*** (( بسم الله الرحمن الرحيم )) ***
اهلا ومرحبا بكم احبتي مع برنامج (( قطوف من حدائق الادب ))
(( دراسة تبين الفوارق بين ( قصيدة التفعيلة )..( وقصيدة النثر ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعـــــــــداد الشاعــــــر / سيد غيث ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** (( التعريف بشعر التفعيلة))*
=======<>=======
--------<<*>>--------
*القوانين التي تحكم التفعيلات ما تزال قائمة في الشعر العــــربي فلا يجوز لاي شاعر ان يقوم بتصريف أي تفعيلة حسب ما يتراى له ولا يجــــوز له ايضـا أن يخترع تفعيلة ليست متواجدة فهو مُلزم بالتقيُّد بالتفعـــــيلات وقوانينها. ولكن ما لا يلزم شاعر التفعيلة هو الإلتزام بالقافية فشعر التفعيلة ليس بالضرورة أن يكون محكوماً بقافية واحدةكالشعر العامودي فقد أطلقوا عليه
في إرهاصاته الأولى منذ الثلاثينيات اسم " الشعر المرسل والنظم المرسل المنطلق و (( الشعر الجديد ))و ( شعر التفعيلة ) أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى "الشعر الحر" او شعر التفعيلة ويتصف بعدة صفات من اهمها ( خروجه على الأوزان الشعرية المعهودة ) .
وشعر التفعيلة يعتمد ايضا على التفعيلة كوحدة أساسية وأيضا على نظام الشــطر الواحد سواء كان طويلا أو قصير ..وقد تأتي كامل القصيدة بتفعيلة واحدة من بدايتها الى نهايتها أو قد تكون من عدة تفعيلات .. وأحيانا تكون قصيدة التفعيلة مـــــزيج من تفعيلات عدة بحور متداخله مع مراعات سهولة الانتقالمن بحر لآخر وتسمى القصيدة ذات التفعيلة الواحدة بـ ( الصافي) وما كان منها مختلطا يسمى ( الممتزج ) .. وشعر التفعيلة يخضع لقانون العروض من حيث الزحافات والعلل ويستعمل الشاعر في شعر التفعيلة جميع التفاعيل ويتنقل كيفما شاء مع مراعاة الانسيـــــابية في موسيقى الشعر ..
**(( اوائل المجددين في الشعر العربي ))**
======================
=======<<<>>>>========
التجديد في الشعر.. من الصعب بمكان ومخاضه طويل وبخاصة في الشعر العربي لأنّ للشعر عند العرب مكانة عميقة في النفوس فهو ديوانهم، وقد ظلّوا يفتخرون به بين الأمم، ومن هنا فإنّ بذور التجديد قديمة تعود إلى بدايات العصـر العباسي حين اختلط العرب بسواهم، فكان الشعر المحدث في شعر بشار بن برد وكان خروج أبي نواس على منهج القصيدة على الأطلال بخاصة وكان خروج أبي تمام على "عمود الشعر"، وهذا ما استدعى ابن الأعرابي إلى أن يقول في شعر أبي تمام مقولته الشهيرة:(( إن كان هذا شعراً فما قالته العرب هو باطل )) ..
**(( ابـــــو العتاهيـــــة .. يتمــــرد علــــى العــــــــروض ))**
<<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>>>>>
------------------------------------------
( شعر التفعيلة ) بدء بحركات التجديد منذ العصر العباسي حينما أعلــن أبو
العتاهية وقال:( أنا أكبر من العروض) وتمرد عليه .. والنوع الآخر من التجديد
هو الشعر الذي نظم بقصد الغناء وما اتسم بالليونة في القوافي والسهولة
في الإيقاع واللفظ والتراكيب الرشيقة وتمثل الموشحات الأندلسية الخروج
الفعلي عن نظام الشطرين والقافية الواحدة فنظموا الثنائيات والرباعـــيات والمخمسات وأمثالها ..
