<٠> بسم الله الرحن الرحيم <٠>
اهلا ومرحبا بكم احبتي الكرم مع برنامج ((من روائع الادب العالمي))
وحلقة اليوم من البرنامج مع الرواية العالمية
( مائــــة يــــوم مـــن العزلــــة ) لمركيز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠٠
اعداد الشاعر / سيد غيث ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠
** المــــــقــــــدمــــــــــــة :-
*كان النقاد القدامى يرون أن الأدب قائم على محاكاة الطبيـــعة والحياة بينما كان يرى ( ورد ثورث) أن الادب والابداع لا ينبع من محاكــــاة الطبيعة بــقدر ما ينـــبع من محاولةٍ خياليةٍ لإعادة تكوين الطبيعــــة و ذلك بإلقــــــاء شئ مــن الخيـــال على الحياة الاعتيادية فقد شهد القرن( الثامن عشر ) انتشــــار فن الروايــــة في (انجلترا ) غير أن مبادئ النقد الكلاسيكيــة القديمـــــة كانـــــت
مناسبةً للتعامل مع الشعـر و المسرح لكنها لم تكن مناسبةً لتحليل ودراسة لفن حديث (كالكتابة النـثرية) آنذاك .. لذلك فقد كانت أولى الدراسات النقدية التي تناولت فن الرواية هي تلك الدراسات التي كتبها الروائيـــــــون أنفسهم كمقدمات لأعمالهم الروائية وعليه تأثرت حركة النقـد في القرن التاسع عشر بالنظريات العلمية وبالاتجاهات السياسية و وايضا الاقتصادية ونظـــــريات علم النفس التي كانت سائدةً في تلك الفتـــرة وكانت نظــــرية (دارون) النشـــــوء
والارتقاء تعد من اكثر النظريات العلمية التي تأثرت بها حركة النقد والأدب في الخارطة (الأوروبية) بالإضافة إلى نظريات (فرويد) فــي التحليـل النفسي و آراء (ماركس) في السياسة و الاقتصاد ومن هنا نلاحظ جليا ان نظــرية(دارون) قد غيرت من رؤية النقد في عصرها لدرجة أن كثيرمن الأعمال الأدبيـــة في تلك الحقبة كانت تصنف على أنها أعمال مؤيدة لنظرية (دارون) او الرافضة لها ومن هنا يتم التقييم والنقد الادبي للاعمال الادبية من خلال منطلق النظريات التي ظهرت آنذاك.
* والمفهوم الحقيقي (للنقدالادبي) لم يظهر في( انجلترا ) إلا في نهاية (القرن التاسع عشر) ويعود الفضل في هذا الأمر إلــــــى الكاتب(هنري جيمس) الذي كان يدعوا النقاد في كتاباته إلى الكف عن تجاهل الأعمـــــال الروائية كما كان يدعوهم إلى الالتفات إلى تلك الأعمال باعتبار أن الرواية (جنس أدبي) لايقـــل شأناً عن الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر و المسرح بالرغـــــم من حداثة هذا الجنس الأدبي الجديد في ذلك التوقيت من القرن التاسع عشر .
..................................................................٠٠
---------------------------٠٠٠
**(( غابرييل غارسيا ماركيز )) هو :روائي وصحفـــــــي كولومبـــي ولد فــــي (أراكاتاكا ماجدالينا ) في( كولومبيا ) في عام ١٩٢٧م ونستعرض سويا احبتي ما جاء في سيرته الذاتية التـــي كتبهــــا ونشـرت في العام ٢٠٠٢م بعنـــوان (( عشت لاروي )) يروي فيقول:-
تم إرسالي إلى مدرســـة داخليــــة في (بارانكويلا) مينـــاء عنــــد مصب نهر ماجدالينا. واشتهر هناك كونه صبيًا خجولًا كان يكتـــب قصائد ســــاخـرة وكان يرســـــم رسومًا هزلية. ولقب بـ«العجوز» بين زمـــــــلائه لكونــه كان شخصًا جادًا وقليل الاهتــمام بالأنشطة الرياضية.
وتعلم ماركيز من جدته الحكايات الشعبية والخرافية. وحــــــدثته عن الأشباح والأرواح والقصص الخرافيةبأسلوب ظهر فيما بعد في معظم رواياته واعمـــاله الادبية التي مزج فيها بين الواقع والخيال .
**(( مركيـــــز والمدرســـــة اليسوعيـــــة الثانويـــــة ))**
<><>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>
*اجتاز غارثيا ماركيز المراحل الأولى من الدراسة الثانــــــوية في المدرسة اليسـوعية سان خوسيه، التي تعرف حاليًا بمعهد سان خوسيــه منذ عام ١٩٤٠م حـيث نشر قصائده الأولى في المجلة المدرسية الشـــباب. وأكمل (ماركيز)ا دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من الحكومـــة واستقــــر من جديد في المدرسة الثانوية في بلدية(( ثيباكيرا)) علــى بعد ساعة من العاصمـــة حيث اختتم دراسته الثانوية.
