المصـرفيـة الإسلاميـة (دراسات في المحاسبــة والإدارة)

للدكتور: أحمد شوقي سليمان" دكتوراة كلية التجارة جامعة الأزهر"

تحليل سوات الكمي

Quantitative SWOT Analysis

مقدمــة :-

يعتبر أسلوب SWOT من الأدوات المفيدة في المواقف المعقدة والتي تتسم بها طبيعة القرارات الاستراتيجية. وتهتم منظمات الأعمال بتحليل وتقييم كافة العوامل الداخلية، وذلك بغرض رئيسي يتمثل في بيان نقاط القوة و الضعف التي يتسم بها كل عامل من العوامل الداخلية ، مع الاستعانة بنتائج تحليل العوامل الخارجية علي اتخاذ قراراتها الاستراتيجية، واختيار البدائل المناسبة لها.

ويعد الهدف الرئيسى من البحث هو ايضاح دور تحليل سوات swot في عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ويقدم تحليل سوات بيانات نوعية منذ بداية ظهوره وحتى الآن ويسعي الباحث إلى تحويل هذه البيانات النوعية الى بيانات كمية حتى تقدم بيانات ذات دلالة تساعد متخذى القرارات الاستراتيجية في الوصول الى القرارات الصائبة والرشيدة في أقرب وقت ممكن وذلك لان هذه النوعية من القرارات قد يؤدى التأخر في اتخاذها الي خسارة منظمات الاعمال جزء من الشريحة السوقية، والإيرادات الفعليه. 

مفهوم تحليل سوات SWOT Analysis

يستعين مخططو الاستراتيجية اليوم بعدد من الأدوات والمصفوفات التي تسهم في التوصل إلى طبيعة العلاقة بين العوامل والمتغيرات البيئية المؤثرة، مثل مصفوفة جماعة بوسطن الاستشارية، ومصفوفة جينيرال اليكتريك، وحديثًا ظهرت مصفوفة SWOT  (Strenth, weakness, Opportunities, threats  ) والتي تسهم في إجراء التحليلات الخاصة بعوامل البيئة الخارجية، وتلك المتعلقة بالبيئة الداخلية، وذلك بغية الوصول إلى ما يوجد بالبيئة الخارجية من فرص أو تهديدات، وما يوجد بالبيئة الداخلية من نقاط قوة أو ضعف. ويمكن تعريفه على إنه عملية تخطيطية يقوم بها المديرون لتحديد نقاط القوة والضعف الداخلية بالمنظمة والبيئة الخارجية المتمثلة في  الفرص المتاحة والتهديدات، ويساعد تحليل SWOT  المديرين في مختلف المراحل الإدارية سواء الاستراتيجية، الأعمال، الوظيفية أو التشغيلية لتحقيق مهمة وأهداف المنظمة، ويعد الهدف الرئيسي لتحليل SWOT هو إيضاح الاستراتيجيات التي تصف وتتناسب وتتوافق مع موارد وقدرات المنظمة لمواجهة متطلبات البيئة المحيطة بها.

وتسعى مصفوفة  SWOT  إلى تقديم القرار الاستراتيجي في ضوء أربعة أبعاد للتوجهات الاستراتيجية، والتي تعتمد على نتائج التحليل البيئي الداخلي والخارجي:-

               العوامل الداخلية

 

العوامل الخارجية

نقاط القوة  الداخلية ( s )

نقاط الضعف الداخلية (  w)

الفرص الخارجية(O)

استراتيجية (S-O)

MAXI - MAXI

الاعتماد على نقاط القوة الداخلية لتعظيم الفرص الخارجية

استراتيجية (W-O)

MINI -  MAXI

الاعتماد على التطوير والتنمية لتغطية نقاط الضعف حتى يمكن الاستفادة منها لتعظيم الفرص الخارجية

التهديدات الخارجية ( T )

استراتيجية (S-T)

MAXI - MINI

الاعتماد على نقاط القوة لتكون على مستوى التهديدات وتقليلها وتخفيف أثارها

استراتيجية (W-T)

