كنـــــوز

إِنَّ الانْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ

نظام تصنيف ديوي العشري :

وضع هذا النظام الأمريكي ملفيل ديوي وهو أول نظام تصنيف من نظم تصنيف المكتبات بالمعنى الحديث وأكثرها شهرة في نفس الوقت، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1876 م، وقد احتوت هذه الطبعة على 1000 فرع في جداولها مرقمة من 000 – 999 وكشاف تحليلي ومقدمة وقعت جميعها في اثنتين وأربعين صفحة . وصدرت الطبعة الثانية " المنقحة والمزيدة جداً" عام 1885 ومنذ ذلك الحين توالى إصدار الطبعات ففي عام 1958 صدرت الطبعة السادسة عشرة متضمنة مراجعة كاملة للأقسام 546-547 " الكيمياء العضوية وغير العضوية " أما الطبعة الحالية فهي الطبعة التاسعة عشرة والتي صدرت عام 1979. وفي عام 1894 صدرت الطبعة الأولى المختصرة في نفس الوقت الذي صدرت فيه الطبعة الخامسة الكاملة . وحتى الطبعة المختصرة العاشرة لم تكن هذه الطبعة اختصاراً حقيقياً للطبعة الكاملة . إلا أن الطبعة الحادية عشرة والتي صدرت 1979 هي اختصار حقيقي للطبعة التاسعة عشر الكاملة. ويقوم هذا النظام على تقسيم المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية ويتفرع كل واحد من الأقسام الرئيسية إلى عشرة شعب تمثل التفريعات الرئيسية للموضوع. كما أن كل شعبة تتفرع بدورها إلى عشرة فروع حسب طبيعة الموضوع، وهكذا ينقسم كل فرع إلى عشرة وبذلك يمكن أن يستمر التقسيم العشري إلى ما لا نهاية.

1 المفاهيم الأساسية
2 الجداول
3 نقاط القوة في نظام التصنيف العشرى لديوي
3.1 استخدام النظام على صعيد عالمي
3.2 التحديث المستمر
3.3 الترميز الهادف
3.4 الفئات الموضوعية المحددة والموضوعات الشاملة
3.5 أنظمة هرمية متطورة
3.6 تكامل الطبقات
نقاط الضعف في نظام التصنيف العشري لديوي