** (( مركيـــــــز ودراســــة القــــــانـــــــون )) **
@==========<*>==========@
تخرج عام ١٩٤٧م و انتقل( ماركيز) إلى (بوغـــاتا) لدراسة القانــــون بجامـــعة كولومبيا الوطنية حيث تلقى نوعًا خاصًا من القراءة. قرأ ماركيز روايـة (المـــسخ )لفرانتس كافكا في الترجمة المزيفة (لخورخي لويس بورخيس) والتي ألهمته كثيرًا. وكان متيمًا بفكرة الكتابة ولكنها لم تكــــن بغــرض تناول الأدب التقليدي بينما علـــى نمط مماثل لقصص جدته، «حيث تداخــــــل الأحداث غير النمطية وغير العادية كما لو كانا مجـــــرد جانب من جوانب الحياة اليومـــــية». وبـــدأت حلمـــــــه يكبر في أن يكون كاتبًا. وبعدها بقليل نشر قصــــــته الأولى الإذعان الثالث أول قصــــــة لماركيث.نشرت في صحيفة الإسبكتادور في ١٣ سبـتمبر عام ١٩٤٧. والقصة بها تأثيرًا من ( فرانتس كافكا ) .
** (( اغلاق الجامعة واغتيال الزعيم ( خورخي )) **
============*****===========
*على الرغم من شغفه للكتابة، إلا أن غارثيا ماركيث استمـــر في مسيرته في دراسة القانون عام١٩٤٨م إرضاء لوالده. وأغلقت الجامـــــعة أبوابها إلى أجل غير مسمى بعد أعمال الشغب الدامية التي اندلعت في (٩ أبريل عام ٤٨م) بسبب اغتيال الزعيم الشعبي (خورخي إلييثير) الذي كافح مـن أجل العدالة الاجتماعية وإصلاح النظام المالي في بــــلاده على يــــد طائفـــــة الأوليغارشية )) وإحــراق مسكنه. انتقل غارثيا ماركيز إلى جامعة (قرطاجنة) وبـــــــدأ في العمل كمراسل لصحيفة (اليونيفرسال) في عام ١٩٥٠م تـــرك مجال المحاماة ليتفرغ للصحافة وعاد من جديد إلى (بارانكويلا )ليصبح كاتب عمود ومراسل لصحيفة (إلهيرالدو) وبالرغم من أن (غارثيا ماركيز ) لم ينـــته
من دراسته العليا إلا أن بعض الجامعـــــات مثل جامعة (كولومبيا) في مدينة (نيويورك) قد منحته الدكتوراه الفخرية في الآداب.
** (( مركيــــز يضيف مصطلح جديد للكتابة الادبيـــــة ))**
٠٠٠ـــــــــــــــــــــــــــــ<><><>ــــــــــــــــــــــــــــ٠٠٠
*قضى( ماركيز ) معظم حياته في المكسيك وأوروبا. ويــــعد غارثيا ماركيز من أشهر كتاب الواقعية فيما يعد عمله مئة عام من العـــزلة هـــــو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي.وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية فإنه تم تعمـــــيم هذا المصطلح على الكتابات الأدبية بدءا من سبعينات القرن المـــــاضي. في عام ٢٠٠٧م أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات ( اللغة الإسبانية) طبعـة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقـــة بالإسبانية في كل العصور.
* وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب (( غابرييل غارثيا ماركيز))شخصـيًا.وتميز غارثيا ماركيث بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكـــــار السياسية وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الكثـــير مـــن الجدل في عالم الأدب والسياسة وعلى الرغـــــم من امتـــلاك ((غابرييل غارثيا ماركيز )) مســـكنًا في باريس (وبوغوتا وقرطاجنة دي إندياس) إلا أنــــه قضى معظــــم حياته في مسـكنه في المكسيك واستقر وعاش فيه .
** (( بدايـــــــة شهـــــــرة مركيـــــز العالميـــــــة )) **
<>ــــــــــــــــــــــــــــ======ـــــــــــــــــــــــــــ<>
*بدأت شهرة غارثيا ماركيز العالمية عند نشره لروايته مائــة عام من العــــزلة
في يونيو عام١٩٦٧م وفي أسبوع واحد بِيعت ثمانية آلاف نسخة. ومـن هــذا المنـــطلق بدأ نجاحه على نطاق أكبر وكان يتم بيع طبعة جديدة مــن الروايـة كل أسبوع، وصولًا ببيع نصف مليون نسخة خلال ثلاث سنوات كما تم ترجمتها إلى أكثر من عشرين لغة وحازت أربع جوائز دولية ووصل ماركيز لقـــمة النجاح وعرفه الجمهور عــندما كان بعمر الأربعين .
** (( مركيــــــــز وصداقتــــــــه بكــــاســـترو )) **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>ــــــــــــــــــــــــــــــــ
----------------------------------
*أدت شعبية كتابات(ماركيز) أيضًا إلى تكوينه صداقات عدة مع الزعماء الأقوياء ومنها الرئيس الكوبي السابق ((فيدل كاسترو )) وهي تلك الصداقة التـي تم تحليلها في غابو وفيدل: مشهد صداقة وبالمــــثل مع الزعيـــــم الفلسطيني الراحـــــل (( ياسر عرفات)) إضافة إلى توافقه مع الجماعات الثورية في أمريكا اللاتينية وخصوصًا في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. وفي تصريح له في عام ١٩٨٢م .
