النائم وظهرت كتب تفسر الأحلام وأصبح لها علماء من مفسري الأحلام . ومازال الناس حتى الآن تعتقد بل تسير أمورها خيراً أو شراً على أساس ما تراه في نومها .

وهنا قف أمام ماهية ما يراه النائم في منامه !

هل تعلم لماذا ننام ؟ هل تعلم ماذا يحدث أثناء نومك خلاف أنك تحلم ؟

نحن ننام لكي نريح جسدنا وما يحدث أثناء النوم هو فقط الأحلام أو الرؤى أو الكوابيس

ولكن هذه الإجابة بها قصور شديد فنحن ننام لكي يقوم العقل (المخ) بتجهيز الأعضاء والأجهزة للعمل فإن العقل (المخ) لا ينام مثل باقي الأعضاء .

هل تعلم ما هي الوظائف التي يقوم بها العقل (المخ) أثناء النوم؟

يقوم العقل أولا بإلغاء عملية التفكير التي تأخذ طاقة كبيرة ثم يقوم بنقل الأحداث من الذاكرة قصير المدى إلى الذاكرة الدائمة حيث أن الإنسان يحتوى بداخل عقله على نوعين من الذاكرة: القصيرة وهى تمتد لسعة تخزينية من 8: 12 ساعة بعدها تسقط بعض المخزونات وتدخل مخزونات أخرى في حالة زيادة عدد ساعات العمل للذاكرة القصيرة وأثناء نومك يتم نقل هذه المعلومات إلى الذاكرة الدائمة التي تسع إلى سعة تخزينية تصل لسنوات كثيرة . وأثناء نقل هذه المعلومات تتطاير بعض الصور ذات الكهربية العالية أو الأثر النفسي العالي أو صور جاء دور نقلها والنائم في درجة متوسطة من نومه اى اقرب لدرجة النعاس منها إلى النوم العميق هذه الصور تظهر على السطح للذاكرة قصيرة المدى حتى تكون قصة أو هناك بعض الصور لم يتم نقلها كلياً ويبقى منها أجزاء في الذاكرة قصيرة المدى حتى تكون قصة يراها النائم في منامه أو صورة قديمة مخزونة في الذاكرة الدائمة و ظهرت عند تخزين صورة أخرى من نفس النوع حيث أن الذاكرة الدائمة أشبه بدولاب ملابسك مقسم إلى أدراج و نوافذ مختلفة لوضع كل نوع مع النوع المطابق له (1)

(أكل وشرب ونام )، (أصابه ماء )، ( اشتد عليه الحر) ،(رفع من عليه الغطاء) حالات كثيرة يتبعها كابوس الأول يتبعه كابوس بان شخص ما يلقى عليه حجراً ثقيلاً وخاصةً على صدره وذلك بسبب اضطرابات ضغط المعدة على الحجاب الحاجز أثناء عملية الهضم والثانية يرى بأنه يغرق وذلك بسبب ملامسة الماء لجسمه والثالث يرى أنه يختنق بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة تركيز الأكسجين في الجو والرابعة تخلق ورائها أشياء كثيرة مرعبة . ألا تلاحظ أن نواتج كل ذلك من أعراض بسبب عوامل طبيعية .(2)

( يرى أبيه في نومه يموت) تكرار الحلم أكثر من مرة . وهنا لا تغفل دور ما يسمى بحيل الدفاع النفسي التي يتحكم فيها العقل الباطن وهى أنواع من العلاج النفسي للشخصية والتي من خلالها يقوم العقل الباطن بضبط ميزان ألانا والانا الأعلى ففي هذه الحالة التي يرى فيها الشخص أن شخصاً ما قريب منه جداً يموت ويتكرر ما هي إلا حيلة من حيل الدفاع النفسي تسمى الإسقاط فإن العقل الباطن يرسل رسالة من خلال ما يراه النائم في منامه مضمونها (1- هذا الشخص الذي تحبه قد مات فاخفض شدة الحب التي ستودي بك إلى الجنون ) (2- هذا الرجل الذي تكرهه قد مات وارتحت منه إلى الأبد ) وهناك حيل دفاع أخرى تظهر ويرسلها العقل الباطن من خلال ما يراه النائم في منامه(3).

وماذا عن أن يرى النائم أشخاصا قد توفوا من زمن أو انقطعت عنهم الصلة منذ زمن . إن هذا النوع من الأحلام ناتج عن ما يسمى بترتيب الأحداث السابقة وهى عملية تحدث أثناء النوم (4)

أما الرؤية فهي الأحداث السعيدة سواء كان حدث مترتب على سابق أو على اثر نفسي لاحق . ومن كل ما سبق تستطيع أن تقول أن الأحلام والرؤى والكوابيس هي مرادفات لبعضها البعض فهي نواتج تأثير العوامل النفسية والعضوية للشخصية البشرية .