المفاهيم الأساسية

لقد حاول ديوي أن يضع نظاماً ( تتوافر فيه البساطة والسهولة عند التطبيق وأن يلقى قبولاً عالمياً فتستخدمه معظم المكتبات ) أو كما قال قبل وفاته ان الحاجة الى نظام التصنيف تقضي معرفة اين يوضع الكتاب , واين تجده مرة ثانية إذا بحثت عنه في اليوم الثاني أو بعد قرن من الزمن ) . وجميع الوقائع حتى الوقت الحاضر تؤيد قول ديوي وتثبت صحته بالنسبة لنظامه . درس ديوي ما أنجزه الفلاسفة في مجال تصنيف المعرفة , ورأى أن الانجاز الذي قام به الفيلسوف البريطاني فرنسيس بيكون يصلح لأن يكون نظاماً أساسياً لتنظيم مقتنيات المكتبة , وبذلك تأثر ديوي في نظام تصنيفه بما ورد في لائحة المعرفة البشرية التي نشرها بيكون عام 1605 وكان لعمله في مكتبة كلية امهر ست دافع كبير في أن يفكر جدياً في وضع نظام لتصنيف مقتنيات المكتبة التي يعمل فيها , وأن يكون هذا النظام عاملاً مساعداً للمكتبات الأخرى على تنظيم مقتنياتها على اعتقاد من ديوي بأن المشاكل التي يواجهها المكتبيون في مكتباتهم لا تختلف عن بعضها بعضاً . وواصل ديوي جهوده الى أن أنجر نظام تصنيفه وطبقه على المكتبة التي كان يعمل فيها. وبنى ديوي نظام تصنيفه على الأسس التالية :
الأصول : قسم ديوي المعرفة الى عشرة أصول .
الفروع : قام ديوي بتفريع كل أصل الى عشرة فروع , وهي مائة فرع .
الأقسام : قام ديوي بتفريع كل فرع الى عشرة أقسام , وهي ألف قسم , حيث أنه 10 أصول ×10 فروع × 10 أقسام يساوي 1000 قسم .
وعلى هذا الأساس سمي تصنيف ديوي بالتصنيف العشري . وبعد ذلك باشر ديوي في استخدام الكسور العشرية , أي الكسر العشري لا يرد إلا بعد الرموز الثلاثة الأولى . أن التفريع في نظام ديوي هو تفريع شجري يبدأ بالموضوع العام ( الأصل ) وينتهي بالموضوع الخاص , وهذا هو التصنيف الصحيح لموضوعات المعرفة . وأن الرمز معبر عن جميع مراحل التفريع للموضوع الواحد , وعلى هذا الأساس تستطيع التدرج عند التحليل لكل موضوع ابتداء من الأصل وانتهاء بالموضوع الخاص . ويواكبنا في التحليل الرمز الذي حدده النظام في جميع مراحل التفريع مهما كان العدد الذي استوعبه التفريع من أجل الوصول الى الموضوع الخاص . نورد المثال التالي للتحليل : 372,218 رياض الأطفال ( الموضوع الخاص ) التحليل :
300 علوم اجتماعية
370 التربية والتعليم
372 مراحل المدارس الابتدائية
372,21 معاهد ماقبل الدراسة
372,218 رياض الأطفال
ونلاحظ أن عدد الكسور العشرية لم يكن محدداً أو ثابتاً . وتفريع الموضوع الواحد حتى نصل الى الموضوع الخاص هو الذي يحدد عدد هذه الكسور . بدأ ديوي ترقيمه بالصفر وحتى الرقم 9 بالنسبة للأصول العشرة الرئيسية , واعتمد في ترقيمه على ثلاثة أرقام حسابية أي 000, 100 , 200, 300, 400, 500, 600, 700, 800, 900, فكانت الأصول في مرتبة المئات , وأما الفروع المائة فكانت في مرتبة العشرات ومثال ذلك : 300 العلوم الاجتماعية , مقسمة الى الأقسام التالية : 310 , 320, 