أقر (ماركيز ) أن صداقته مع ( كاسترو ) تنصب بالأســـاس في مجــــال الأدب «العلاقة بينا ما هي إلا صداقة فكرية. ربما لم يكن معروفًا على نطاق واســع أن فــيدل رجل مثقف. وعندما نكون معًا نتحدث كثيـــرًا عـــن الأدب». وانتقــد البعــض( غارثيا ماركيز ) لوجود هذه الصداقة بينهما.
**(( مــــــن اقــــــــوال (( ماركيـــــز )) الفلســـــفيــــة )) **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<>@<>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*= تعلمت ان الانسان يحق له ان ينظر من فـوق الي الآخر فقـــــط حين يجب ان يساعده على الوقوف .
*=لا يكف المرء عن الحلم حين يصبح عجوزا بل يصبح عجوزا حين يكف عن الحلم .
*= لو وهبني الله فرصة اخرى من الحياة لما كنت ساقول كل ما افكر فيه .. وانما كنت سافكر في كل ما اقول قبل ان انطق به .
*= لقد تعلمت الكثير .. تعلمت ان الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين ان سر السعادة تكمن في تسلقه .
** (( اشهــــــــر اعمـــــــال ( ماركيز ) الادبيــــــــــــة )) **
===========<><><>============
= رواية (( ليس للكولونيل من يكاتبه )).
= رواية (( خريف البطريرك )).
= رواية (( الحب في زمن الكوليرا)).
=رواية (( مائة عام من العزلة )).
وأيضًا الكثير من القصص القصيرة والمقالات الادبية .
** (( ماركـــــــــيز .. وجائــــــــزة ( نوبـــــــل )) **
<>----------------------------<>
--------------@@@---------------
*حصل (غارثيا ماركيز ) على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٢م وذلك لما قدمه
من ادب مختلف يجمع ما بين الخيال والواقع ودوره الادبي المؤثر فـــي ادب
امريكا اللاتينية .
**(( جوائــــــــز اخــــــرى ))**
---------------------
في عام١٩٦٩م حصل على جائزة كيانشانو عن رواية ((مئة عام من العزلة)) والتي اعُتبــــــرت (أفضل كتاب أجنبي في فرنسا ). وفي عام ١٩٧٠م نشرت الرواية باللـغة الإنجليزية واخُتيرت كواحــــدة من أفضل اثنـــى عشر كتابًا فــي الولايات المتحــدة في هذا العام. وبعدها بسنتين، حصل على جائــزة (رومولو جايجوس وجائزة (نيوستاد) الدولية للأدب. وفي عام ١٩٧١م نال ماركيز بالعديد من الجوائز والأوسمة طــوال مسيرته الأدبية مثل وسام (النســـر الأزتيك) في عام ١٩٨٢ وجـــــــائزة ( رومولو جايجوس ) في عام ١٩٧٢م .. ووسام (جــوقة الشرف الفرنسية) عام ١٩٨١م .
** (( ربـــــــع قــــــرن مــــن التجــســــس )) **
========================
========<>@<>@<>@=======
* أقرت واشنطن أن مكتب التحقيقات الفدرالية تجسست لنحــو ربع قرن على الكاتب الكولومبي الشهير ( ماركيز ) وبدأت قصة تتبع مبدع (الواقعية السحرية الخيالية ) في عام ١٩٦١م حـــــين وصل وزوجته وابنه الرضيــــع إلى (نيويورك) مراسلا لوكالة الأنباء الكوبية ومن الواضــــح أن عمل ماركيز لــــصالح مؤسسة كوبية كان كفيلا بوضعه تحت مراقبــــة تواصلت ٢٥ عامــــا حيث تواصلت كتابة التقارير عنه حتى بعد أن حاز على جائزة نوبل للأدب عام ١٩٨٢م.
*أظهرت وثائق مسربة نشرها عميل الاستخبارات المركـزية الأمريكية السابق
( إدوارد سنودن ) وموقع (ويكيليكس) أن وكالة الأمن القومـي الأمريكية تنصتت على ( ماركيز ) لقرابة ربع قرن من الزمان .
** (( مـــــــاركيـــــــــز السيـــــاســـــــي )) **
--------------٠٠٠٠٠-------------
*لم يخف غابرييل غارسيا ماركيز مواقفه من السياسات الأمريكية وكان يجاهر بأفكاره الثورية وبالعداء (للإمبريالية ) وبصداقته المتينة مع زعيم كوبا التاريخي
(( فيديل كاسترو )) .
** امريكا ترفض منح (( ماركيز )) تاشيرة دخول ))**
=========================
---------------<>*<>-------------
*واشنطن عدت ماركيز لسنوات ( شخصا مخربا ) ورفضت منحه تأشيرة دخول
إلى الأراضي الأمريكية إلا أن الرئيس الامريكي(( بيل كلينتون)) رفع عنه حـظر السفر وكشف أن ((مئة عام من العزلة)) هي روايته المفضلة.
** (( روايـــــــة مائـــــــة عـــــام مــــن العزلــــــة )) **
<٠>ــــــــــــــــــــــــــــــــ*****ـــــــــــــــــــــــــــ<٠>
*( مائة عام من العزلة) نشرت هذه الرواية عام١٩٦٧م وطبـــع منــــها قرابة الثلاثين مليون نسخة وترجمت إلى ثلاثين لغة عالمية وتقع في ١٣٠٠ صفحة .وكان لها تأثير هائل لدرجة أن جريدة (نيويورك تايمز) الأمريكية قالت إنـها "أول عـــمل أدبي بجانب سفر التكوين يجب على البشرية كلها( قراءته) كما قالت ( نيويورك تايــمز الامريكية ) .
