الشاعر محمد عبد القادرأمس الساعة 03:22 مساءً · تم تعديله
عيناكِ مأوى غربتى
عيناكِ مأوى غربتى وحنينى
وحضارتى وتخلّفى وجنونى
وبحار خوفى فيهما ومرافئى
وقصائدى وحرائقى وظنونى
وتمرُّدى وتناقضى وتوتُّرى
وشموخ شعرى وانكسار جبينى
وقناعته بالموت تُولَد فيهما
وتشكُّكى ببراءتى ويقينى
وعلاقتى بهما تظلّ بريئة مادامتا
فى هدأةٍ وسكونِ
أفتبكيان ولا أتسائل عنهما
أو تمطران فلا يفيض حنينى
بالأمس قدّمتُ الولاء إليهما
وبنيتُ عرشى فيهما وعرينى
ووعدتُ مملكتى إذا أتممتُها بالشعر
لا باللؤلؤ المكنونِ
ياليتنى خوفاً عليكِ صغيرتى
أحرقتُ عنكِ مدامعى وجفونى
أخجولةَ الدمع الندىّ
هزَمتنى وهدّمتِ فِيّ مدائنى وحصونى
وزرعتِ حزن العمر فوق أصابعى
فحضنتُ دمعك غارقاً بأنينى
أنتِ التى علّمتْنى أن الهوى
تكسير قيدٍ واقتحام سجونِ
أفتحرقين قصائدى وأنا الذى
أهديتُ منكِ الشعر للتكوينِ
لا ترحلى بالحزن فوق تحمُّلى
أو تتركيه لكى يسافر دونى
إن كان حلمك أن يحبّك شاعرٌ
ها قد أتيتُكِ شاعراً فخذينى
كلّ البلاد غريبة أطوارها
وعيون غيركِ لا تضمّ سنينى
عيناكِ أجمل ما تمنّى شاعرٌ
بقصائدى أفديهما وعيونى
محمد عبد القادر