330 , 340, 350, 360, 370, 380, 390. وأما الأقسام فكانت في مرتبة الأحاد ومثال ذلك : 341, 342, 343, 344, 345, 345, 346, 347, 348, 349. وزيادة في الايضاح , لنأخد الرقم 952 , والذي يمثل تاريخ اليابان , ولنحلل حسب تصنيف ديوي العشري الى الأصل والفرع والقسم فيكون كالاتي : الاصل 900 وهو للتاريخ والفرع 950 هو تاريخ أسيا والقسم 952 هو تاريخ اليابان ونورد مثالاً أخر للتحليل موضحاً كيف ذهب ديوي في تصنيفه الى أبعد من ذلك , فاستعمل الفاصلة العشرية والارقام العشرية للوصول الى أصغر قسم يراد إضافته الى المكتبة بالنسبة لمختلف المواضيع ومثال ذلك :
620 الهندسة
621 الهندسة الميكانيكية
621,1 هندسة القوى البخارية
621,2 هندسة قوى السوائل
621,3 هندسة الكهرباء
621,4 هندسة الحركة والتموجات
621,5 هندسة السفن
621,6 هندسة المضخات
621,7 هندسة المصانع
621,8 هندسة القوى الميكانيكية
621,9 هندسة الالات
نستلخص مما سبق أن قوام طريقة ديوي هو أن جميع ما وعاه الانسان من معارف يرجع الى رتب عشر رئيسية وعلى وفقها تصنف الكتب أيضاً الى عشر رتب رئيسية يرمز لكل منها برقم , وأولها , وهو رتبة المؤلفات العامة , يتناول المؤلفات التي لا يقتصر الكلام فيها على موضوع واحد من موضوعات الرتب الرئيسية التسع الأخرى , وهي التي يستقل كل منها بنوع واحد كبير واحد من فروع المعرفة مثل الدين والفلسفة والعلوم الاجتماعية الخ ... وكل رتبة من هذه الرتب تنقسم بدورها الى عشرة أقسام أخرى يمكن تقسيم كل منها الى عشرة أقسام فرعية , وهكذا يمكن الاستمرار في التقسيم الى أصغر جزيئات المادة . وبهذا يمكننا ان نصنف كتب المكتبة تصنيفاً محكماً على أساس هذه الطريقة . انتشر نظام ديوي وتبنته اغلب المكتبات العامة والخاصة في العالم لسهولة استعماله ولليونته بحيث نستطيع أن نجزأ مواضيعه الى أجزاء صغيرة ودقيقة حتى نصل الى جزء لا يتجزأ الى مواضيع أخرى دون أن يتأثر هذا النظام .كما نستطيع أن ندخل أي موضوع بالأخر الذي يسبقه والذي تربه به علاقة العموم , أو نخرج مواضيع نراها متشابهة وأكثر تخصصاً من الموضوع السابق لجعلها موضوعاً مستقلاً يرتبط بالموضوع السابق بعلاقة عامة . ونظام ديوي هذا – أو كما يسمى أيضاً – النظام العشري قائم على الموضوع والشكل والارقام العشرية . فمواضيع اللغة والأداب والمعارف العامة تقسم حسب اشكالها العلمية والمقصود بالشكل القالب الذي صبت فيه مادة الكتاب كأن يكون دائرة معارف ليست ذات موضوع واحد فالقواميس والمعاجم تجمع معاً لأنها رتبت بهذا الشكل والشعر يجمع سوياة لأنه نظم بهذا الأسلوب الشعري وهذا الشكل من حيث الوزن والبحر والقافية وكذلك الروايات والقصص والمسرحيات تجمع كل منها سوية . والمواضيع تنقسم حسب أشكالها هي :
المؤلفات العامة – المعارف العامة (000-999).
الاداب (800- 899 ) وتصنف حسب أشكالها شعر, مسرحية , قصص , لأننا نصنف الشعر ولا ننظر الى مواضيعه .
اللغة (400-499).
الجداول

