الطيور مهاجرة 2

 

بقيت طوال الليل ساهرا أفكر في هذا الإنسان وفي أصدقائه ،،،

كل ما قاله عنهم غريب ،،، أتشوق أن يستيقظ ويكمل لي ،،،

أتجول بعيني في داره كم هو جميل ،،،

ولكن قد اختلط فيه الحابل بالنابل  ،،، أي دار هذه ،،، تبعث على الضيق

هذا هو صاحبي قد أقبل ،،، صباح الخير ،،،

هل عرف النوم طريق عينيك ،،، في الواقع لم يغمض لي جفن ،،،

أأزعجك داري ،،، أم أزعجتك بنياتي ،،،

حقيقة أزعجني الفوضى في دارك أولا ،،، وثانيا شدة البرودة في جهة وشدة الحرارة في جهة أخرى ذكرتني بمباني جامعة أم القرى ،،،

أما بنياتك فلم أتشرف برؤيتهن ،،،، ستراهن عيانا ،،،، يحتجن إلى وقت للظهور ،، ولكن ستراهن عما قريب ،،، أتكمل لي وصف أصدقائك ،،، ألك مثلهم تخبرني عنهم ،،، ربما ،،،

 

بدأت أحبك يا صاحبي  أرى فيك سمت أصدقائي إنصات واحتواء فلست مثل غيرك تخطف الكلمة لتبدأ في قصصك عن نفسك ،، أنت مثلهم تشعرني أني الملك المسود ،،،

أحدثك عن صديقتي الصغيرة نسمه آية في الجمال والرقة ،،

ساحرة الثغر ،، لينة الملمس ،، عذبة الصوت ليست كبنات اليوم  ،،

حين تتحدث تسمع رنين الابتسامة الخلابة في حديثها أناديها همس فتغضب وتقول سمني باسمي يا هذا ،،،

 يخاف عليها أهلها فلا يتركونها تتحرك وحيدة إلا قليلا ،، 

أعرف أنها قادمة من رائحة عطرها ،،، أقوم واقفا لأستقبلها ،،،

إذا رأتني مقبلا لا يقر لها قرار تتحرك حولي ،،،

 تارة تمسك بيدي ، ومرة بطرف ثوبي ،،،

 وأخرى تتقافز بين يدي ،، عرفتني اليوم أيضا ،،،

رائحة عطرك لا يخطئها أنفي ،،، أضاحكها  إفراج أم هروب !؟ ،،

ترد بصوتها الهامس إفراج طبعا تعرف أني لا أقوم بعمل لا يرضاه أبواي ،،، أأكراه أبويك لأنهم يحبسونك عني ،،، أم أحبهم لأنهم يرسلونك لي ،،، عليك أن تحبهما يا هذا فلولا حبسي عنك أياما لما دام حبك لي ،،،

فأنت إنسان ملول وقد قيل "" لا صاحب لملول "" ،،، لا تعرفين الحب و لواعج الأشواق ،،،

لأني أعرفه سرت على  المثل  "" زر غبا تزدد حبا ""

صديقتي الحكيمة الصغيرة تتحدث ،،

يبدو أنني الوحيد الجاهل بينهم ،،،

 متى تكبرين يا همستي ويصير  حكمك في يدك ،،،

ولما ؟؟ ،، لأبقى معك طول الوقت ،، عاشق إذا ،، ألم أخبرك بذلك من قبل ،،، عرفته منذ أول لقائي بك فقد صدق فيك قول الشاعر

الود لا يخفى وإن أخفيته                  والبغض تبديه لك العينان

يحبها جميع أصدقائي ،،،

لأنها ترفض أن تقابلني إلا بوجودهم ،،، يحبونها يعشقونها بجنون ،،،

ربما ملكة فؤادي  تغار منها قليلا،،،

اغمز لها بعيني لو لم تكوني في قصر منيف ..... ،،،

تضحك وتقول سأثبت لك أيها العاشق الولهان كيف يكون كرم الملوك ،،، وترسل لنا جميعا من الهدايا واللطائف مايثبت لي أنها تحبني وتبحث عن سعادتي فقط  ،،، - أرأيت حبي لمكلة فؤادي يجعلني أذكرها كل وقت - المهم أتمدد قرب صديقي أكرم ،،،

 أغمض عيني لأفسح لهذه الصغيرة المجال لتؤانسني كيفما شاءت ،،، أشعر بها تقترب مني ،،

