مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

النساء بين التحجب والتعري

مابال النساء ما إن يأتي فصل الشتاء وفي ذروة البرد القارص حتى نراهن يسرعن مشرعات في حجب أجسادهن , فلا نعد نرى من أجسادهن سوى وجوههن أو أعينهن , الأمر الذي يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن حجبهن لأجسادهن إنما هو استجابة ملحة لحاجتهن إلى الدفء ودرءٍ لأذى هذا البرد القارص عنهن .
وما إن يأتي فصل الصيف حتى نرى منهن العجب العجاب فهن منقسمات إلى إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولى : منهن من تبقين على حالتهن في ذروة البرد القارص فلا نرى من أجسادهن سوى وجوههن أو أعينهن متحملات بذلك شدة هذا الحر الشديد كما كن في فصل الشتاء .
الفئة الثانية : وهي بعكس الفئة الأولى , فهن يبدين تعرية لأجسادهن كلها إلا الأماكن الدالة على الأنوثة وما حولها بتدرج مابين الحجب والتعري .
الفئة الثالثة : وهذه الفئة تتفاوت في مساحة أجسادهن التي أخضعنها للتعري , فكل واحدة منهن المنتمية إلى وسط من الأوساط البيئية أو الإجتماعية أو العرقية أو الدينية أو المذهبية اتخذت من العناصر الدالة على الأنوثة وما حولها من مساحة محددة معينة ثابتة وجعلتها حداً لا تزيد فيه ولا تنقص , كحد فاصل ومعيار بين التحجب والتعري .
فإذا ما تم توجيه سؤال لأصحاب الفئة الأولى لماذا أنتن محافظات على حجب أجسادكن صيفاً وشتاءً بهذا الشكل المثير للتساؤل , فجوابهن هو إنما نحن مستجيبات لأمر ربنا وديننا إذ أمرنا بهذا .
وإذا ما تم توجيه السؤال إلى الفئة الثالثة والتي كل واحدة منهن اتخذت لها حداً ثابتاً لا تزيد فيه ولا تنقص , لمن أنتن مستجيبات بالإلتزام بهذا الحد الثابت , فلا أنتن مستجيبات لأمر دينكن ولا تكيفاً مع العوامل الطبيعية , فيقلن أنما نحن مستجيبات لمزيج من المؤثرات الأخلاقية والدينية والفطرية الإنسانية والبيئية الإجتماعية التي لا تسمح لنا بإبداء مساحة من التعري أكثر من هذا الحد .
والأمر الذي يستخلص من هذه الفئات الثلاثة التي لا رابع لها في المجتمع والثابت والعامل المشترك فيما بينهم أن هناك مساحة من أجساد النساء يجب أن يتم حجبها بشكل أو بآخر , إما استجابة لأمر دينهن وخلقهن الإنساني وهم أصحاب الفئة الأولى والثالثة , أو حاجة للتكيف مع العوامل الطبيعية وهم أصحاب الفئة الثانية .
فلأمر المتفق عليه عند الفئات الثلاثة والتي هي المعبرة عن حال النساء في أي مجتمع كان وهو ( أنه يجب أن يكون هناك حدوداً لتعري النساء فيه ) .
والامر المختلف عليه هو هذا الحد والعوامل التي تأخذ بعين الإعتبار لضبط هذا الحد .
فما هي الإعتبارات التي على أساسها استوجب على النساء أن يحجبن أو يتحجبن , وماهي المادة التي استوجب حجبها , وعن من استوجب حجبها ووجد لأجلها قانون الحجاب , لكن السؤال اليوم هل الحجاب اليوم عند نساء مجتمعاتنا يؤدي مهمته , وما هو مفهوم الحجاب والتحجب عندهن .
إن الكثيرات الكثيرات الكثيرات من نساء مجتمعاتنا اليوم لديهن مفهوماً في أروقة فكرهن الديني والأخلاقي عن التحجب , وهو تلك القماشة التي توضع على رؤسهن لإخفاء تلك الشعيرات عن الرجال الأجانب عنها وانتهى الأمر , لا لا لا ليس الأمر كذلك بأي حال من الأحوال , فالحجاب مهمته التي أن يؤديها هي حجب كل ما تتمتع به النساء من مؤثرات من شأنها تفعيل النشاط الجنسي عند الرجال باتجاههن ابتداءً من التحرش الجنسي وانتهاءً بالإغتصاب في الأماكن العامة والمختلطة , فكيف يسمح النساء لأنفسهن بإثارة الرجال جنسياً ويشتكين من تحرش الرجال بهن إن هم أقدموا على التحرش بهن أو إغتصابهن , وكيف يشرع القانون لهن حرية التعري ويعاقب الذي يتفاعل تجاههن سلبياً مع هذا التعري وعدم الإنضباط تجاههن , فهذا ليس من العدل ولا الإنصاف .
فمعظم المتحجبات اليوم حجابهن لا يؤدي مهمته في حجب كل المؤثرات المساهمة في تفعيل وإثارة النزعة الجنسية عند الرجال , فإذا قامت النساء اليوم في حجب إحدى المواد الفاعلة في صناعة هذه المؤثرات وهي مادة الشعر وجماله , إلا أنهن ذهبن في التفنن في صناعة المؤثرات الأخرى , من إبداءٍ للجسم عبر استخدام الألبسة المثيرة الشفافة والحفافة للكسم والمبالغة في استخدام مواد التجميل , فلم يعد للرجال أي اهتمام في مادة الشعر وجماله بوجود المؤثرات الأكثر إثارة , لذلك فإن تحجب النساء إنما هي ضرورة اجتماعية تساهم مساهمة فاعلة وفعالة في تحقيق مجتمع سليم من الأذى , ومن هنا كان الحجاب بمعناه العملي لا الحرفي والمؤدي لمهمته فريضة إجتماعية مجتمعية اخلاقية وجب الإلتزام بها وبضوابطها وهذا ما أكده وأصر عليه ديننا الإسلامي الحنيف .


عماد الدين سقاطي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 7 يوليو 2015 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

400,651