قسم ديوي المعرفة الى عشرة أقسام نستيطع أن ندرك تسلسلها من التخيل لمراحل حياة الإنسان على الأرض على النحو التالي :
بدأ الإنسان التفكير في ذاته وماهية وجوده على الأرض – فكانت الفلسفة .
هداه تفكيره الى أن وجوده على الأرض راجع الى خالق – فكانت الديانات .
ولما كان الإنسان مدنياً بطبيعته فلا بد له من العيش كجماعات حيث نشأت الأسرة والعشيرة والقبيلة والدولة وماتبع ذلك من قوانين ونواميس لتنظيم حياة الجماعات 0 فكانت العلوم الاجتماعية .
أدت الحياة مع الجماعة الى ضرورة وسائل للاتصال – فكانت اللغة .
أخذ الإنسان في ملاحظة الحياة حوله وبدأ بالتفكير في أسرار هذه الحياة والظواهر الطبيعية التي تحيط به – فكانت العلوم النظرية .
كانت لبعض الجوانب النظرية السابقة تطبيقات تخدم الإنسان في حياته في محولة لتسخير الظواهر الطبيعية لفائدته – فكانت العلوم التطبيقية .
كان الانسان مضطراً للبقاء في سكنه عندما لم تكن تسمح له الظروف بالخروج للصيد أو الزراعة أو الرعي . فكان يقضي أوقات فراغه في الرسم أو النقش على جدران الكهوف – فكانت الفنون الجميلة .
تطورت الفنون الجميلة بحيث أصبح الانسان يعبر عن أحاسيسه باللغة – فكانت الاداب .
تقدمت حياة الجماعة وظهرت في أماكن متباعدة فكانت هناك الحاجة الى الرحلات ومعرفة أساليب الحياة لدى كل منها – فكان التاريخ .
هناك حالات تجمع بين بعض أو كل الميادين السابقة – فكانت المعارف العامة .
ولكن ديوي استخدم الأصول الرقمية 0-9 ليدل على تلك الأقسام واشترط على ألا يقل أصل كل رقم عن ثلاثة أعداد مما جعل الأصول 000-999 وعليه أصبحت الأقسام الرئيسية العشرة على النحو التالي بعد أن قرر أن تبدأ بالمعارف العامة .
000-099 المعارف العامة
100-199 الفلسفة
200- 299 الديانات
300-399 العلوم الاجتماعية
400-499 اللغات
500-599 العلوم النظرية 
600-699 العلوم التطبيقية
700-799 الفنون الجميلة
800-899 الاداب
900-999 التاريخ والجغرافيا
ومن الواضح أن ديوي قد خصص لكل قسم رئيسي 100 قسم فرعي . وقد قسم كل قسم رئيسي الى عشرة أقسام فرعية كما هو واضح في المثال التالي :
600- 609 العلوم التطبيقية ( التكنولوجيا )
610 -619 العلوم الطبية – الطب
620- 629 الهندسة والعمليات ذات العلاقة
630-639 الزراعة والتقنيات ذات العلاقة
640-649 الاقتصاد المنزلي ومعيشة العائلة
650- 659 الإدارة والخدمات المساعدة
660 -669 التقنيات الكيميائية والتقنيات ذات العلاقة
670-680 الصناعات
680-689 صناعة منتجات لإغراض محددة
690-699 الأبنية
وبالاستمرار في التقسيم يمكن تقسيم كل قسم فرعي الى عشرة فروع , وكل فرع الى عشرة أجزاء وهكذا حتى نصل الى درجة التفصيل المرغوبة . وهذا التفريع ممكن عن طريق استخدام الفاصلة العشرية بعد الأعداد الثلاثة الأساسية التي تشكل الحد الأدنى لأي رقم تصنيف . والجداول التالية إيضاح لمفهوم التدرج في التفريع واستخدام الفاصلة العشرية لذلك :
610 العلوم الطبية (الطب)
611 التشريح البشري , علم الخلايا , الأنسجة
612 الفسيولوجيا البشرية
613 الصحة عموماً وصحة الأفراد
614 الصحة العامة والمواضيع ذات العلاقة
615 الصيدلة والعلاج
616 الأمراض
617 الجراحة والمواضيع ذات العلاقة
618 فروع الطب الاخرى
619 الطب التجريبي
والفسيولوجيا البشرية مفرعة كالتالي :
612 الفسيولوجيا البشرية
612,1 الدم والدورة الدموية
612,2 التنفس
612,3 التغذية
612,4 الإفراز والإبراز والوظائف ذات العلاقة
612,6 التناسل والنمو والنضوج
612,7 الوظائف الحركية والغشاء
612,8 الوظائف العصبية والحسية
والدم والدورة الدموية تفرع كالتالي :
-| 612|||الفسيولوجيا البشرية
612,1 الدم والدورة الدموية
612,11 الدم
612,12 كيمياء الدم
612,13 الاوعية الدموية والتوزيع الوعائي
612,14 ضغط الدم
612,17 القلب
612,18 مقاييس الاوعية
[1]
نقاط القوة في نظام التصنيف العشرى لديوي

