****** رحيل الروح واغتراب الجسد ******
===========================
* تعددت معاني الغربة من معنى ومسميات وغيرها من ألوان الغربة ،،، منها غربة إنسان عن وطنه ،، ومنها غربة إنسان داخل وطنه ،، وغربة الانسان عن نفسه ،،، أسباب كثيرة للغربة ،،، ولكنها تختلف كثيرا عندي ،،، لأني أشعر بالغربة بكل ألوانها ومعانيها ،،، إحساس بشع وقاسي جدا ،،، عندما ترحل الروح ويغترب عنك الجسد ،،، أصعب شيء أن تقتل النفس داخل الجسد وترحل عنك الروح ،،، وتعيش بلا شعور ولا إحساس ،،، لم أطلب شيء من هذه الدنيا ،،، لم أتعلق بشيء لنفسي لأني منذ الصغر وأنا أعيش بلا إختيار ،،، بمعنى أني لم أختار شيء لنفسي طيلة حياتي ،،، دائما أكون أمام أمر واقع وعليْ تنفيذه وتحمل عواقبه ومسئوليته ،،، بخيره وشره مره وحلوه ،،، * عندما أردت شيئ لنفسي كان قد جاء في غير موعده ،،، ولكني أردته بكل كياني تمنيته بشدة ومن كل قلبي ،،، تعذبت وتألمت كثيرا وتألمت روحي داخل جسدي ،،، وتألم الجسد من تمرد الروح داخله لانها ذاقت كل ألوان العذاب ،،، حتى نوت الروح على الرحيل ،،، نويت على أن تترك الجسد خاويا دونها ينعي غربة من نوع أخر ويذوق عذابا أخر من عذابات الدنيا التي أشبعتني إلاما وأوجاع ،،، أعلم جيداً بأن الفرح قليل لا أكاد أشعر بطعم فرحة إلا وأجد الحزن يعقبها ،،، هكذا توعدت أخاف أن أفرح لأني أعرف أن هناك حزنا بإنتظاري سيطيح بهذه الفرحة قريبا ،،، وها قد فارقت الروح الجسد ،،، وأصبح الجسد مغتربا في حياة روتنية عادية يتعايشها دون إحساس ومشاعر وحب يعطيه دافعا للحياة ،،، يعيش يترقب لحظة اغترابه عن هذه الدنيا ليلتقي مرة أخرى بروحه التي رحلت عنه ،،، حيث الحياة الأبدية دون متاعب ومستحيلات وأماني ضائعة يصعب تحقيقها ،،، في النهاية لا نعلم هل تلتقي الروح بالجسد ام ستظل راحلة أم ستعود لوطنها الجسد .......
*** بقلم الكاتبة // حنان محمد عبد العزيز