الرسالة السادسة عشر
إلي الكبير/الشاعر محمد طاهر برعي
ما عاد بالوسع السكوت
وأمين سر الرب
قد هبط العشية
منبئا كل العواقل
عن غوا يا ت البغاة
وهاك ناقوس السماء بدا هناك
يغزو الذوائب واللحي
ويجوب أحراش المدائن والشعاب
يذروا هشيم الأمسيات
صعقا ته
تبدو وراء نوافذ الليل الكئيب
شيخ تهيأ للرحيل
من خلفه أطفاله البؤساء
جوعي يركضون
ويحملون الشمع
حلما بالنهار
واللقيمات التي تمنحنها لهم العجائز
بعد من واضطجار
الشيخ منهار يصيح
لافتا مثلي الغوافل
للمحطات التي لم أنتبه يوما لها
من يوم أن دهس القطار فراشتي
للمرة الأولي
فآثرت البقاء مع الحقائب
لم أدر للخلف وجهي بعدها
ولعله خطئي الوحيد
بل ليتني لم أنتحي في العشق غيرالآدمية
أو كما قال الحكيم
أن تطرق الأبواب
خير من دعاء بني أبيك
آلان حصحص ما كرهت
الإن قد سقطت دروعك كلها
فاحمل صليبك موجزا مسترسلا
واطلق غنائك زاهدا متبتلا
كالطير في المنفي
وتوضأ الصبر الجميل علي الأذي
فلم تعد تلك الثواني حبلوات
سوي ببعض من تباريح الفضيحة
لم تضف شيئا
برغم مكابدات الإنتظار
ورغم ترقب الكون انفجار الإ نفجار
بل لم تذيب الثلج
حتي يهتدي
لطريق ما بيني وبين عينيك القطا
ولم تضف
لجدار ما بيني وبينك لبنة
فا السر ....؟
كل السر أضحي في حجور البائعات
يمنحنه وبلا حياء
بعض وجهاء الزبائن
من قبيل الإ بتزاز
فلنعلن الإقلاع من أرض الشتاء
وكفي هراء
فكم مكثنا بين جدران الجليد الجمر
نبحث عن غطاء
أرأيت أحدا في البرية مثلنا
نزف البكاء دموعه
لكنه .لم يدر حتي مات سببا للبكاء
فلنعلن الإقلاع عن عمر الرمادة والخواء
يا أنت
يا لغة اضطرام النار والعشق الحلال
يا ألق القصيدة
يا تراتيل الجوامع
والعباد العائزين بربهم من كل داء
فالعشق داء والشعر داء
والموت فوق صليب من تهوي وجاء
والزائقون مرارة الحرمان و ا لقتلي سواء
والقائلون بأن بينهما اختلاف أغبياء
فلم البقاء ؟
لم البقاء وثورتي ما ألقمت وغدا
لقاء جريمة طعم البكاء
ولم البكاء حبيبتي
أولم يهتك نصلك المسموم
خاصرة الرضيع بخاطري
يو م استباح النصل
قلب قصيدة الولد الملطخ بالولاء
ولم الوفاء؟
لم الوفاء ؟ فلتتساءلي
ولتخبريني عندها فيم الوفاء ؟
يا رحلة العمر التي مرت بدرب زماننا
فلم تترك علي أعتابنا غير العناء
فلتهنئي ما دمت ولتتذكري أني الجريء وأنك الحسناء
ما كنا ثوان في معادلة القضاء
لم نكن رقما صحيحا
لم نكن إلا وقودا في أتون الإنتماء
فلنعلن الإقلاع عن زمن القطيعة والجفاء
وليسقط العشاق خائنتي الحبيبة
ثم الويل كل الويل للعشاق أمثالي وللشهداء
وليهلك الزرزور
مادام البعيد مغردا للعش والصبح الخطيئة
صادحا بنشيد أفراح الربيع المستحيل
فلتسألي الثقلين ثم لتستعيني بالسماء
ثم لتخبري
هل يأثم الزرزور إن غني ؟
وهل في وسعه أن لا يطير
فليهلك الزرزور
إن كانت جريمته مكابدةالغناء
( ) / الما لكي سيد العريان