عندما تضحك منّا الأقدار : بقلم حسيبة طاهر كندا
و أخيرا جادت رياح القدر ببذرة صالحة للإنتاش ، وطار العجوز فرحا ،كيف لا ؟؟وهو يثبث شباب فحولته ،وجدارته بالحياة، بقدرته على وهب الحياة ،كيف لا؟؟؟ وهذا القادم المنتظر سيعوضه حرمانه من أولاده من زوجته الفرنسية , فنسي أنه على مشارف الثمانين وأضحى نائما قائما حالما بهذا الأمير المنتظر ، وعاد للتدخين ضاربا نصائح طبيبه عرض الامبالاة ، وعاد يتمايل على أنغام عبد الوهاب و فريد , و أنريكو ماتياس .....ومرت الأيام ثقيلة نحو البداية ،سريعة نحو النهاية ،وأجاءها المخاض غرفة التوليد في الطابق الأول ،وأجاءته أزمة ربو حادة غرفة الإنعاش في الطابق الأعلى ، كانت تصرخ من الألم و من كل تراكمات ماضيها المرصوصة و أناتها المكبوتة، فقد واتت الرياح حزنها فلتصرخ و تنتحب هاهنا متذرعة بمخاضها ، صرخت وصرخت و صرخت .........و صرخ من تحتها معلنا دخول أولى ذرات الأكسجين لصدره ، و صرخ من فوقها معلنا خروج آخر درات الحياة من جسده .........