**(( نسيب عريضة ) والمحـــاولات الاولى لشعر التفعيلة ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،*****،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
*هو:شاعر سوري ولد في حمص وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
عام ١٩٠٥م حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة
وأصدر مجلة "الفنون" عام ١٩١٢م كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في
نيويورك عام ١٩٢٠ م وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهـــجر في
أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز
شعره بالرقة والحنين للوطن وقد جمعه في ديوان "الأرواح الحائرة" الذي
توفي قبل أربعة أيام من صدوره ومن اوائل هــــذه المـــحاولات في شعر
التفعيلة قصيدة "النهاية" ( لنسيب عريضة ) وقد نظمها في عام ١٩١٧م
يقول فيهـــــا :-
كفّنوهُ...
وادفنوهُ
أسكنوه
هوّة اللحد العميقْ
واذهبوا لا تندبوه، فهو شعبٌ
ميِّتٌ ليس يفيقْ
هتكُ عرضٍ
نهبُ أرضٍ
شنق بعضٍ
لم تحرِّك غضبه ..
*وهنا اعتمد نسيب عريضة في قصيدته على تفعيلة (( فاعلاتن )) في بناء
قصيدته الإيقاعي وكان ينهي أحياناً الشطر بتفعيلة ( فَعِلُنْ) وهذا جــــائز في
بحر الرمل كما تعلمناه ...وكان هناك بعض الشعراء يمـــزج وزنا بوزن وهذا ما
حدث في قصيدة المواكب ( لجبران ) وقد نظمها في اتجاهين مختلفين الأول
من (بحر البسيط ) والثانيمن( مجزوء الرمل) ثم جاءت ولادة شـــــعر التفعيلة
ولادة طبيعية و قصيدة ( هل كان حبّا.. للسياب) أو قصيــــــدة ( الكوليرا لنازك
الملائكة) قبيل منتصف القرن العشرين وهكذا كان التجديد الشـــعري حلقات
ودوائر متتابعة متداخلة بدأت حركتها منذ منتصف القرن التاسع عشر فكانت
ولادة قصيدة التفعيلة وذيوعها وانتشارها في منتصف القرن العشرين طبيعية
في العراق وقد أسهم بعض الشعراء العرب في هذه الولادة الصعبة..
** ومنهم الشاعرة (( نازك الملائكة )) التي الفـت كتاب في تحديد مفـهوم
( الشعر الحر) واسمته (قضايا الشعر الحديث) وذلك كونها مؤمـنة بهذا التجديد
في الشعر العربي والذي اختلف في تطبيقه كثير من النقاد فضلاً عن الشــــعراء المجددين، و إنما حاولت الكاتبة أن تضع له قواعد عروضية كاملةفي فصول مطولة ودعت العروضين والشعراء إلى دراستها فإذا صحت أصبحت جديدة بأن تثبت فصلاً في كتب العروض العربي الذي لم يتناول هذا الأسلوب المعاصر في الوزن.
**(( نـــــــــازك الملائكـــــــــــــــة ))**
=========****========
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ولدت الشاعرة العراقية نازك الملائكة في بغداد عام ١٩٢٣م وتخــرجت
في دار المعلمين عام١٩٤٤م ثم في معهد الفنون الجمــــيلة عام ١٩٤٩م
ولم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد حيث درست اللغة اللاتيـــــــنية في جامعة (برستن) بالولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلي العديد من اللغات الأخرى أهمها الفرنسية والإنجليزية وقد ترجمت بعض الأعمال الأدبية عنهــــــا. وكان عام ١٩٤٨م الانطلاقة الحقيقية لتجربة نازك الملائكة الشعرية وكان هذا العام هو بداية ظهور ما سمي (بالشعر الحر)
و تحديدا مع قصيدة (الكوليرا) التي الفتـها ((نازك الملائكة)) وشرحت ظروف كتابتها في كتابها "قضايا الشعر الحديث" قائلة: "كانت أول قصــيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة(الكوليرا)وكنت قد نظمت تلك القصيدة عام ١٩٤٨م أصور بها مشاعري نحو مصر الشقيقة خلال وباء الكوليرا الذي دهمها وقد حاولت فيها التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصـــر وقد ساقتني ضرورة التعبير إلى اكتشاف الشعر الحر .