استخدام النظام على صعيد عالمي
نظام التصنيف العشري لديوي هو من أوسع نظم تصنيف المكتبات استخداما في العالم. فهو مستخدم في ما يزيد على 135 بلدا، وقد ترجم إلى ما يزيد على 30 لغة. وتشمل الترجمات الحديثة الجارية أو المستكملة اللغات العربية والصينية والفرنسية واليونانية والعبرية والإيطالية والفارسية والروسية والأسبانية والتركية. وفى الولايات المتحدة يستخدم 95 في المائة من المكتبات العامة ومكتبات المدارس و25 في المائة من مكتبات الكليات والجامعات و20 في المائة من المكتبات المتخصصة نظام التصنيف العشري الذي وضعه ديوي.وتشمل التطبيقات الحديثة لنظام ديوي استخدام عناوين موضوعاته كوسيلة لتنظيم المعلومات وهيكلتها واسترجاعها على شبكة الإنترنت. وهذا الاستخدام الواسع للنظام يمنحه وضعا عالميا بما يجعله أداة ملائمة لتبادل المعلومات على صعيد عالمي.
التحديث المستمر
صدر نظام ديوي للتصنيف العشري عام 1876 ميلادي وجرى تنقيحه باستمرار حتى يستجيب للاحتياجات المتطورة للحصول على المعلومات في المكتبات التقليدية وفى الأوساط الإلكترونية. وقد صدر في طبعتين كاملا ومختصرا. وصدرت طبعته الحادية والعشرين بنسختين احداهما تقليدية والأخرى إلكترونية. وتتضمن الطبعة الإلكترونية من Dewey for Windows ، ومن قرص مضغوط CD-ROM يجرى تحديثه سنويا ويصدر في شهر يناير/كانون الثاني من كل عام ومن WebDewey for CORC ، وهو موقع يجرى تحديث بياناته مرة كل ثلاثة أشهر.
وأدخلت على أحدث طبعة لنظام ديوي عدة تحسينات جعلته أكثر ملاءمة من الطبعات السابقة للبحث في مصادر الإنترنت. كما جرى توسيع القاعدة المعرفية لهذا النظام بإضافة العديد من الفئات الجديدة وتوسيع الفئات التي يحتويها. وجرى أيضا تحديث المصطلحات ووصف الفئات على نطاق النظام بكامله بحيث تعكس رواجه واستخداماته الدولية ودرجة حساسيته للاستخدامات المفضلة للمجموعات الاجتماعية والقطرية. وشملت التغييرات الهيكلية تحسين العناوين وتوسيع الفهرس النسبى. وللبحث المتواصل بشأن نظام ديوي للتصنيف العشرى هدف يتمثل في إنتاج نسخة متعددة الاستخدامات قادرة على تنظيم مجموعات كبيرة من الوثائق الإلكترونية ولاسيما على شبكة الإنترنت وعلى المواقع العالمية.
الترميز الهادف
والرموز المستخدمة بالنسبة لجميع الفئات محددة على نحو واضح، وهي طريقة سهلة في الاستخدام. كما أنها تسمح بالتسلسل الهرمى لعملية الترميز، بما يسهل عملية استرجاع المعلومات من خلال التصفح الهيكلى. وهذه الرموز (أى الأعداد التي تميز الفئات) مشتقة من العدد المحدد للفئة المواضيعية ويتسق مع تفرعاتها ضمن الاطار العام للتصنيف.
الفئات الموضوعية المحددة والموضوعات الشاملة
ويمثل تصنيف ديوي العشرى خطة موحدة ومجربة تتيح مزايا مهمة مقارنة بالعديد من هياكل التصنيف المرتجلة المستخدمة اليوم على شبكة الإنترنت. ويذكر أن الجزء الخاص بعنونة الموضوعات من البيانات الوصفية هو من أكثر الأدوات أهمية للقيام ببحوث متقدمة من خلال الاسترجاع البينى للمعلومات. وفى أحدث نسخة صدرت لنظام ديوي أدخلت تنقيحات على طريقة عنونة الموضوعات والمصطلحات التي يمكن أن توفر للمستخدم نطاقا واسعا من الموضوعات المتاحة في مصادر الإنترنت.
وتغطى هذه الموضوعات قاعدة واسعة من الموضوعات المندرجة ضمن 10 فروع من فروع المعرفة.
000 المعارف العامة وتشمل (علم الحاسبات، المعلومات والأعمال العامّة
100 الفلسفة وعلم النّفس
200 الدّيانات
300 العلوم الاجتماعية
400 اللّغات
500 العلوم البحتة (يتضمّن الرياضيات(
600 العلوم التطبيقية (التقانة)
700 الفنون والاستجمام
800 الآداب
900 التاريخ، الجغرافيا والتراجم(السّيرة الذّاتية(

