مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

الفراغ

هذا الفراغ يَلفُّني في دورقٍ___ كان الزُّجاج مُكسِّرُالأضواءِ
مع كُلِّ لونٍ للشُّعاعِ بفكرةٍ___ تأتي غلى ماضٍ دنا بقضاءِ
تاريخُ أُمَّتِنا يُعادُ بفترةٍ ___ يأتي الشَّبيهُ لها بكلِّ جلاءِ
ويحومُ حولَ المحتفينَ بخضرةٍ___ فُتحت براعِمُها وبالإسقاءِ
تُروى زروعُ الحُسن في أجوائِهِ___ في حضرة التَّارخِ ياللرّائي
أعشى العيونَ جمالُ كونٍ ذابِلٍ___ قد كان يعلو سامقاً بسماءِ
عصفت رياحُ الحربِ يوماً فانحنى___وكما الغريبِ ممزَّقٌ بجفاء
وتبعثرت أوراقُ مَنْ لَقِيََ النَّوى___ كابوسُ أحلامٍ قضى بِعداءِ
وتعلقت أغصانُ ماضٍٍ بالَّذي ___ قد حارَ فيه دواؤُهُ بالدّاءِ
وترنَّمت تحت الثَّرى ديدانُهُ ___ إنَّ الجُذورَ تَجَمَّلت لِفَناءِ
يا مَنْ حَفَلْتَ بكُلِّ ماضٍ إنَّني___ قد مِتُّ من زمنٍ دَلى بِدلاءِ
قد تَسْتَفِيدَ بِعِبرةٍ إنْ سُقتُها ___ إنَّ القطوفَ بأُمَّةِ الإنماءِ
حَرَقت حتوفٌ شامِخاً في عزَّهِ___ وتلتهُ أجيالٌ بكلِّ عناءِ
وتسمَّعَ الوجدانُ آفاتِ الضَّنى___ في كُلِّ ركنٍ جالَ بالأبناءِ
مالي وللأحزانِ أذكُرُ مُرَّها ___ هلاَّ انثنيتَ إلى الفضاءِ النَّائي
إنَّ الشُّعاعَ ملوِّنٌ جُدرانَ مَنْ ___ لَبِسَ الزُّجاجَ مُزَيَّناً بهناءِ
لا للظَّلامِ يلفُّنا في حسرةٍ ___ قد ماتَ فجرُ الخير بالأرزاءِ
في ثورةٍ شَمَلَت جَمِيعَ جِِهاتِنا ___ من جسمِ أمَّتِنَا أَتَتْ بِمَضَاءِ
حُكْمُ المَذَلَّةِ مُجهِِدٌ أعضاءَها ___ لا بُد للإنقاذِ من أعضاءِ
لونُ الحياةِ دمٌ يلفُّ زهورَها___ والفقرُ أصفَرُ قد دَنَا بِسَخاءِ
واخضَرَّ مََنٌّ والحياةُ مريرةٌ___ وارْبَدَّ صُبْحٌ لِلكَرى بِغُثَاءِ
غسَلَ الثَّراءُ عروشَهُ في همَّةٍ ___ تعلو وشابَ الشَّعبُ بالأنواءِ
وتحرَّكت كُلُّ الحروفِ وما جَنَتْ ___جُمَلاً لِتَعْبُرَ سَطْرَها بإباءِ
وقفت على سطرٍ ولا لعبورِها ___ إذ حِكمَةٌ نُشِرَِت بِكُلِّ صَفاءِ
الحقُّ أبلَجُ والقضاءُ موثِّقٌ ___ والظُّلمُ سوفَ يزولُ بالإزراءِ
لا تكترث يا من قبعتَ بزورَقٍ___ إنَّ الخيالَ موسِّعُ الأرجاءِ
لا تعتزِلْ قوماً ترومُ خلاصَهُم___ والنَّومُ عن شرٍّ كما الإغماءِ
ها أنت في دوَامةٍ من بحرِنا___ شُطآنُهُ سَكِرت بكلِّ بلاءِ
دارت عيونُ الخلقِ في أفلاكِهِا___ تَنْعَى حُلُولاً شَمَّرت لِشِفَاءِ
إنَّ الضَّمائِرَ قد تُباعُ وتشتَرى ___ والحُرُّ من ضنكٍ يجودُ بِماءِ
إنَّا نُحَمْلِقُ في الفضاءِ لعلَنا___ نلقى خيالاً للسَّحابِ النَّائي
مطرٌ يُعَذِّبُ من تداعى كُفْرهُ___ للحربِ كانَ مُمزِّقاً لرجاءِ
والطيرُ تهجُرُ من حريقٍ وكرَها___والليلُ يرحلُ عادةً بسناءِ
والفكرُ تاه وفي الخلائقِ من لهُ ___ عقلٌ يُؤجِّرُهُ ولا لكراءِ
إن ضاع عقلٌ للسَّليم سَيُبتَلى___ لا كالبهيمةِ فطرَةٌ بنقاءِ
يا ربِّ متِّعنا بكامِلِ عقلنا ___ إنَّ الفراغَ مُهَدِّدٌ بفناءِ
إنْ ينشَغِلْ عقلٌ بأَيِّ زراعَةٍ___ أو صنعةٍ تُبعدهُ عن إغواءِ
عَمَلٌ بإخلاصٍ يُنَمِّي عقلَنا ___ في أيِّ حقلٍ قد جرى لِبقاءِ
ربُّ البريَّةِ حافِظٌ لعقولِنا ___ بالعلمِ أعمالٌ صَبَتْ لِوَلاءِ
إنَّ الصَّلاةَ على النّبيِّ وآلِهِ___ خُتِمَت بها الأعمالُ للإرضاءِ
أعدادُ من عملوا بِجِدٍ والَّذي___ كان الفراغُ مُجَرجِراً لشِواءِ
الإثنين 12 ذوالقعدة1437 ه
15 أُغسطس 2016 م

زكيَّة أبوشاويش _أُم إسلام

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2016 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

400,495