فكانت أول قصيدة حرة الوزن هي قصيدة (الكوليرا) لنازك الملائكة التي
نظمت على وزن (( البحر المتدارك )) ..تقول فيها :-
(( الكوليرا )) ..
سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
طَلَع الفجرُ
أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ
في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين
اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين
مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ
يا مصرُ شعوري مزَّقَهُ ما فعلَ الموتْ
** وفاتــــــــــــهــــــــــا :
*في ٢٠ من يونيو من عام ٢٠٠٧م توفيت الشاعرة الكبيرة في احدالمستشفيات المصرية عن عمر يناهز (٨٤) عاما إثر هبوط حاد في
الدورة الدموية، بعد معاناتها من أمراض الشيخوخة.
و قد صادف في العام نفسه أن نشـر ((بدر شاكر السياب)) قصيـدة من الشعر
الحر أيضا وكانت بعنوان ( هل كان حبا ) و قد جاء نشر هذه القصــيدة تأكيدا على أن بداية الشعر قد جاءت من العراق حيث ذكرت نازك الملائكة ذلك أيضا فيكتابها المذكور آنفا أن بداية حركة الشعر الحر كانت سنة ١٩٤٧م في العراق وزحفـــــت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله.و على الرغم من أن القصيدتين قد نشرتا في العام نفسه واعتبرتا بداية لما سمي بالشعر الحديث إلا أن النقـاد وجـدوا قصيـدة (الكوليرا ) أقرب صورا و بناء للشعر الحر منها لقصيدة السياب التي كانت امتدادا لقصائده الوجدانية السابقة مع فرق اعتماده للتفعيلة للمرة الأولى عوضا عن العمود الخليلي.
**(( بــدر شــــــاكر السيــــــــــــاب ))**
========******========
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*وُلد بدر شاكر السيّاب في قرية(( جيكور)) وهي قرية صغيرة تابعة لقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة ولا يزيد عدد سكانها آنذاك على (٥٠٠ ) نسمة
فقط واسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلى ) ..
**(( النزاع العراقي على ريادة شعر التفعيلة ))**
ـــــــــــــــــــــــــ<<< >>>>ــــــــــــــــــــــــــــ
*لقد قام بعض رواد الشعر في العراق ومنهم السيّاب بمحاولات جادّة للتخلص من رتابة القافية في الشعر العربي فقد تأثر السيّاب بالشعر الإنجليزي ويشاركه بذلك البياتي و نازك الملائكة وأرادوا نقل تلك الحرية
التي شاهدوها في الشعر الأجنبي إلى الشعر العربي وفي الواقع كانت هناك محاولات قبل هؤلاء الثلاثة للتغيير ولكنها كانت مجرد استطراف، وأما هؤلاء الثلاثة فقد كانت محاولاتهم جادّة وتتــخذ من هذا التغيير مذهباً تدافع عنه وتنافح من أجله« وإنما الذي يميّز هذه الحـــركة عن كل ما سبقها أن اعتمادها للشكل الشعري الجديد أصبح مذهباً لا استــــطرافاً وأن إيمانها بقيمة هذا التحول كان شمولياً لا محدوداً، وأن أفرادها في حماستهم لهــذا الكشف الجديد رأوا وما زالوا يرون عدا استثناءات قليلة أن هذا الشكل يصلح دون ما عداه وعاء لجمع التجربة الإنسانية إذا أريد التعبير عنها بالشعر.إلا أنه وقع كلام بين الباحثين في تحديد الرائد الأول للشعر الحديث فالمعروف ان هناك(نزاع بين السيّاب ونازك الملائكة على الريادة).
**(( جزء من قصيدة .. (هل كان حبا ).. للسياب )) يقول فيها :-
هل تسمين الذي ألقى هياماً ..؟
أم جنونا بالأماني.. أم غراما ..؟
ما يكون الحب؟ نوحاً و ابتساما؟
أم خفوق الأضلع الحرى إذا حان التلاقي
بين عينينا فأطرقت فراراً باشتياقي
عن سماء ليس تسقيني إذا ما...؟
جئتها مستسقياً إلا أواما....
