امرأة أقوى من الجن .. قصة قصيرة .. بقلم الأديب المبدع / أحمد بيومي ..
بعد زواج وأبناء ورحلة كفاح قرر الزوج أن ينفصل عن زوجته وأختار سكرتيرته في العمل .. فتاة صغيرة وجميلة .. طلب الزوج من زوجته السابقة الإنتقال إلى شقه تمليك مع أبنائها لأنه يحتاج إلى الفيلا .. الزوجة كانت مثقفة ومتعلمة جداً .. وافقت على أن يدفع لها نفقة الأبناء وما يكفيها من نفقات شخصية وترحل في سلام مع حقها في الزواج إن أرادت وحضانة الأولاد وبينما تجمع متعلقاتها قامت بطلب أخير من زوجها .. عشاء فاخر من مطعم متخصص في المأكولات البحرية .. جمبري وكابوريا واستكوزا .. وافق الزوج وأرسل لها ماطلبت .. بعد أن أنتهت هي وأولادها من العشاء طلبت منهم الخروج للتريض في الحديقة بينما جمعت هى كل ما تبقى من العشاء ووضعت تلك الفضلات في أعمدة الستائر المعدنية ثم أعادتها إلى أماكنها وفي الصباح غادرت المنزل .. أنتقل الزوج إلى المنزل في نفس اليوم مساء وبعد وصول فرش مودرن وحديث من أحد محلات الموبيليا الحديثة .. لم تمضي عدة أيام إلا وأنتشرت في الفيلا رائحة عفنة .. أستعان الرجل بمن يعرف من محلات مكافحة القوارض والحشرات بلا جدوى ومازالت الروائح الكريهة تنتشر بصورة لا تطاق .. وأخيراً أستعان بأحد المشعوذين والدجالين الذي أخبره بعد ساعة من إطلاق البخور والعطور والطلاسم إن هذه الفيلا تسكنها الأشباح وهي تأتي بطعامها من أكوام الزبالة كل ليلة مما يسبب تلك الرائحة وأنه غير قادر على طردها .. أنتشر خبر الفيلا المسكونة في البلدة .. مما أعجزه عن بيعها بعد أن تركته زوجته الشابة خوفاً على نفسها من المس .. وفي إحدى الأمسيات فوجىء بطليقته تطلب مقابلته في مكتبه لأمر هام وعندما قابلها عرضت عليه شراء الفيلا حيث مازالت تحتفظ بأجمل الذكريات هناك .. أبتسم في سره ظنناً منه أنها لا تعلم بما أصاب الفيلا من بلاء .. ووافق على بيعها لها مقابل تنازلها عن نصف نفقتها ونفقة الأولاد فوافقت وهي تدعي أنه قد غلبها .. وفي اليوم التالي كانت تنتقل إلى هناك مع أبنائها ورجل وسيم قالت أنها تزوجته منذ فترة وجيزة .. وقبل أن تسكنها قامت بتغيير مواسير الستائر كلها .. وهي تبتسم بخبث وتقول ما عفريت إلا بني آدم .. تمت .. قصة قصيرة .. بقلم الأديب المبدع / أحمد بيومي ..