الشوق

الشّوقُ زادَ على البِعادِ ضراما

والقلبُ فاضَ بصدرهِ آلاما

فبكى وأبكى من دوامِ أنينهِ

مُزنَ الكروبِ فأرسلت أسقاما

يا من سكنتُم في الفؤادِ إليكمُ

أرسلتُ روحًا مُزّقَت أنساما

خَلَتِ الديارُ من الأحبةِ والهوى

وتحوّلت تلك الجنانُ ركاما

ما زالتِ الذّكرى تفتّشُ في النّوى

صورًا تَبعثرَ رَسمُها أحلاما

وتعودُ تجمعُ من صدى أنفاسِها

فلعلهُ يَهَبُ السّلامَ سلاما

في غُربةٍ شَدّت وثاقَ عظامِنا

فتفتّت تحت الحزامِ عظاما

وشَكَت لِصُمِّ الصّخرِ من ألمِ الجوى

فتحطّمت منها القُساةُ حُطاما

وتفجّرَت عنها العيونُ من البُكا

وحَكت فقالت قد نويتُ صياما

والأرضُ لمّا مازَجَت أشلاءَنا

لَعَنَت بلونِ دمائِنا الأقلاما

***

ماذا جنى أهلُ التحلُّلِ في الدِّما

إلا من البغي الأثيمِ أثاما

مرقوا من الدّينِ الحنيفِ كسهمِهم

فلبئسَ دينٍ قسّموهُ سهاما

زادوا على إجرامِهم بغبائِهم

فتسابقوا بغبائِهم إجراما

قد كبّروا في ذبحِهم كصلاتِهم

وتوجّهوا لكبيرِهم إحراما

أقزامُ جهلٍ هَدّموا أعلامَنا

لكن سيهدمُ علمُنا الأقزاما

فاللهُ أخبرَ أهلَهُ أنّ الذي

يُعطي الختامَ إذا اتقاهُ خِتاما

مصطفى محمد كردي