الرواية من أهم الأعمال( الإسبانية الأمريكية) خاصـة ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. مائة عام من العزلة هي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات الاخرى.
يروي ( ماركيز ) في روايته أحداث مديـــنة ( ماكوندو) من خلال ســـيرة عائلة (بوينديا) على مدى ستة أجيال والذين يعيـــشون فــــي قرية خياليـــة تدعى ماكوندو ويسمون الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسم. وقدأصبحت هذه المــــــدينة (ماكوندو ) الخيالة التي هي من وحي خيال الكاتب معروفـــة في عالم الأدب. ويتم استـــدعاء جغرافيتها وسكانها باستمرار من قبل المعلـمين والسياسين والوكلاء والذين يصعب عليهم التصديق أنها ما هــــــي إلا محض اختراع .
*وشرح ((غارثيا ماركيز )) في سيرته الذاتية أن ولعه بلفظ ومفهوم (ماكوندو) جــاء بعد وصفه لرحلة قام بها مع والدته في طريق عودتـــــه إلى ( أراكاتاكا) ونحن نستقل القطار توقف في محطة ببلدة ما ومر بمزرعة موز على امتداد الطريق والتي كانت تحمل اسم ماكوندو على بابها الخارجــي. وقــــد لفتت انتباهي هذه الكلمة التي كان لها وقع في حياتي والرواية الشـــهيرة (مائة
عام من العزلة) تعد من أهم الــــروايات العالميــــة في عصرنا الحديث فهي
من أفضل أعمال الروائي (مركيز) التــي أدت الى مـــنحه جائزة نوبل للآداب
عام ١٩٨٢م . وتنتمي ( مئة عام من العزلة ) الى مدرسة الواقعــــية التي ميّزت الأدب الأميركي اللاتيني خلال الستينات.. والسبـــعينات من القـــــرن الماضي. وإذ تتفاوت تعريفات أدب( الواقعية السحرية الخيالية)فإن المشترك بينها هو أنه الأدب الذي تمتزج فيه عناصر((الأسطورة)) والواقع ليعبربأساليب موضوعية عن مشاعر ذاتية تتجلّى فيها القضايا الحقيقية بصيغ لا تنطبق على الحياة الواقعية .
** بلــــــدة ((ماكـــــوندو )) ..
--------------------
* بلدة (ماكوندو) الوهمية التي تأسست في أدغـــــال (( أميــــركا اللاتينية )) النائــــــية والممطرة ترمز الى القرية المنعزلة خلال العهـــود الإستعمارية وما أعقبها من عهود تبعيّة. وفي هذه البلدة تعاقبت ستة أجيال لأسرة (بوينــديا) في دوامة من الـــعزلة والأنانية، لأفراد منفصلين عن بعضهم البعض ولو كانــوا يقطنون المنزل الواحـــد بما يجعل حياة هذه الأسرة تجسيداً لحيــاة الأسـرة الأميركية اللاتينية الأرستقراطية التقليدية.
*وحكاية ماكوندو منذ تأسيسها حتى نهايتها تمثــلان دورة كاملــــــة للثقافـة والعــــالم ذلك إلى جانب مناخ العنف الذي تتطور بين جنباته وبين الشخصيات هو ما يثير الشعور بالعزلة التي تميز تلك الشخصيات تلك العزلة الناجـمة عـن ظروف الحيـاة أكثر من القلق الوجودي للفرد.
وعبر الاحداث الواقعية الخيالية تمكننا الرواية من رؤية موضوعية للحياةالماديـة مجسدة بذاتية الخيال فتظهر ملامح غير مألوفة في حالات تمــــاثل الحكايـات الخرافية المفعمة بهواجس الحاضر فاسحة في المكان لبيئة سحــرية تخـفــف من البؤس الاجتماعي والإنساني، بطريقة يتطابق السحري فيـــــها مع صلابة الواقــــع والعنف الذي يهيمن على الحياة اليومية.