MINI -  MINI

تنمية وتطوير نقاط القوة حتى يكون لها القدرة على مواجهة وتحجيم التهديدات الخارجية

ويتم تطبيق تحليل سوات من خلال عدة خطوات والتي يمكن إيضاحها من خلال الشكل التالي:-

فحص البيئة الخارجية

 

 

 

 

فحص البيئة الداخلية

الفرص والتهديدات الخارجية

 

 

نقاط القوة والضعف الداخلية

 

 

تحديد البدائل الاستراتيجية

 

 

 

 

تقييم البدائل الاستراتيجية

 

 

 

 

القرارات الاستراتيجية

 

 

وفي ضوء ما سبق يرى الباحث يمكن تحديد قيم لكل عامل من العوامل الإستراتيجية الواردة في تحليل SWOT عن طريق تكامله مع مصفوفتى تقويم العوامل الخارجية، وتقويم العوامل الداخلية والتي سيتناولها الباحث من خلال النقطة التالية. 

أولا ً : مصفوفة تقويم العوامل الخارجية (External Factors Analysis Matrix).

يساعد تحليل سوات SWOT في تحديد عوامل البيئة الخارجية،  فعلى سبيل المثال إذا كان هناك أحد العوامل مؤثر في انخفاض عدد عملاء المنظمة فيمكن تتبع ذلك العامل مع الإدارة المسئولة والمتمثلة في إدارة البحوث والتطوير وإدارة تسويق الخدمات والمنتجات ، وكذا إدارة خدمة العملاء، وإذا كان هناك أحد المنظمات المنافسة يقوم بتقديم خدمات ومنتجات ذات طابع خاص "معدلات عوائد اكبر، خدمات متعددة بمنتج واحد، . . " فيمكن تتبع تلك العوامل من خلال إدارة البحوث والتطوير. وبعد فحص تلك العوامل يمكن تقييم الفرص والتهديدات مـن خلال مصفوفة تقويم العوامل الخارجية (External Factors Analysis Matrix) ويمكن إيضاح خطوات عمل مصفوفة تقويم العوامل الخارجية من خلال الخطوات التالية :-

  •  تحديد قائمة بعدد خمسة من الفرص الأكثر أهمية بالإضافة إلى نفس العدد من التهديدات ذات التأثير الأكبر بالمنظمة.
  • تحديد وزن نسبي لكل عامل من العوامل السابقة ما بين ( 1 ، صفـر ) حيث يمثل الواحد الصحيح العنصر/ العامل الأكثر أهمية ويمثل الصفر العنصر / العامل الأقل في الأهمية، وكل ذلك يتحدد بالاعتماد على احتمال تأثير هذا العامل في الوضع الاستراتيجي للمنظمة، (مع ملاحظة أن الأوزان النسبية لجميع العوامل لا تزيد عن الواحد الصحيح بغض النظر عن عدد هذه العوامل).
  • تحديد ترتيب كل عامل من العوامل الاستراتيجية  السابقة سواء أكانت فرص أو تهديدات كل على حدة وذلك بترتيبها من خمسة إلى واحد صحيح، ويتم هذا الترتيب بالاعتماد على الاستجابة الحالية للمنظمة تجاه هذا العامل ويتم هذا الترتيب كالأتي:-

5

4

3

2

1

هام للغاية

هام

متوسط

أقل من المتوسط

ضعيف

  • يتم ضرب الوزن النسبي لكل عامل في ترتيب هذا العامل أي (العمود الثاني × العمود الثالث) وذلك للحصول على الوزن الترجيحي لكل عامل.
  • يتم جمع الأوزان الترجيحية في الخطوة السابقة للحصول على الوزن الترجيحي الكلي للمنظمة.
  • مقارنة مجموع نتائج خانة الأوزان الترجيحية بنتيجة متوسط الدرجة الكلية المرجحة وهي تمثل (3) والتي تم الحصول عليها من خلال مجموع ترتيب العوامل الاستراتيجية  مقسوماً على عددهم 1+2+3+4+5=15÷5= 3 وفي حالة زيادة مجموع الأوزان الترجيحية للمنظمة عن المتوسط الكلي المرجح فإن البيئة الخارجية تمثل فرصاً للمنظمة، أما في حالة زيادة المتوسط الكلي المرجح عن مجموع الأوزان الترجيحية بالمنظمة فإن البيئة الخارجية تمثل تهديداً للمنظمة.

