الإتفاقيات الدولية

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

التحديات الماثلة أمام مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق 

تتمتع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق بإمكانات خاصة من حيث إضفائها تغييرات على كيفية الحصول على الأغذية والمنتجات المائية وعلى تجهيزها وتوزيعها، وعلى القائمين بتلك العمليات والمستفيدين  منها. ويعد الإعتراف بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية كوسيلة مستدامة لإنتاج الأغذية أمراً مهماً على اعتبار أن النظم الغذائية الحالية تواجه تحديات متزايدة على الصعيد العالمي. وتشمل هذه التحديات الجوع  والأمراض المرتبطة بالنمط الغذائي، والحاجة إلى تزويد سكان العالم الذين يتزايد عددهم بغذاء كاف وصحي، وفقدان  كميات هائلة من الأغذية وهدرها، واستنزاف الموارد الطبيعية، وتدهور البيئة، وتغير المناخ. ومع ذلك، رغم الإمكانات الكبرى التي تنطوي عليها مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية، فهي نفسها تواجه  تحديات خاصة ومعقدة. فهي لا تواجه تهديدات من قطاعات أخرى فحسب، بل أيضاً تهديدات من داخل قطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

 وعلى سبيل المثال، يعد تدهور الموائل، والصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم،  والصيد الجائر، من التحديات الأساسية التي تهدد أساس النظم البيئية التي تعتمد عليها. ومن الناحية الاقتصادية، غالبا ما تواجه مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق إختلالات في توازن القوى في سلاسل القيمة، ووجود حواجز تجارية لا حاجة لها، إضافة إلى الإفتقار إلى المهارات والخدمات المناسبة من أجل دخول الأسواق بمنتجات صحية بأسعار معقولة. وبالإضافة إلى ذلك، لابد من التعامل الجدي مع الاستدامة الإجتماعية بغرض ضمان حصول صيادي الأسماك ومربي الأسماك والعاملين في مجال الأسماك ومجتمعاتهم على الخدمات الإجتماعية المناسبة مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والخدمات المالية والقانونية.

كما يشكل الاعتراف بدور المرأة وإحترامه من التحديات الأخرى الأساسية والشاملة ليس فقط من أجل ضمان المساواة والعدل بين الجنسين، ولكن أيضا لتحقيق الإستدامة: فعند تمكين المرأة وإتاحة الفرصة لها لكسب دخلها والتصرف فيه، فإنه من المرجح أن تذهب نفقاتها إلى تغذية الأسرة وصحتها وتعليمها. وأخيرا، فإن الحاجة إلى إستراتيجيات القدرة على الصمود في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق ضرورة لجعل المجتمعات أكثر تأهباً للتدهور البيئي والصدمات والكوارث وتغير المناخ. وقد ألقت جائحة كوفيد19 -الضوء على أوجه القصور في الهياكل والنظم التي تعتمد عليها  مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق. ومن ناحية أخرى، أظهرت هذه الجائحة أيضا مدى ابتكارية هذه القطاعات، لذلك فهناك الآن فرصة تلوح في الأفق لإعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها إدارة وتسيير مصايد الاسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية الصغيرة النطاق بشكل تعاوني، مما يضمن استقلالها في المستقبل بالإضافة إلى قدرتها على توفير الأمن الغذائي والتغذية إلى جانب الإدارة المسؤولة للموارد الطبيعية.

 

إعداد : مروة  نصر

تحت إشراف

مدير عام الإدارة العامة للإتفاقيات

د/ دعاء همام 

 

المصدر: الامم المتحدة FAO - UN

الإدارة العامة للإتفاقيات

agreements
أحد الإدارات العامة بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية تتولي مهام التعاون الدولي والإقليمي والثنائي في مجالات تنمية الثروة السمكية المختلفة للاتصال : 0228117010 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,614