(سيد الحب وعظم قدره )
حتى ندرك قيمة الحب وعظم قدره , والمحبة بين الناس كلهم وأبعادها ومغزاها الإستراتيجي , علينا أن نقوم بتصنيف هذا الحب وهذه المحبة , فليس كل الحب والمحبة بين الأحبة والناس هي من نوع واحد أو صنف واحد , فالأمر يختلف تماماً كماً ونوعاً ومنزلة , فحب ( الأم لولدها يختلف عن حب الولد لأمه , فالأم أكثر ) وحب ( الأب لولده يختلف عن حب الولد لأبيه , فالأب أكثر ) , وحب ( الأخت لأخيها يختلف عن حب الأخ لأخته , فالأخت أكثر ) فكيف يمكن أن يكون حال هذه الخلية من خلايا المجتمع المدني الأسري إن لم تكن هذه المحبة من طرف أكثر من طرف تجاه الطرف الآخر , فلو أنها كانت متعادلة أو متكافأة لما استقام واستقر هدوء هذه الخلية وحسن سلوكها أسرياً ومجتمعياً وإجتماعياً وحسنت مشاركتها ومساهمتها صناعة المجتمع المدني الأسري السليم , فالحب في هذا المقام ظالمٌ في عدله وهذا ظلم محمودٌ لأنه لو كان متساوياً بين الأم وابنها وبين الأب وابنه وبين الأخت وأخيها لتشتت هذه الخلية وانفرط عقدها لعدم وجود خصلة من الخصال الأخلاقية وهي الإيثار بينهم .
ولكن هل الحب بين الزوجة وزوجها هو من ذات مادة الحب بين العلاقة الأسرية , فإذا كان حب الأم لولدها أكثر , وحب الأب لولده أكثر وحب الأخت لأخيها أكثر , إلا أن حب الزوجة لزوجها وحبيبها أكثر وأكثر وأكثر , فلو لم يكن كذلك لما وجدت هذه الخلية من خلايا المجتمع الأسري كلها , ولما كان المجتمع الأسري من الأصل , ولو لم يكن الحب بين الزوجين يتسامى علواً في رحاب المحبة المطلقة وهوالشاغل الوحيد لعقل وفكر وقلب هذه الحبيبة تجاه حبيبها ( ولا يزايدن حبيب على محبوبته حباً فإن حبها هو الزائد ) ولولا أنه يتعاظم قدراً وكماً كل يوم بعد يوم , بل كل ساعة بعد ساعة , بل كل دقيقة بعد دقيقة , بل كل ثانية بعد ثانية , بل كل لمحة بعد لمحة , لما كان هذا العنصر البشري الإنساني على كوكبنا هذا يتغنى بالحب ومفرداته لحناً وطرباً , كيف لا وأن هذه الحبيبة الرقيقة يكفيها آلام ومخاض ولادة واحدة للتتوب وتتراجع وتقدم استقالتها من مؤسسة العمل الحبي الزوجي التزاوجي وتكف عن الهيام بمحبوبها , لكن متعة الإنتظار والشوق لرؤية الحبيب والغوص في قاع بحره والتربع على عرش قلبه , قد أنساها آلام المخاض كله , ويكفيها بقبلة من زوجها وحبيبها يختمها على ناصيتها بخاتم شفاهه ليتحول الألم إل أمل جديد ويتجدد ويتجدد ويتجدد ......
كلمات /عماد الدين سقاطي
نشرت فى 2 يوليو 2015
بواسطة ah-shabrawy
أ/أحمد الشبراوى محمد
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
400,781