انشودة المطر
و ما ان هطلت الأمطار حتى تذكرت
كم مر من عمر في عشقها افنيت
لطالما هرولت و لقطراتها احتضنت
لكنها الأقدار و ابدأ ما اعترضت
من خلف نافذة موصدة أمسيت
اطالعها كما سجين سجنه بالبيت
أيا خلي الوفي ان يوما أتيت
و تراقصنا سويا علي ضوء القمر
و طمسنا بأقدامنا أثار عمر اندثر
و عصرنا عناقيد الأمل و انتظرنا لتختمر
و بعد الشراب ألقينا الكؤوس لتنكسر
و يغيب معها كل يأس كان مسيطر
من قال لنا بالقصص ان الرعد يدمر
و انه يحمل الأحزان لنا و يضمر
أراه صوت سماء تنادى العاشقين
تهتف قائلة اهزموا البعد و البين
و اسبحوا في الفضاء راقصين
تقسم ان الله يحب المحبين
ان تمسكوا ببعض و ظللوا صامدين
ضوء يتفرع في السماء كما الاغصان
اسمه البرق و أنا أراه ملك له تيجان
يعلن ان دولة العشق شاهقة البنيان
ﻻ تخافوا يوما فأنا صاحب السلطان
من خلف نافذتى اختلس النظر
لعاشقين يتراقصون تحت المطر
فإلي متى سأبقي هاهنا أنتظر
اتساءل دوما و يأتى خريف العمر
و يتبعه شتاءا هرما يحتضر
لم يعد يتحمل ثقل قطرة المطر
بقايا شاعرة داليا محمود