لستُ أنا

كتبتُ عنك في دفاتري أنّي
في زمنٍ كنت أنا
كم كنتُ أنسى في الهوى هويتي؟
كم غُيّبتْ قضيتي؟
كمْ قُيّدتْ حريتي؟
واليوم بعد غربةٍ
وبعد حسرة وعيشيَ الأسى
تأتي إليّ يا هوًى!!
أما تحطّم الشباب غربة؟
أما أذاقني العذاب لوعة؟
اليوم تأتي من غبار الوهمِ..كلّا يا هوًى
لأنّني لم أعدْ أنا...
فلا تقولي يا صغيرتي:لقد رجعتُ واليومَ لنا يومُ الهنا
فلمْ أزل أراك رغم الجفا
في هذه الدفاتر التي خلتْ
كأنَّ قلبي يكتبُ الأشواق شعراً
للعشق إذ يرسلها
لتحملَ الحنينَ في أبياتها
لتقتلَ الأنينَ في رحيقها
ليَذكر الحبيبُ أنّ القلب من هجرٍ قضى
هلّا علمتِ مَنْ هُنا؟
لأنّني لستُ أنا...
فالقلبُ إنْ كان يغنّي للهوى
فذا لأنّه هوى
في زمنٍ إنّي أراه قد هوى؟
هيّا فعودي يا صغيرتي أنا
فإنّني ما عدتْ من بحارِ عشقٍ أرتوي
ولا مِنَ الأشواق حتى أشتكي
ولا على وهمٍ جميلٍ أتكي
لأنّني لستُ أنا ... لستُ أنا
فلترحلي ولتتركي
قلباً من الأحزان
والهجران والنكران
قد بكى واستُشهدا
بعد الذي غرّ به الموعدا
ثمّ أتى من ذا الجفا
ثمّ بعذب الصوت قد غردا
والشوق في القلب ترددا
ها قد أتى ذاك الذي
من قبل هذا اليوم إذْ تمردا
فاذهبْ إلى قلبٍ مُحبٍ جُرّدا
أمّا أنا ... لست أنا
من يا صغيري قدْ يلبّي الموعدا

بقلم :إبراهيم بركات/القدس