تمنع
عرفت بأني غارقٌ في حبِّها
فرمت إليَّ حبائِلَ التَّحنانِ
تخشى عليَّ وصالَها يا ويلتي
فقُتِلت تحت سَنابكِ الهِجرانِ
وظننتُها خجلًا تشيحُ بوجهِها
فسَبحتُ خلفَ مراكبِ الخُسرانِ
كم مرّةً صارحتُها بتمزُّقٍ
وتجيبُ بسمَتُها مع النُّكرانِ
وأنا أقدِّمُ كلما سمحَ اللِّقا
كبِدًا يُكابِدُهُ جوى الثّقلانِ
فتردُّهُ بتمنُّعٍ وكأنها
روحُ البَتولِ بدارَةِ الرُّهبانِ
وأنا المسيحُ بحُسنِها لكنّها
صَلبَت فؤاديَ بُغيةَ النِّسيانِ
قُتِلَ الصّليبُ ولم يزل في ذكرِها
والرّوحُ تخفِقُ في هوى الصُّلبانِ
وذَبحتُ في محرابِ طُهرِ محبّتي
نزواتِ أنّاتي وبوحَ لساني
وأتيتُها طيفًا لكَعبةِ حِلِّها
فتَحرَّمَت في حَجَّةِ الحِرمانِ
مصطفى محمد كردي