   ويمكن إيضاح الخطوات السابقة من خلال المثال التالي:

الفرص والتهديدات

الوزن النسبي

الترتيب

الوزن الترجيحي

الفرص

1-توافر مصادر التمويل.

0.20

4

0.80

2- نمو الوعي لدى للعملاء.

0.10

5

0.50

3- إتفاقية منظمة التجارة الدولية وإمكانية فتح فروع جديدة بالخارج.

0.05

1

0.05

4- امكانية فتح اسواق جديدة.

0.05

2

0.10

5- التوجة الحديث نحو تقديم الخدمات اليكترونياً.

0.10

2

0.20

التهديدات

1- تغيير في تكنولوجيا تقديم الخدمات.

0.10

4

0.40

2- عدم وجود قوانين تحد من انتشار منظمات الاعمال الاجنبية.

0.10

4

0.40

3- ازدياد منافسة منظمات الاعمال الأجنبية وفتح فروع لها بالداخل، والبنوك والمؤسسات المالية الأخرى.

0.15

3

0.45

4- اندماج بعض المنافسين.

0.05

1

0.05

5- ارتفاع أسعار الطاقة.

0.10

2

0.20

 

1

 

3.15

ويتبين من نتائج هذا المثال إن هذة المنظمة لديها فرص في العوامل الخارجية لإن مجموع الأوزان الترجيحية 3,5 أكبر من 3 ويجب العمل على تنميتها.

ويودالإشارة إلى النقاط التالية المتعلقة بتطبيق مصفوفة تقويم العوامل الخارجية:-

<!--يتم توزيع استمارات بالعوامل الاستراتيجية  الخارجية على كل من أعضاء أعضاء الإدارة الاستراتيجية  أو مجلس الإدارة بالمنظمة لتحديد أهمية كل عامل استراتيجي على حدى تجاه المنظمة والآثار المترتبة من كل عامل استراتيجي على القرار الاستراتيجي.

<!--تجميع الاستمارات وأخذ متوسطات لها ومن ثم تصميم المصفوفة كما هو مبين بالجدول السابق لقياس الفرص والتهديدات. 

ويمكن أن تساعد هذة الطريقة في تحديد العوامل الاستراتيجية  ذات الأهمية عن دونها من العوامل الأقل أهمية للمنظمة أخذاً في الاعتبار ترتيب الأوزان الترجيحية للعوامل الاستراتيجية، وتحديد ما تمثله البيئة الخارجية من فرص أو تهديدات تجاه منظمات الاعمال. 

ثانيــــاً :-  مصفوفة تقويم العوامل الداخلية (Internal Factors Analysis Matrix  ) 

يمكن القيام بنفس الخطوات التي تم الإشارة إليها في مصفوفة تقويم العوامل الخارجية فحص وتتبع عناصر البيئة الداخلية المتمثلة في نقاط القوة والضعف لتكوين مصفوفة تقويم العوامل الداخليةInternal Factors Analysis Matrix   وفي المثال التالي نجد أن عوامل البيئة الداخلية للمنظمة تمثل قوة حيث بلغ الوزن الترجيحي لمجموع نقاط القوة = 1.95 ومجموع نقاط الضعف = 1,10 بإجمالي 3,05 أكبر من 3 والتي يجب على إدارة المنظمة العمل على تطويرها نحو الأفضل وذلك لانخفاضها بشكل كبير وحتى لا تتحول إلى نقاط ضعف تؤدي إلى تحقيق خسائر وانخفاض في معدلات نمو للمنظمة