** وفــــــــــــــــاتـــــــــــــــه :
* في سنة ١٩٦١ بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة توفى بالمستشفى الاميري بالكويت في 24 كانون الأول عام ١٩٦٤ عن ٣٨ عاماً ونُقل جثمانه إلى البصـــرة وعاد إلى قرية (جيكو ر) في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة. وقد شيّعه عدد قليل من أهله وأبناء بلدته ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير . بالعراق ..
**((خصــــــــــائـــــص شعـــــــر التـــفـــعـــيلــــــة ))**
*******************==<>==*******************
============================
يقوم شعر التفعيلة أو الشعر الحر على مجموعة من الخصائص وهي:
اولا: (( وحــــــدة التفعيـــــــــلة )) ..
وحدة التفعيلة في القصيدة وهذه التفعيلة تكون مرتكزا للوزن وللوحدة الموسيقية. وينظم شعر التفعيلة على نوعين من البحور العربية همـا:-
١-( البحور الصافية ) ذات التفاعيل المؤتلفة وهي :(( الكامل ..الرمل الهزح .. الرجز المتقارب .. المتدارك ))..
وقد يتصرف الشاعر في شكل التفعيلة مستفيدا من الزحافات والعلل الجائزة فيها كما يضاف لهذه البحور الصافية ما يقع منها من المجزوء ( كبحر الكامل والوافر..والرمل.. والرجز ..والمتقارب..والمتدارك) .
٢- ( البحور الممزوجه ) وهي : التي يتألف الشطر فيها من أكثر من تفعيلة واحدة وهما بحران :-
=السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلن .
=الوافر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن .
و هنا نلاحظ أن أحدى التفعيلات قد تكررت في الشطر وقد يعمد شاعر التفعيلة إلى استحداث تفعيلات جديدة ومزج تفعيلات بحر بتفعيلات بحر
آخر .أما بالنسبة للبحور الأخرى كالطويل ..والمديد ..والبسيط..والمنسرح والخفيف والمضارع.. والمقتضب.. والمجتث فهي لاتصلح للشعر الحر لأنها ذات تفعـيلات محتلفة لاتكرار فيها.
ثانيا : (( الحرية في عدد التفعيلات )) ..
لشاعر التفعيلة الحرية المطلقة في عدد التفعيلات الموزعة على كل سطر ففـــي شعر التفعيلة أو الشعر الحر يتصرف الشاعر في عدد التفعيلات في السطر مخضعا ذلك للمعنى حتى أن بعضهم قد أوصل عددالتفعيلات إلى عشر في السطر الواحد .
ثالثا : (( التحرر من روي القافية ))..
إن قصيدة الشعر الحر لاتلتزم بنظام الروي والقافية كما في الشعر العربي وذلك لأن التزام الروي في نظرهم يعد من التكرار الممل أولا وعامل تعطيل لحرية الشاعر في التنقل باحاسيسه للبوح ..
يمكن أن نطلق على الشعر الجديد اليوم اسم (شعر التفعيلة) لأن ركيزته الأساسية هي التفعيلة ..القائمة على وحدة القصيدة ..
**(( سمــــــــــات شــعــــــــر التفعيـــــــلـــــة ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــ=====ــــــــــــــــــــــــــــــــ
---------------<><>----------------
للشعر الحر أو شعر التفعيلة سمات عدة من أهمها:-
١- ( أنه موزون ) فلو لم يكن موزونا لما جازت تسميته شعرا
ليعتمد على التفعيلة ووحدةالوزن الموسيقي.. ولكنه لا يتقيد بعدد ثابت
من التفعيلات في الاسطر الشعرية .
٢- ( أنه يقبل التدوير ) بمعنى أنه قد يأتي جزء من التفعيلة في آخر البيت
ويأتي جزء منها في بداية البيت التالي.
٣-(استعمال الصور الشعرية)التي تعمق التأثير بالفكرة التي يطرحها الشاعر.
٤- ( اللجوء إلى الرمزية ) التي يموه بها الشاعر على مشاعره الخاصة
أو ميوله السياسية. وقد يصعب على القارئ إدراك المقصود من القصيدة.