** محور الروايةالفلسفي ( البحث عن المعنى الحقيقي للحياة))..
----------------------------------------------
*من خلال احداث الرواية ومغامرات البحث عن المعنى الحقيقـــــي للحيــاة وبخاصة البحث عن الحب الصادق.. ومع البحث لكن دون جدوى. الا مــن مره وحيدة نشأت فيها علاقة تخللها قليل من الحب والسعادة بين (أوريليانو)و(بترا كوتس) وهـــذه العلاقة كادت أن تتكرر في نهاية الرواية بين (أوريليانو بابيلونيا) و(أمارانتا أورســولا) اللذان قررا إنجاب طفل كان يأمل والده بأن يعيد إحياء مجد الأسرة التــي شـارفت على الإنقراض. إلا أن العاقبة كانت وخيمة حيث توفيت "أمارانتا" مباشرة بعد وضع طفل له ذيل خنزير كثمرة لعــلاقة (سفاح المحارم) بين والديه حيث تبيـن أن الأم لم تكن سوى عمة الأب. ومع هذا الطفل الــذي أكله النمل، لم يكــــــتب البقاء لجيل سابع في أسرة (بوينديا) ولكـن ظـــــهور هــــــذا الحب ولو مع نهايته المأسوية كأنما يبشر بظاهــــرة ايجابية ربما قصد الكاتب من خلالها الإيحاء بأن الحبّ الحقيقي يرمز الى القيم الإشتراكية التـي آمن بها شخصـياً كبديل لعالم العزلة والأوهام والهواجس العصبية التـــــي ترمز اليها حياة وقيم أسرة (بوينديا) التقليدية البالية.لقد نجح الكاتب ببراعة في أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خيـــاله منذ أن كانت بدايتها الأولى علــى يد خوسيه (أركاديو بوينديا ) وعدد قلــــيل من أصدقائـه و تلك القرية التــي أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح وبعضها كان مكتوب لــــــه أن يفــشل مرورًا بنمو القرية حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب والحكومات.
**(( الــغــــــــجــــــــــــر )) ..
-------------------
*تبدأ الرواية .. بزيارات الغجر الموسميـــــــة لبلدة (ماكوندو) وعرضـــهم فيــها بضائعهـــم الجديدة القادمـــــــة من العالــــم الخارجــــي( كالثلج الاصطناعي والتلسكوبات) حيث يتأثر الجد المؤسس بهذه المعروضات وتسيطر عليه حالة من الهوس فــــي البحث عن اكتشافات جديدة مشابهة دون أن يفلح بتحقيق طموحاته، فينتهي الى حالة من الجنون تربطه أسرته علـــــى إثرها لسنوات عديدة وحتى وفاته بشجرة كستناء ولكن شبحه يبقى حاضــــــــراً في البلدة وخاصة بين أفراد أســرته. فهــــو يــــورث هوسه بالإكتشافات الجديدة وشدة تركيزه كما قوته البدنية وروحه المغامرة وتسرعه وعزلته الى أبنائه وأحفــاده.
ومن هنا تبدء البلدة تفقد براءتها وعزلتها تدريجياً عندما تبـدأ علاقتها بالبلدات المحيطة، حيث تندلع الحروب الأهلية التي تجلب العنف والموت الى(ماكوندو) والتي يلعب فيها ابن (خوزيه أركاديو) الأصغر( أوريليانو) دوراً بــــارزاً كزعــــــيم للمتمردين الليبراليين وبعد اكتسابــــه صيتاً ســـــــيئاً بصفته الجديدة "العقيد
( أوريليانو) خـــاصة بعد سلسلة من الإنقلابات الدمـــــــوية التي حصلت في البلــــــدة حيث تغيرت حكوماتها مراراً، بما في ذلك حكومة الدكتاتور (أركاديو) الــــذي يعتبر الأشــــد قســـاوة في أسرة(بوينديا) وهو الذي أعدم بالرصاص في نهاية المطاف، إثر انتفاضـــة أدت الى توقيع معاهدة سلام بين جمـــيع الاطراف .
وتعيش أسرة (بوينديا) سلسلة لا متناهية من أحداث الوفاة والزواج والعلاقات العاطفية الغريبة تتوالى فيها العلاقات الجنسية الجامحة لبعــــض أفرادها بما في ذلك ارتياد الرجال بيوت الدعارة وعلاقات سفاح القربى، وهي العــــلاقات التي جعلت أجيال الأسرة أسيرة هاجس الخوف من العقاب بولادة الأطــــفال الذين لهــم ذيول الخنازير بينما انزوى العديد من أفراد الأسرة في عزلة شـبه دائمـــــــة في غرفهم المغلقة يشغلون أنفسهم بصناعة الأسماك الذهبـــية الصغيرة أو البحث عن أسرار الأسرة ومصيرها داخل المخطوطات القديمة.
