وعد
وعَدتِ بوصلٍ أم تُرى قُتِلَ الوَعدُ
وعُدتِ بدَلٍّ حينما نُسِيَ الوِدُّ
أكانَ حبيبَ الرّوحِ حُبّيَ كالغِوى
فجئتَ بحَدٍّ حيثما طُلِبَ الحَدُّ
بَعَثتُ بقلبٍ شائقٍ متهالِكٍ
لنيلِ الرِّضى منها فهل بُعِثَ الرَّدُّ
وأوصدتُ قلبًا عن مَلاحةِ غيرِها
فما جاءَني إلا المرارةُ والصَّدُّ
ولي صبرُ يعسوبٍ على جَمعِ شهدِها
وأشهدُ أنّ الموتَ يأتي بهِ بُعدُ
فإن رَضِيَت فالقلبُ عرشٌ بقصرِها
وإن رَغِبَت عَبدًا يذوبُ بها عَبدُ
ليَ الأنسُ ظِلٌّ إن بَقيتُ بنورِها
ولولا شذاها ما تَمَلّكَني السَّعدُ
إذا اقتربَت فالشّمسُ منها قريبةٌ
أوابتسمت وَردًا كما ابتسمَ الوَردُ
لها الوجهُ محمودٌ بديعٌ بنِعمةٍ
فأنعِم بوجهٍ من بدائعهِ الحَمدُ
قَضيتُ بليلي في التماسي لبدرِها
فلما تَبدّى البدرُ طابَ ليَ السُّهدُ
سَقَتني مدامًا ليس كالخمرِ خمرُها
ودارت كؤوسُ الحُبِّ وانسكبَ الوِردُ
وعاهدتِ حُبًّا والجوى لكِ شاهدٌ
فهذا الجوى يَبكي وقد ذُبِحَ العهدُ
بكائيَ أمطارٌ وبرقٌ بأَنّتي
وصدريَ بركانٌ وقلبي له الرّعدُ
كَتَبتِ بعَقدٍ لا يُفَرَقُ جَمعُنا
فماتَ وصالي عندما دُفِنَ العَقدُ
مصطفى محمد كردي