٥- ( تبلور شخصية الشاعر ) الحديث الذي فطن الى مكانه الصحيح من الموكب فلم يعد مزهوا بالغناء والحداء والهجاء بل رام منزله أكرم حين اضطلع بتوجيه الجموع بشعره.
٦-النزعات الجديدة في الشعر الحر مثل ( السريالية ) في الكتابه وهي اشد غموضاً وإبهاماً من الرمزية. وهي منطلق للاوعي الذي تردد كثيراً في البحوث الجديدة لعلم النفس ..
**(( قــــــــــصيـــــــــدة النـــــثــــــــــر ))**
<<<<<<<<>********<>>>>>>>
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصيدة النثر ولدت على الاوراق أي كتابيا وليس كالشعر على الشفاه أي شفويا. لم ترتبط بالموسيقى كالشعر ولم يقترح كتابها أن تُغنّى، ولا يمكن أن تُقرأ ملحميا أو بصوت جهوري يحافظ على الوقفة الإيقاعية القائمة بين بيت وآخر سطر وآخر كما في قصائد حركة "النظم الحر" (وأقصد لأن ترجمة هذا المصطلح بـ( شعر حر ) يخلـق سوء فهم مفاده أن الصراع بين الشعر والنثر بينما في الحقيقة الصراع هو بين النثر والنظم إن غياب التقطيع أو التشطير في قصيدة النثر يشكل علامتها الأساسية.بينما قصيدة النثر تكتسب هيئتها وحضورها الشعري من بنية الجملة وبناء الفــــــقرة. ( رغم وجود الفواصل والعلامات فيها لأسباب يقتضيها بناء الجملة) إلا في نهاية الفقرة التي تجعل القارئ مستمرا في القراءة حتى النهاية.وألا ننسى أن أغلب قصائد النثر تتكــون من فقرة واحدة وبعضها من فقرتين. علينا ألا ننسى أيضا أن "الشعر" كلمة عامة وشاملة يمكن أن تطلق على أي شيء، بينما كلمة قصيدة تدل على وجــود مستــــقل بناء لغوي قائم بذاته
**(( التمييز بين شعر النثر .. وشعر التفعيلة الحر ))**
============================
ـــــــــــــــــــــــــــــــ<>**<>**<>ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ إشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من المصطلح إذ أنَّ كثيرا من النقاد والباحثين لا يميزون بينها وبين (شعر التفعيلة)، حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريـادة نازك الملائكة لها في حـــين أنَّ الشاعرة ( نازك الملائكة ) كانت من أشد خصـــوم هذه القصيدة. أما علاقة قصيدة النثربنماذج الشعر المنثور الذي ظهر في الربع الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى. ّإذ يذهب قسم من النقاد إلى أنَّ الاثنين لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد في حين يرى آخرون أنهما جنــسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه وهذا الرأي هو الأصح. ويعد الايقاع إشكالية أخرى من إشكاليات هذه القصيدة إذ يزعم دعاتها أنَّ لها إيقاعا خاصا يفوق إيقاع القصيدة التقليدية القائم على الوزن، بينما ينكر الخصوم هذا الايقاع جملة وتفصيلا أما ما يتعلق بالنشأة فقد بات واضحا ً أن تاريخ حركة الحـــداثة في الشعر العربي بدأ مع ماحققه كل من بدر شاكر السيّاب ونازك المـــلائكة فيـما سُمِّي بالشعر الحر أو الشعر الحديث الذي قام على وحدة التفعيـلة وزحافاتـها الجائزة والتنويع فيها وتجسد بعدم تقيده بعدد ثابت من التفعيلات في كل بيت وتنوع القوافي فيها .وعليه فقد خرجت بعدها مدارس عده تجدد في القصيـدة العربية وقوالب الشعر ليواكب العصر الحديث فخرجت لنا ( قصيدة النثر ) .غير أنّه يرى أنّ ظهور هذا النوع ( لقصيدة النثر ) كان في الربع الثاني من القرن العشرين .