**(( القمــــــــع الامريكــــــــي ))..
------------------------
* في اسقاط مباشر للرواية تتصاعد ممارسات استغــلال الشــركة الأميركية الاحتكارية المسيطرة على زراعة الموز بما فيها الاضراب الاحتجاجــــي الــذي قمـعه الجيش بوحشية وأدى الى مجزرة ذهب ضحيتهـا الآلاف من المزارعـين والعمال.وتنتهي أحداث الرواية بخمس سنوات من المطر المتواصل والفيضانات التي تقضي على بلدة (ماكوندو) بما فيها آخر أفراد عائلة "بوينديا" وذلك تزامناً مع توصل الأخيرالى فكّ رموز وتلاصم الغجر القديمة التي كانت تنبأت بالنــهاية المأساوية وتتكرر الأسماء المتشابهة مثل أورليانو، أركايدو وحتي اسم بويـنديا هو اسم مشتـــرك للأم والأب الأجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطراري في مكان مناسب وأطلـــق عليه خوسيه الجد الكبير اسم قرية ماكوندو التي سرعان ما اكتشف مكانها الـــغجر الذين ملئوها بالألعاب السحرية ويمثل الجد الأول لأســـــــرة (بوينديا). ((خوزيه أركاديو )) أحد أهم شخصيات الروايــــة. فهو صاحب شخصية الزعـــيم المغامر والمؤسس العظيم والبرىء الذي أمضــــى معظم سنــــــوات حياته يبحث عن الاكتشافات الغريبة وهو بسبب ولعه بهــــــذه الاكتشافات أهمل أفراد أسـرته فإذا بالكثيرين من النقاد يشبهونه بشخصية آدم حيث أدى ابتعاده عن الإيمان بالسحر وسعيه من أجل المعرفة الى زوال عائلته ومعــــها بلدة "ماكاندو" كما جرى لآدم في جنة عدن. وتلعب زوجة"خوزيه أركاديو بويـــنديا" (أورسولا) دوراً في الرواية لايقل عن أهمية دور زوجها. شهدت (أورسولا) التـي عاشت حياة مديدة قاربت المئة عام، وفاة أبنائها الثلاثة وعاصرت ولادة معظم أحفادها. وخلافاً لغالبية أقاربها لم تعان ( أورسولا) قلقاً روحيـاً كبيراً إذ أمضـــت معظـــم حياتها تحـــاول جمع شمل الأسرة والحفاظ على بقائها واستطاعـــــت النجاح نسبياً بمهمتها بفضل قساوتها أحياناً كما فعلت عندما طـردت "خوزيه أركاديـو" و"روبيكا" عنــــــدما ارتبطا بعلاقة عاطفية محرمة. وعانت (أورسولا) تنـــــاقـضاً حــــــــاداً فكانت من جهة ملتزمة بتقريب أفراد الأسرة بعضهم للبـــــعض الآخر ومن جهة أخرى كانت تخشى أن يؤدي هـــذا القرب الى عـــلاقات عاطفــــية تتخطى الحدود المشروعة.
** (( القائد العظيـــــــــــــم )) ..
----------------------
* ويجسد (العقيد أوريليانو ) صورة الجنــدي العظيم والقائد المقدام للقـــوات الليبرالية خلال الحرب الأهلية بينما يلعب أدواراً أخــرى فــي الروايــة ككتابـة الشعــر و لكنه في سياق الرواية تبدو جــسارة واتزان (أوريليانو بوينـديا ) دون قيمة إذ فشـل في جميع الأدوار القيادية التي لعبها لينتهي بحالة من الـيأس والإحباط أدت الى لجوئه للتسلية والعبث وهو ما يفسر جسارته في المـعارك العسكرية وقدرة تركيـزه على أعماله الفنيّة. يحاول ( العقيد أوريليانو ) الانتحـار اثر فشـله في الحروب الأهلية التي قادها ويستنتج أن شعور الفخر هو العامل الوحيد الذي يبقي فريقين في حالة القتال. وفي نهاية المطاف يفـقد العـــقيد
( أوريليانو بوينديا) ذاكرته ويحــرق جميع قصائــــده ويذيـــب أسماكه الخمسة وعشرين، معترفاً بأن "عجلة الوقـت تدور وليس لشخص مثله فاقــــــد الذاكرة سوى الحاضر الذي يحياه".
**(( روبيكا الطفلة اليتيمة )) ..
---------------------
*ومن الشخصيات التي لعبت أدواراً بارزة في الرواية(( روبيكا )) وهي الطفــلة اليتيمة التي تبنتها الأسرة. تصل"روبيكا" منزل العائلة وهي لا تتقن الاسبانية حاملة معها حقيبة قماش تحتوي على عظام والدها وعادة غريبة هــــي أكل التراب. تقـــع فيما بعد في غرام أخيها بالتبني المتزوج(خوزيه أركاديو) لتعـيش باقي حياتهابعد وفاته المفاجئة في عزلة مريرة.كما يجسد الغجري المشاكس (ميلكيادس) الذي اعتاد على زيارة "ماكوندو" دوراً هاماً منذ بداية الرواية وحتى نهايتها فهو الذي كان يعــرض البضائع المصنوعة في أنحاء مختلفة من العــالم وباعخوزيه أركاديو الاختراعات الجديدة ومختبراً للبحث العلمي كمــا أنه صاحب المخطوطات الغامضة التي فشـــل جميع أفراد الأسرة في حل رموزها ما عدا الحفيد الأخير (أوريليانو) الذي قرأ فيها نـــبوءة (ميلكيادس ) حول زوال الأسرة والبلدة.
**(( الــــــدكتاتــــــــــــور )) ..
--------------------
*يلعب السيد هربرت ومدير أعماله الدكتاتور ( براون) دوراً هاماً في الروايــة فبعد حلوله ضيفاً في أحد منازل "ماكوندو" وتذوقه ثمرة مـــوز يقـــــرر السيد (هربرت) انشاء شركة لزراعة حقول الموز. واحتجاجاً على استغـــلال العمال الزراعيين يقوم (خوزيه أركاديو) بتنظيم إضراب ينتهى بمجزرة أدت الــــى قتل (ثلاثة آلاف ) مــــــن العمال المضربين في ساحـــــة البلدة وتــــقوم الشركة والحكومـــة بالتعتيم على حدوث هذه المجــــــزرة التي لم يبق من يتذكرها ســـــــوى(خوزيه أركاديو). ويُعتـــــقد بأن الكاتب استوحــى هذه المجـــــزرة من مجــــــزرة ضد عمال الموز وقعت في مديــــــنة (سانتا مارتا ) الكولومبية عام١٩٢٨م ومن شخصيات الرواية البارزة (بيلار تيرينا) التــي كانت عشـــيقة في نفس الوقت للأخوين(أوريليانو) و(خوزيه أركاديو) وأنجبت ولــداً من كليهما حملا ذات الإسمين "أوريليانو" و"خوزيه أركاديو"، وكانـــت قارئة كـــفّ ممـتازة وعاشت مائة عام قريبة من معظم أفراد الأسرة على مدى الرواية تساعدهم
في نبوءاتها من خلال الكفّ ولاحقاً من خلال أوراق اللعب.