 تمرر أصابعها الرقيقة في خصلات شعري ،، - الحمد لله أن شعري ناعم – ثم تمطر وجهي بقبلاتها البريئة ،،،

وتقترب مني حتى أشعر بأنفاسها تخترق جسدي لتملأ كل خلية من خلاياه بشذى عطرها الفواح ،،،

وفي هذه اللحظات أستحضر كل تمارين التنفس لأحبس ما استطعت من أنفاسها داخلي ،، أفتح عيني فأراها ترفرف حولي كالفراشة بلا ضجيج ،، ولا سأم هكذا هم المحبين ،،،

أفتح ذراعي لأضمها تقبل وما أن أطبقهما حتى أسمع ضحكاتها فرحة بهروبها ،،، أحبك همستي ،،،

 لست الوحيد أيها العاشق،،، تبدأ تلملم ثيابها لترحل ،، وقبل أن تظهر علامات الاستياء على وجهي تقترب تقبلني سأغير عطري المرة القادمة ،، سأرى إن كنت ستعرف أني سأمر بك ،،، ومن أين ستأتين بالعطر الجديد ،،، ربما من باريس  من عاشق مثلك تودعني بابتسامتها واقف ملوحا لها حتى تتوارى ،،، تمشي وتلتفت إلي مشرقة الوجه باسمة الثغر على فكرة أيها العاشق نسيت أن أقول لك " لا تتمنى أن أكبر ،،، لو كبرت لكرهتني " ،،،

ألك حبيبة مثلها ؟؟؟ حماها دينها وعقلها من مواطن الزلل فعرفت الحب طاهرا نقيا ،، يبني ولا يهدم  ،، يرفع ولا يخفض ،، ،، ولكن لم تظن أني أكره من يكبر وهي ترى أصدقائي أكبر مني سنا بمراحل ،،، سأناقشها في ذلك في زيارتها المقبلة ،،،

 

صديقي الخامس بدر ،، فتى صغير  وسيم ، هادئ الطبع ،،

قليل الكلام كثير الابتسام  ،،

مثل السحاب يمشي الهوينا وكأن طريقه يغص بالماشين فلا يجد له موطأ قدم ،،

عرفتني عليه ملكة فؤادي فهو من موظفيها ،،،

 

مثل همستي لا يأتي كثيرا ،،،

ترسله الأميرة لانجاز  أعمالها في كل مكان ،،،

،،أحبني مثلما أحببته ورغم مشاغله حدد لي أياما يمر بها علي ،إن أذنت له أميرتي ،،،

يحب أصدقائي مثل حبي لهم  ويحبونه مثل حبهم لي،،

وتعلم من همستي ،،،  يصر أن يجمعنا  في مجلس واحد ،،، فلا وقت لديه لكل واحد منا ،،، الجميع يلتزم عدا همسه تتحجج بظروفها كالعادة ،،

فقد تكون في إقامة جبرية في مكان ما ،،،

 أجمل الساعات عندما يتقابلان سويا ،،،

هذا اليوم يكون يوم مسرتي حقا ،، أشعر بأنه يقاسمني الهيام بها ،، يعزيني أنها لا تقترب منه بل ترفرف حولي ،،،

مثله مثلي مع ملكة فؤادي ،، أشعر بشوقه المدفون ،،

أواسيه أسمعه أعذب الكلمات ،، أتغزل به ،، دائما ،،، أبثه أشواقي ،، غالبا ،،، ،، ومشاعري أترجمها قصائد أتغنى بها يسمعها يبتسم فيزداد وجهه بهاء وبصوت هادئ يرد علي بكلمة واحدة " بكاش " تصدمني كلمته !!  احلف له أنني صادق ولست مضطرا لقول هذا !! فيرد بنفس النبرة قد سمعته من كثيرين قبلك ،، وسأسمعه من كثيرين بعدك ،، أعمدة الجرائد والمجلات قد امتلأت بمثل هذه الكلمات ، وصفحات المنتديات في النت قد اتخمت بهوس الغزل  !! لست مثلهم !! ولست غريبا عنهم فما أن أغيب حتى تبحث عمن تمطره بكلمات الغزل المكررة هذه ... آه ،، إنه يقصد همس أعلم أنه يغار منها ،،لا بأس أتفهم هذا ،،

ألك صديق مثله ؟ يعلمك أن الحب معنى لا تحبسه كلمة ،،

وأنه نغمة تنعش النفس لا ضمة تلهب الجسد ،،

صديق يعلمك كيف تطلق مشاعرك مجنحة بالأماني ،،،

تجوب السماء فتملأه نورا ،،، حتى إذا مرت بقطرات المطر اختبأت فيها ودارت معها ،،،،،