**(( الفارق ما بين قصيدة النثر .. وقصيدة التفعيلة ))**
=========<<**>><<**>>========
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شعر التفعيلة أو قصيدة التفعيلة هو اتجاه جديد في الشعر العربي جاء كاختيـــــار ثالث بين الشعر العمودي والشعر غير الموزون أي ما يسمى
(( بقصيدة النثر )) التي لاتخضع لأي وزن شعري .أما شعر التفعيلة فإنه يخضع في الواقع لقيود الشعر ويسير الشعراء في نظم أبياته على بحور الشعر ولكن ليس بنفس الطريقة المألوفة ففيه يكتفي الشعراء باستعمال تفعيلة واحدة غالبا ...وهذا معناه الإكتفاء بالبحور البسيطة أو الصافية وهي البحور التي ينتج وزنها عن تكرار تفعيلة واحدة ..
**(( ر اى الشــــــعراء في قصـــــــيدة النـــثـــــــــــر ))**
<<<<<<<<<<<=======>>>>>>>>>>
--------------------------------------
* تعرّضت (نازك الملائكة ) في كتابها " قضايا الشعر المعاصر " الــــــذي نظَّرت فيه(للشعر الحر) وقصيدة النثر بالنقد .فقد كان موقفها رافضاً لهذا النوع الجديد ورأت أنّ الدعوة لتسمية النثر شعراً لا تستقيم ، وهي دعوة غير مقبولة
وأبدت تـــساؤلات عدة لماذا جاء الناثر المعاصر ليزدري النثر ويحاول رفـعـه بتسميته شعراً تُراهم يجهلون حدود الشعرأم أنهم يحدثون بدعة لا مسوغ لهـا.. وإذا كانوا يمتلكون المسوغ فلماذا لايصدرون كتب النثر هذه بفذلكة يبينون فيها للقارئ الوجه الذي ساغ لهم به أن يصدروا كتاب نثر لا يختلف اثنان في أنه نثر ثمّ يكتبون عليه أنه شعر ..وترى( نازك ) أن ّ(قصيدة النثر) ليست من الشعر في شيء لعدم توفّرها على الوزن ( الموسيقى ) فقد اعتمدت في شعرها على تواجد التفعيلة العروضية التي تكسب الكلام الرونق الشعري كي نميز بين الكلام المرسل والشعر الموزون ..
**(( رأي أحمد عبد المعطي حجازي في قصيدة النثر ))**
----------------ــــــــــــــــــــ----------------
----------------<<<>>>----------------
** يبدى ( عبد المعطي حجازي ) رأيه من خلال (( كتابه قصيدة النثر أو القصيدة الخرساء )) فهو يصفها في عنوان الكتاب بالخَرَس .. ولكنّ الأهم
من ذلك أن يتـــم استعراض مناقشته (( قصيدة النثر ))..فهو يرى أنّ مبدأ
هذا النوع كان من مواهــب شابّه عجزت عن تطويع القانون لصالحها فثارت وخرجت عليه لقدراتها المحدودة ثم يختم بقوله أنّ الخارجين على القانون ليسوا دائماً ثواراً .إذْ يرى أنّ النثر هو لغة الخطاب اليومية أمّا الشّعر فله مجالاته وأوقاته وقوالبه وانماطه ..فهو لغة الإبداع .
**(( نـــــــــزار قبــــــــاني وقصـــــــيــــــدة النثــــــــــــر ))**
------------------------------------------
-----------------<<<>>>-----------------
مبعث المفاجأة هنا أنّ نزار قباني شاعر تفعيلة أساســــاً وهو في الشكلين
مجرّب متمرّس وصانع ماهر ومعلّم كبير، وقصائده النثرية لا توضع محلّ مقارنة
مع قصائده الموزونة، من باب إنصاف شعريته وليس التقليل من قيمة وسيط
النثر. ولكنّ قباني كان وصار أشدّ خلال العقدين الأخيرين من حياته ديمقراطياً
في موقفه من أشكال الكتابة الشعرية القصيدة الحرّة اجتهاد في نظره وكذلك
قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر التي «لا يجوز لنا أن نطلق الرصاص عليها بتهمة الخيانة العظمى أو بحجة أنها تقول كلاماً ليس له سند أو شبيه في كتب الأولين أو إلى قصيدة من الخشب» وهذا ما جاءفي كتاب محي الدين صبحي "الكــون الشعري عند نزار قباني نزار قباني أنصف يوسف الخال مقرّا بدوره الكبير في ولادة قصيدة النثر وتأثيره في بعث جيل جديد من الشعراء المتمردين على ثقافة متحجّرة.