**(( آخر نساء العائلـــــــــة ))..
---------------------
* السيدة (أمارانتا ) هي آخر نساء أسرة (بوينديا) وهي التي عادت من أوروبا مع زوجها العجوز (غاستون) الذي تخلى عنها عندما أخبرته بعلاقتها العاطفية مع الإبن غير الشرعي لإبن أخيها ( اوريليانو ) ودون أن تــــدري أنه ابن أخيها حملت منه وماتت بعد أن وضعت مولودها الذي له ذيل خنزير وكان الــــمولود الأخير في الأسرة قبل أن يأكله النمل.
أما ابن أخيها وعشيقها (أوريليانو) فهو آخر رجال الأسرة، وهو المثــال الأبـــرز للعزلة بين شخصيات الرواية والأكثر تعطشاً للمعرفة المدمرة. عاش"أوريليانو" فــي عزلة كلية فرضتها عليه جدته (فرناندا كاربيو) بسبب خجلها مــن ولادته خارج الإطار الزوجي. وعاش حتى صار رجلاً داخل غرفته منكباً علــــى البحث في مخــــطوطات الغجري (ميلكيادس) وما احــــتوته كتب العائلة، مما أكسبه مستوى من المعــــرفة السحرية لم ينله سواه من أفراد أسرة "بوينديا". وبعد علاقته الغرامية مع عمــته (أمارانتا أورسولا) شهد انقراض آخر فــرع من فروع الأسرة في مهده بيــــنما كان النمل يأكل طفلهما الذي ولد بذيل خنزير. واستطاع (أوريليانو) آخر نـــسل عائلـة (بوينديا) تفسير نبوءة العجـــوز الغـجري (ميلكيادس) عن دمار(ماكوندو) فـــي الوقت الذي كان يفسر فيه النبوءة. وبذلك يكون (أوريليانو) الذي قضى بينما هـو يقرأ النبوءة.
**(( النبـــــــــــوءة ))..
---------------
* وعن نبوءه ( ماكوندو) ومن بداية تأسيس المدينة مرورا بالمآسـي والأحقـاد والحروب الطويلة التي قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالــي ابن مؤسس القرية ضد المحافظين. والأمطار التي استمـــرت أكـــثر مــن أربع سنوات دون انقــطاع في فترة أورليانو الثاني والحياة الطويلة التي عاشـــتها ( أورســولا ) الجـدة زوجة مؤسس القرية. والنـــــبوءة التي استطــــاع آخر فرد في الأسرة أورليانو الصغير أن يفك شفرة الأبيات الشعرية ويفهم في اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشئــــومة التي قضت علي آخر السلالة والقرية بكاملها.
*(( اعرض لكم احبتي الغوالي اجزاء من النـص الاصلى لرواية
مائة يوم من العزلة كي نتعرف على اسلوب الروائي ماركيز ))*
<>===========================<>
**( الاب المؤسس )..
---------------
*عاد الغجر في اذار ومعهم هذه المــــره بمنظار مقرب وعدســه بحـــجم كبير عرضوا هذه الاخراعـــات علي انهما اخر اكتشافات(يهودا امستردام).. اجلسـو غجــريه في اقصي القريه ونصبو المنظار عند مدخـــل خيمتهم ينظـــرون اهل القرية من خلال المنـــــظار فيرون الغجـــــــريه في متناول اليد وكان ميلكادس يعلن ((لقدالغي العلم المســــــافات وعما قريب سيتمكن الانسان من روية ما يحدث في اي مكان من الارض دون ان يتحرك من بيته)) . واعلن لهم خوسيه اركاديو وهو يرتجف من الحمي مستنفذا من طول السهر واحتـــــدام مخيلته اكتشافه الذي توصل اليه .
الارض ( مكورة) مثل برتقاله .. فقـــدت اورسولا صبـرها وصــــاحت (( اذا كنت ستجن فافعل ذلك وحدك ولكن لا تحاول ان تلقن الصــــغار افكارك الغجريه )).
**(مخاوف الحفيد الاخير )..
-------------------
*ومعذبا باليقين انه اخو زوجته هرب اوريليانو الي مــقر (الخورانيه ) ليبحث في الارشيف الذي اتلفته الرطوبه والعثه عن اشاره اكيده ..
الي نسبه وكانت اقدم شهاده معموديه وجدها هي الخاصه بامارانتا بوينــديا وقد عمدها بعد بلوغها سن المراهقه الاب (نيكانور)رينا في الحقـــبه التي كان يحاول اثبات وجود الرب ووصل به الامر الي ايهام نفسه بانه قد يكون واحدا من الاوريليانات السبعه عشر فتتبع شهادات ميلادهـم عبر اربعــة مجـلدات الا ان تواريخ تعميدهم كانت ابعد بكثير من عمره وحين راه الكاهن المصاب بالتـــهاب المفاصل وكان يراقبه من ارجوحته تائها في متاهات الدم والنسب ومرتجفا من القلق ساله مشفقا عن اسمه فاجابه.