 وفي ضوء ما سبق  يمكن الاستعانة بمصفوفة تقويم العوامل الداخلية والخارجية في تحليل عناصر البيئة الداخلية والخارجية للأسباب التاليه :-

  • تزايد حدة العوامل الخارجية المحيطة بمنظمات الأعمال.
  • تحديد العوامل الاستراتيجية  الداخلية ذات التأثير والأهمية الأكبر من خلال الوزن الترجيحي لكل عامل استراتيجي وذلك في وقت قصير جداً وموازٍ لمتخذ القرار الاستراتيجي والذي سيمكن من تصحيح المسار نحو الأفضل في الوقت المناسب.
  • تحديد موقف المنظمة من البيئة الخارجية وللوقوف على أهم الفرص والتهديدات والتي ستؤثر على القرار الاستراتيجي.
  • تحديد موقف المنظمة من البيئة الداخلية للوقوف على أهم نقاط الضعف والقوة والتي ستؤثر على القرار الاستراتيجي.
  • مقارنة الوزن الترجيحي لكل عامل من العوامل الاستراتيجية  من سنة لأخرى لتحديد مدى تطور أهميته وتأثيره على المنظمة وكذا الوزن الترجيحي للمنظمة من سنة لأخرى ولتقديم التقارير اللازمة.
  • عمل المقارنات بين الوزن الترجيحي للمنظمة بالأوزان الترجيحية بمنظمات الأعمال المنافسة لمعرفة ملاءة المنظمة وموقفها التنافسي في السوق.
  • القيام بتدعيم وتقوية نقاط القوة والفرص للمنظمة لمحاولة تقليل نقاط الضعف والتهديدات من ناحية، وزيادة الحصة السوقية ودعم المركز التنافسي من ناحية أخرى.
  • متابعة نقاط الضعف والتهديدات ذات الأوزان الترجيحية الأعلى والعمل على والبحث عن أفضل الوسائل والسبل لعلاجها أول بأول.

وفي ضوء ما سبق يمكن استخدام تحليل SWOT متكاملاً مع مصفوفتي تقويم الأداء سوف يساعد في عملية إتخاذ القرارات الاستراتيجية من خلال الخطوات التالية:-

<!--أخذ الاوزان الترجيحية الكلية الناتجة من مصفوفة تقويم البيئة الخارجية والمتمثلة في الفرص والتهديدات وذات الصلة (مباشرة – غير مباشرة) بالقرار الاستراتيجي وكذا الاوزان الترجيحية الكلية الناتجة من مصفوفة تقويم البيئة الداخلية والمتمثلة في نقاط القوة والضعف ذات العلاقة بالقرار الاستراتيجي محل المراجعة وإدخالها بمصفوفة سوات SWOT .

<!--القيام بعمليات طرح نقاط الضعف من نقاط القوة، وكذا التهديدات من الفرص والتي سينتج عن هذه العمليات العديد من النتائج والتي يمن إيضاحها من خلال الجدول المرج بموقع الباحث 

https://sites.google.com/site/shawky0007/

وبتطبيق نتائج مصفوفة تقويم العوامل الخارجية ونتائج مصفوفة تقويم العوامل الداخلية بالمثال السابق نجد ان مجموع خانة الفرص = 1.65 ومجموع خانة التهديدات = 1.50 وبطرح التهديدات من الفرص = 0.15 ، وكذا مجموع نقاط القوة = 1.95 ومجموع نقاط الضعف = 1,10 وبطرح نقاط الضعف من نقاط القوي= 0,85 وفي ضوء النتائج الموجودة المشار إليها بالجدول السابق فإنة لا مانع من تنفيذ القرار الاستراتيجي.

