قبةُ الصخرة
يـا قبةَ الأقصـــــى فمــا أحـلاهــا *** ولسوفَ يبقى في الزمـانِ علاهـا
مهمــا تُعــادى فالدخيــلُ دخيــــلٌ *** ولسوفَ يظهرُ في السماء سناها
ولســوفَ يفنـى غاصــبٌ وعميــلٌ *** هــــذا بيــــانٌ فــالدليـــلُ أتاهـــا
ولقــدْ دخلـتُ إلى البنـــاءِ حزينـــاً *** والكلُّ فــي نفســي أنـــا حيّاهـا
ونظـــرتُ للأقصـى بعيـــن كليـــلٍ *** لكنَّ قلبــي قــال: لــن ننساهـــا
يــا قلعــةً تبقــي شموخـــاً فينـــا *** فَهِــيَ الجمـــالُ وقبـــةٌ أبهاهــــا
وتضيء نوراً في السماء كشمسٍ *** وإذا تجلـــتْ فــالدمـــاء فــداهـــا
في القدسِ يعلو صرحهــا كجبــالٍ *** ذهبــاً تراهـــا والبهـــاءُ غشاهـــا
والطيرُ يغـدو فـي الفنــاء بشــوقٍ *** مـا أجمـلَ الأطيــارَ حيـــنَ تراهــا
فيهــــا الجمـــالُ كـآيـــةٍ ودليــــلٍ *** هلّا رأيتَ مـن الجمـالِ ســواهـا؟
إن رمتَ يوماً في الجمــالِ دليـــلاً *** مهمـا غــدوتَ فلــنْ تــرى إلّاهــا
أحجارهــا تبقــي العيـــونَ عليهــا *** فجمــالُ فــــنٍ تلتقـــي برباهــــا
يــا صخــرةً أنــتِ الجمــالُ وإنّــي *** من قيــدِ أســرٍ أشتكـــي أواهــا
لكنّني فــي الغيــبِ أرجــو نصــراً *** إنْ طالَ أســرٌ فالنفــوسُ حماهـا
شعر: إبراهيم بركات/ القدس