-اوريليانو بويندا
-لا تميت نفسك في البحث اذا هتف الكاهن بقناعه حاسمه واضـــــاف قبل سنوات طويله كان هنا شارع بهذا الاسم وكانت لدي الناس في تلك الازمنه عادة اطلاق اسما الشوارع علي ابنائهم
ارتجف اوريليانو من الغضب وقال
-اه ! انت ايضالا تؤمن بذلك اذا ..
-بماذا ؟!
-بان الكولونيل اوريليانو بوينديا خاض اثنتين وثلاثين حربا اهليه خسرها جميـــعا وان الجيش حاصر ثلالثة الاف عامل وقتلهم بالرشاشات وحملت الجثث في قطار من مئتي عربه لترميفي
البحر تامله الكاهن بنظره مشفقه وتنهد قائلا .
-اه يابني انا يكفيني ان اكون متاكدا من اننا انا وانت موجودان في هـــــذه اللحظه وهكذا كان علي اوريليانو واماراننا اورسولا ان يتقبلا حكاية السله لا لانهما امنا بها وانما لانها تنقذهما من مخاوفهما
من المستقبل القادم.
** تحــــلــــــيل :-
=========
*يلاحظ في أعمال غارثيا ماركيث ( ولعه بعرض الهــــوية الثقافـــية الأمريكيـة اللاتينية وخصوصًا ملامح عالم منطقة الكاريبي) وأيضًا محاولته تفكيك القواعد الاجتماعية الراسخة في هذا الجزء من العالم
من خلال عمل أدبي كبير دخل بصاحبه التاريخ من أوسع أبوابه مبــيناً كيـــف وصلنا إلى مجموع المشاكل التي تعاني منها الإنسانية في يومنا هذا حيـث يعـمد الكاتب إلى توظيف قضايا الواقع المعاصر الاليم وتــعد الواقعية بمـــــثابة موضوعًا هامًا في أعمال غارثيا ماركيــــز. وأشــــار إلى أنــــه قام بعكس واقع الحياة في (كولومبيا) لاشك أن المراد من مدينة (ماكوندو) هــــو أن تكون مرآة لواقع لم يحدث فقط في (كولومبيا) ولكن يحدث في جميـــــع أنحـــــاء أميـركا الجنوبية التي عاشت في عزلة عن العالم لفترة زمنية طويلة .
** (( ماركيز ورسالة الوداع الاخيرة )) التي كتبها بيدة قبل الوداع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى فسـأرتدي ملابـس بسيطـة وأستلقــــي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهــن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكننـي سأدعه يتعـلّم التحليق وحده.وللكهــــول سأعلّمهم أن المـــوت لا يأتـــي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر. تعلـمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غـير مدركين أن سرّ السعــــادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجـــديد حين يشد على إصبع أبيه للمــــرّة الأولى فذلك يعني أنه أمســــك بهـــــا إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجــب أن يساعده على الوقوف. تعــــلمت منكم أشياء كثيرةلكن قلة منها ستفيدني لأنها عندما تعد وتجهز لي حقيبتي أكون أودع الحياة.
قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممـــتك بشــدة بين ذراعــيّ ولتضـــرعت إلــى الله أن يجعلني حارسـاً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائــــق الأخــيرة التي أراك فيها لقلت " أحبك" ولتجاهلت بخجل أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفـعل الأفضل لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير أحب أن أقول كم أحبك وأننــــي لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذيـــن تحبهـــم . فلا تنتظر أكثر تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة .
** وفــــــاتـــــــــــه :-
----------------
*ذكرت التقارير الطبية أن ( ماركيز ) كان يعالج من مرض ذات الرئـــة. ومــات
بهذا الداء في: ١٧ -٤ عام ٢٠١٤م . في مدينة مكسيكو (بالمكسيك) عن
عمــر ناهز ٨٧ عامًا.وأعلن رئيس كولومبيا الحداد عليه ثلاثة ايام كرمز قومي
من رموز (كلومبيا).
*وقال الرئيس المكسيكي( أنريكه بينا نيتو ) في تغريدة عبر تويتر(بالنيابة عن الشعب المكسيكي أعبر عن حزننا لوفاة أحد أعظم كتاب زماننا) .
*وقال عنه الرئيس الأمريكي( أوباما ) إن العالم " فقد واحدا من أهم كتاب
الرواية في العصر الحديث .
*وقال عنه (( بيتر إنغلوند)) أمين عام أكاديمية نوبل المانحة لجوائز نوبل في السويد إن "فنانا عظيما قد رحل لكن فنه باق معنا. معظم الكتاب ما هم إلا
ظلال لكن ماركيز كان ممن يصنعون الظلال وسيبقى ادبه دوما خالدا .
....................................................................................٠٠
.................................................................٠٠٠
*والى لقاء آخر جديد احبتي مع رواية من افضل مائة رواية عالمية
وبرنامج (( من روائع الادب العالمي )) ..
*حقـــوق الاعــــداد والنشر محفوظــــــة للشاعر / سيد غيث ...