وفى ضوء العرض السابق يرى الباحث أنه يمكن تحويل النتائج النوعية بتحليل سوات الى نتائج كمية والتي ستساعد متخذى القرار الإستراتيجي في إتخاذ القرار الملائم في أسرع وقت ممكن، وكذا سيساعد استخدام الاوزان الترجيحية ومجموعها في عمل المقارنات اللازمة لتتبع مسار العوامل الإستراتيجية ولمعرفة التطورات والإنحرافات التي يمر بها كل عامل إستراتيجي على حدى، وقياس قدرة تعامل المنظمة مع العوامل الإستراتيجية ببيئة الأعمال للمنظمة بالمقارنة مع منظمات الأعمال الأخرى لتحقيق التطور المستمر ولتحقيق الرقابة الشاملة على كافة عناصر البيئة الداخلية والخارجية.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

 

المصدر: المراجع - د/ اشرف عبد الرحمن الشيمى، الإدارة الاستراتيجية، مطبعة علاء الدين، فبراير، 2011. - د/ ثابت عبد الرحمن إدريس، د/ جمال الدين محمد المرسي، "الإدارة الاستراتيجية (مفاهيم ونماذج تطبيقية)"، الدار الجامعية، الإسكندرية ، 2006 . - د/ عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ، "الإدارة الاستراتيجية في البنوك الإسلامية"، مكتبة الملك فهد الوطني، البنك الإسلامي للتنمية، الطبعة الأولى، 2004. - د/عايدة سيد خطاب، "مقدمة في الادارة الاستراتيجية المتقدمة", بدون ناشر، إصدار 2001. - محمد عبد القادر السيد بسيوني ، "إطار مقترح لمراجعه الإستراتيجية بهدف زيادة فاعليه الأداء الإداري علي مستوي الوحدة الاقتصادية " دراسة ميدانيه "، رسالة ماجستير، كلية التجارة، جامعه عين شمس، 1998. - David Hunger & Thomas. L. Wheelen, "Essentials of Strategic Management", 2003, folks international , www.hrfolks.com - Robert M .Grant, Contemporary Strategy Analysis, instructors' guide: An Overview, Seventh Edition, 2010, www.contemporarystrategyanalysis.com - Jan Emblemsvag, Lars Endre Kjolstad, “Strategic Risk Analysis – A field version, Management Decision, volume 40,Issue 9, 2002, p 847. - Gareth R.Jones &Jennifer M.George, Contemporary Management, Fifth Edition , McGraw-Hill Irwin, 2008 . - Neil Riston , Strategic Management , Ventus Publishing ApS ,2008 . - www.businessdictionary.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3918 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2015 بواسطة ahmed0shawky

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

182,890

أحمد شوقي سليمان

ahmed0shawky
يهتم الموقع بعرض المقالات والابحاث ذات العلاقة بالمصارف الإسلامية , والمحاسبة والمراجعة والإدارة الإستراتيجية. د/ أحمد شوقي .... في سطور .... دكتوراة وماجستير المحاسبة كلية التجارة جامعة الأزهر مدير مخاطر معتمد CMRM- الاكاديمية الامريكية للادارة المالية نائب مدير عام مراقبة ومتابعة التمويل الإسلامي بقطاع المخاطر بأحد أكبر البنوك المصرية »

تسجيل الدخول

ابحث

عـــن العلــم العمـــل

العلم والعمل كلمتان متساويتان في عدد الحروف مع إختلاف الترتيب فالعلم هو دليل العمل ودائما ً ما يكون العلم سابق للعمل والقول فلا يصح العمل بدون علم ، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"  سورة الزمر (الاية 9)

فالعلم والعمل لهما علاقة ترابطية علاقة السبب ونتيجته ، كما أن العلم هو اساس نوايا البشر ويقول الإمام الشافعي في العديد من المرات: إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معًا فعليك بالعلم .

ويأتى العمل بعد النيه والتى يسبقها العلم ويظهر ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، ..) فالعمل لا يصلح إلا بالعلم والذي سيعرض على الله عز وجل يوم القيامة لتحديد صحته ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ( سورة التوبة الاية 105) ﴾

فالإخلاص في العلم يؤدى لتصحيح النوايا حتى يصح  العمل

أحمد شوقى سليمان