ولتحديد أفضل نمط للمقارنة بين نظم التصنيف المتبعة في المكتبات مع التصنيف المعتمد على الإنترنت من حيث نطاق التغطية للموضعات العامة، أجرى مركز Online Computer Cibreny في الولايات المتحدة دراسات قارن بين الفئات 1-10 من نظام ديوي للتصنيف العشرى مع 45-35 في محرك بحث Yahoo وهي من بين 50 من أكثر الفئات شعبية. وكشفت النتائج أن جميع فئات Yahoo باستثناء 4 منها (7 و36 و41 و45) صممت على نحو يضاهى أرقام أو فئات تصنيف ديوي العشرى. وعلى الرغم من أن التصنيف العشرى يتضمن نصوصا للتقسيم الفرعى للموضوعات بحسب المنطقة الجغرافية إلى جانب توزيع جغرافى للمؤلفات بحسب تاريخ صدورها، إلا أن من المتعذر وضع تصميم مباشر للفئات: 36 (الإقليمية: البلدان) و45 (الإقليمية: الولايات المتحدة الأمريكية). وبالنسبة للفئة 7 (المجلات) يتضمن تصنيف كل من Yahoo والتصنيف العشرى تقسيمات بحسب الموضوعات. ووجد أن الفئة 41 (الفكاهة، النكتة، المزاح) هي الأكثر تشتتا لدى ترجمتها إلى نظام ديوي للتصنيف العشرى. ويشير التحليل إلى مدى اتساع خطة ديوي للتصنيف العشرى ومدى تداول فئات موضوعاتها.
أنظمة هرمية متطورة
والعلاقات الهرمية هي جوهر جميع التصنيفات. وتتيح نظم التصنيف العادى ترتيبا نظاميا للموضوعات وفقا لمجموعة من المبادئ التي تستند إلى فلسفة مقبولة لتنظيم المعارف على نمط يقوم على أساس مبررات موضوعية وتكرار حرفى، و/أو على أساس الجمع بينهما. بيد أن نظام التصنيف ليس جليا بحد ذاته، ولا بد من منهج أو أداة للحفاظ على العلاقة القائمة بينهما.وفى نظام ديوي للتصنيف العشري تتوفر هذه الأداة للحفاظ على العلاقة القائمة بين الطبقات والطبقات الفرعية والموضوعات الفرعية، ومن الممكن التأثير عليها من خلال الترميز الهرمى أو بعنونة الموضوعات. ويعزز الترميز الهرمي هيكلة المعلومات ذات الصلة بغرض تصفحها. وفى AgriFor، ترتبط عناوين الكلمات الرئيسية للمكاتب الزراعية للكومنويلث مع بعضها البعض من خلال عملية التنظيم الهرمي.
تكامل الطبقات
تكامل الطبقات سمة مرغوب بها إلى حد كبير لتحديد أساس المعرفة التي يستند إليها أى تصنيف. ويستلزم ذلك أن يكون كل تعريف للموضوع خال من الغموض. بيد أن هذا لا يعنى عدم إمكانية مضاعفة استخدامات أى بند بحسب اختصاصات الموضوع وإنما يشترط وضع تعريف فريد لكل اختصاص موضوعي ، ويوجد نحو 30.000 تعريفا مرقما في نظام ديوي. وبوجود هذا العدد الكبير من المفاهيم يمكننا أن نتوقع أن يكون بعضها متداخل وغامض أو مكرر. ويذكر أن تصنيف ديوي قسّم المعلومات إلى طبقات منفصلة.
وكمثال على ذلك، ضرورة التمييز بين التأثير النفسى لارتداء الملابس وبند آخر يتعلق بمختلف التقاليد المرتبطة بطريقة ارتدائها، وبينها وبين بند آخر يناقش طريقة ارتداء الملابس من منظور تصميم الأزياء. ويحدد نظام ديوي هذه الأبعاد الثلاثة على النحو التالى:
155.95 كجزء من منظور علم النفس
391 كجزء من منظور التقاليد
746.92 كجزء من منظور الفنون
وتعتبر خطط التصنيف في المكتبات ذات طبيعة استرجاعية وهذا يعنى أنها لا تضيف الطبقات أو تنقحها الا إذا ظهرت مبررات كافية. وهذا ما يمنح نظام ديوي للتصنيف العشرى نمطا من التماسك في الترميز وتخصيص عناوين الموضوعات.
نقاط الضعف في نظام التصنيف العشري لديوي

