جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
((((حنينُ ُإلى زمن ٍلن يعود)))
قصيدة نثرية للشاعر/النخيلي محمود رفاعي
وفي المرآة
تفاجئني الخطوط التي
حَـفَـرَتْ في الوجه عمري
وشَـكَّـلَـتْ مـلامحي
خـارطـة ً للزمانْ
أخْـمِـشُ وجهـي
أعـود لـتـلـك الـسـنـيـن البعيدهْ
لتلك الصباحات السعـيـدهْ
أراني في ساحة البيت الترابي
تشدني الشمس من الأهداب
لأصحو على صوت أمي
تـغـازل الـدجـاج بـالـحَـبِّ
وتبني للحمائمْ
وطنا ًمن الحُبِّ
وصوت أبي
يطرز ثوب رجولته بالصياحْ
وينشر فينا الصباحْ
أطارد الفراشات في الحقولْ
وعَـبْـر الدروب المديدهْ
أطير مع السرب من أترابي
نبني بيوتاً من الرملِ
نسكنها ثم نهدمها
نصنع أفراساً من الطينْ
نمتطيها
فتركض بنا
عبر المسافات البعيدهْ
**************
رحماك َ ربي
كيف تعود لي
تلك المفردات البريئهْ ؟
وتلك السماوات المضيئهْ ؟
وذاك الزمانْ؟
كيف تعود لي وجنتاي
بلون الأقحوانْ ؟
ليتني أستطيع
فأبسط يدي للحلم
أشرب نخب الفراشات في الحقولْ
أعانق الشمس من ِالبِدءِ حتى الأفولْ
رحماك ربي
أعِـدْنِـي لأحْـجـيـاتِ أمي
لأناملها تداعب رأسي
لتمتمات أبي
لتلك الفصولْ
لهمس النوارج
حين تبوح بشوق السنابلْ
حنين السواقي
حين تغني لهمس الجداولْ
لتلك الروابي
وتلك السهولْ
أعِـدْنِـي ربـي
لتلك العيون التي كحَّلتها البراءة
ونامت على جفونها الأحلامْ
لذاك الزمان المُصَـفـَّى
وهَـزْج الحمامْ
لرائحة التراب المبلل
وغيط العصافير التي
كانت تطير للشمس
وعلى أجنحتها كـنـتُ أنـامْ
رحماك ربي
أعِـدْ لي قـَمَـري
من جوف المصابيح
أعِـدنـي
لـذاك الزمان النضيرْ
لهمس الأثيرْ
أعِـدْ لي ربي
وجهي
المستديرْ
***********************
شعر/النخيلي محمود رفاعي
(من ديواني/البكاء على أزمنة الصهيل)