**(( يوســـــــــــــــف الخــــــــــــــــال ))**
=========٠٠٠٠٠=========
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ولد يوسف الخال في ٢٥ ديسمبر١٩١٧ في قرية ( وادي الحصن ) شمال سوريا. أما نشأته فكانت في مدينة طرابلس اللبنانيّة حيــث تلقـــى دروسه الابتدائية في مدرسة (( الأميركان )) .. وعليه فقد تاثر عددا هائلا من شعراء الأجيال الجديدة في مختلف إنحاء العالم العربي (بقصيدة النثر) حتى انتشرت واصبح لها رواد تعشق هذا الشكل الجديد من الشعر الذي لا يتقيد بقيود الشعر العربي القديم او شعر التفعيلة الحديث ..
** من على فراش الموت كتب يوسف الخال يقول:-
أيها الشعراء ابتعدوا عنيّ ..!
لا ترثوا أحدا غلبه الموت ..
فماذا ينفع الرثاء..
الرثاء للصعاليك ونحن جبابرة
الرثاء للبشر ونحن آلهة
فابتعدوا عني أيّها الشعراء
وأحنوا رقابكم ..!
لا تنطقوا في حضرة الموت الجاثم..!!
**(( مــــــن قــــــصـــــائـــــد نــــــــزار النثـــــريـــة ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠٠٠٠٠٠ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنقل حبي لك من عام إلى عام...
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية..
إلى دفتر جديـــد...
أنقل صوتك..ورائحتك...!
ورسائلك..ورقم هاتفك...
وأعلقها في خزانة العام الجديــد...
وأمنحك تذكرة إقامة دائمه في قلبي..!
ــــــــــــــ**ـــــــــــ
-------------
حاولت أن أهرب منك بالسفر..
ولكنك كنت معي..
في القطارات..في المطارات..
والمؤاني..والطرقات..
لم أكن أعلم أنني أحملك..
كماأحمل جواز سفري..
ـــــــــــــ**ـــــــــــــ
-------------
عندما ذهبت..بقيت..
رائحة عطرك تملأ المكان
وأصبحت غرفتي حزينه..
وماأصعب أن تحزن الجدران..
وتحول كل شي للسواد..
حتى الأنوار..أصبحت دخان..
**(( قصـــــيدة نثـــــــــرية لادونـــــــيس ))**
-------------***--------------
ما هذا الإنسان ..؟؟
الذي لا نعثر على اللاإنساني
إلاّ فيه ..!
أهواء الحكم
تفتح الأبواب واسعة ..
لحكم الأهواء.
بقدر ما تضيق رقعة القول
تضيق رقعة الوجود ...!!
**(( احــــــــــلام مستغانمــــــي وقصـــيدة النثـــــر ))**
----------------***------------------
كلمات غير موزونة لأرض أفقدتنا الإتزان ...
إنفجري يا خارطة العالم المنهار
انفسي التضاريس الملكيّة، وحطّمي كراسي الكارتون المستورد.!
افتحي أبواب المحتشدات والسجون...
دعي الجموع الجائعة تشبع
ودعي الفقراء يملأون جيوبهم شمساً
ابعدي العملاء عن مسيرة المتمردين
فأقدام الأقزام لم تخلق لتواكب الثوّار
طويلة ليالي هذه المواسم...
مظلمة ساعات هذه الأيام
ونحن لسنا بالأموات ولسنا بالأحياء
الموت والحياة تآمر علينا..
انسفي الحدود والجمارك..ولتحرق تأشيرات الدخول والخروج ..!!
....................................................
والى لقاء جديد باذنه تعالى مع برنامج ( قطوف من حدائق الادب )
** حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...