على الرغم من الخصائص الايجابية لنظام التصنيف العشري لديوي، إلا أن هناك نقاط ضعف فيه بحاجة إلى تحسين، إذا أريد استخدام هذا النظام كأساس لهيكلة المعلومات بغية تسهيل البحث والتصفح وغربلة المعلومات واستعادة التفريغ الانفاذي على الخط. ومن المعوقات الرئيسية عدم ادراك مزودي المعلومات بالخصائص الايجابية لخطة التصنيف هذه، ولاسيما جهلهم بتعريف الموضوعات والترميز والهياكل المنطقية. وأبرز سمة في خطة التصنيف هذه هي رقم الطبقة والتي تعتبر كوسيلة لوضع المعلومات في رفوف أكثر من اعتبارها وسيلة لتنظيمها.
ولم يراع تصنيف ديوى ادخال تغييرات كبرى على طبعاتها المتكررة، الأمر الذي جعلها، على الرغم من نجاحها الكبير، سببا في أحداث مشكلات أثناء محاولة ادماج المستجدات في ميادين المعرفة البشرية. وهذه نقطة ضعف، كما يمكننا ملاحظة ذلك في عالم يتسم بسرعة التغيير في المعلومات.
كما اتضح أيضا أن التلفظ المبسط والتوجه الغربي في نظام ديوي يشكل مصدرا للمشكلات. من ذلك، على سبيل المثال، أن المقصود بالدين في العالم يقتصر على العقيدة المسيحية. يضاف إلى ذلك افراطه في التركيز على الولايات المتحدة، وهو ما يتجلى من خلال المصادر الخمسة التي تتناول تاريخ الولايات المتحدة 
تعتمد خطة تصنيف ديوي على استخدام الترميز لتقديم إرشادات بشأن وضع المعلومات على الرفوف. وهذا ما يعنى قلة تركيزها على اختيار عناوين الموضوعات (الفصول أو المقالات أو الصفحات). ومن الضرورى تقييم هذا الجانب لضمان دقة التعبير والتداول. كما يحتاج نظام الترميز (أرقام الصفحات) إلى التجزئة حتى يتسنى عرض الموضوعات النوعية والجوانب المحددة.
ونظرا للنهج الموسع الذي يعتمد عليه هذا التصنيف يبرز العديد من المشكلات أثناء محاولة تصنيف مجموعات من المواد التي تتسم بدرجة أعلى من الخصوصية. وهذا ما يمثل معوقا أمام تصنيف مثل هذه المواد وتنظيمها نظرا لخصوصيتها.
وثمة مشكلة أخرى ترتبط بهذا المنهج الموسع للتصنيف تتمثل في إمكانية أن يظهر أى موضوع محدد في أكثر من اختصاص واحد. من ذلك على سبيل المثال كلمة "الملابس" جوانب ترتبط بعدد من المعارف كما شرحنا ذلك أعلاه.
فالتأثير الـنفسى للأزياء يرتبط بالمدخل 155.95 كجزء من علم النفس، وترمز كلمة الأزياء من حيث علاقتها بالملابس بالمدخل 391. وتقع كلمة الملابس من حيث علاقتها بتصميم الأزياء في إطار المدخل 746.92 كجزء من الفنون. ومن شأن تشتت عناصر مختلفة تتصل بميدان واحد من ميادين المعارف أن يعيق التمثيل الهرمى لذلك الميدان. وتبرز المشكلة في وقوع موضوعات فرعية ببعضها البعض في اطار ميادين معرفية أخرى. والله أعلم

 

 

المصدر: منتدىات النواصرة
ahmedsaad89

موقع متخصص في التعريف بدور المكتبات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 395 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2015 بواسطة ahmedsaad89

أحمد سعد

ahmedsaad89
موقع كنوز يعرف بدور المكتبات في التنمية الشاملة للفرد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

12,467