تجمع الفرح والسرور في صرر صغيرة ،،،

فإذا ما سقط المطر أهدت صررها الجميلة ،،، تغسل هموم الناس وتدخل الفرح في حياتهم ،،،

 

ما رأيك يا صاحبي أن أعرفك على أصدقائي وجها لوجه،،، علك تحبهم،،، فنصير سبعة أصدقاء نعلم الناس معنى الحب والغرام والعشق ،،،،

        ( نغلها يعني ) ،،، ( عليك نور ) ،،، أوليس في حياتك مكان لغير هذا ،،، سكت ،، فكر قليلا ،، حك رأسه ،، سرح بنظرة في الفراغ سألني ،،،،

 حدثني عن نفسك الديك أصدقاء ؟ طبعا لدي إخوان ،،،

تحبهم مثل حبي لأصدقائي  ،،، أحبهم نعم ،، مثلك لا ،،، أعلم أنه لا يوجد في الكون من يعرف الحب مثلي ،،،

تركني ومضى يمشي في بيته الواسع و (المكركب ) ،، تبدو على وجهه علامات الكآبة لم تستطع أن تخفيها الأقنعة التي يرتديها ،، يغلق أذنيه وكأنه يهرب من ضجيج أزعج سكون فؤاده ،،، يمسح دموعا تساقطت ،، وما زالت بقايا العقد تتلألأ في عينيه ،،، وفؤاد يرتعش في صدره ارتعاش الطير المذبوح ،،، لا يمر بباب إلا ويفتحه ،، يدخل رأسه ينظر ،، وحين يخرج رأسه أرى وجها غريبا تقلصت ملامح البشاشة فيه ، وزادت أشباح الألم في قسماته ،،، وبين كل لحظة وأخرى يقف وينظر لي مليا ،،، وحين تعب اقترب مني جلس ينظر إلي أسمع صوت الكلمات في حنجرته

نعلو وتهبط ،،،

سيدي ،،، لقد رأيت فيك شيئا أدهشني ،،، ومنذ ذلك الوقت شغلت تفكيري ،،، عرفت أنك إنسان ذو كرامات ،،، وأنا متعب ،،، مريض ،،، أحتضر ،،، هل تمنحني بركتك يا سيدي لتعود لي سكينتي وراحتي ،،،،

ما الذي دعاك لقول هذا ؟؟  إنا إنسان مثلي مثلك ،،، لست مثلي ياسيدي ،،، رأيت ثباتك في العاصفة ،، هدوءك في حركاتك وسكناتك ،،  العفة في جوارحك ،، والأهم سكون قلبك وشعاع ينطلق من عينيك الصافيتين يغمر قلب من يراه ،،، ولمسة كفيك عندما صافحني ،،

 شعرت بها تصافح قلبي قبل يدي ،،، أنت ولي ياسيدي صدقني ،،،

أرجوك امنحني بركتك ،، وسأفعل أي شيء تطلبه مني ،،، أريد أن أرتاح أرجوك سيدي ،،، ويلي ،،،،،، هل ستضمني إلى قائمة من تعشقهم ،،، أنت سيدهم ،،، أنت الأول  ، صدقني لست مثلهم ياسيدي ،، (أنت غير )

أنا متعب الآن ،،،، قد انتظرتك وقتا لتخبرني عن أصدقائك ،،،،

أريد أن أرتاح الآن !! يمكنك أن تنام ،،،،  وإن لم يعرف الكرى طريقه إلى عينيك فرتب دارك حتى استيقظ  ....

حاضر يا مولاي ؟؟ أتريد مني أن أوقظك في ساعة معينه

استغفر الله العظيم  ،،، حسنا يا مولاي ،،، أتأمرني بشيء أعده لك ،،،

شكرا أريد أن أرتاح فقط ،،،،

ذهب ليرتاح أما العاشق الولهان فقد

وقف ينظر في داره ليبدأ في ترتيبه امتثالا لأمر مولانا ،،،،، ترى هل سينتهي قبل أن يستيقظ مولانا العزيز  ؟؟!

 

 

 

 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1504 مشاهدة
نشرت فى 25 أغسطس 2011 بواسطة aishasaleem

ساحة النقاش

عائشة سليم الذبياني

aishasaleem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

199,938