الماعز Goats

يتناول هذا الموقع كل ما يخص الماعز

انتشر فى الآونة الأخيرة تقارير صحفية عن تفشى وباء جديد يدعى (حمى كيوQ-fever) ينتشر عبر الماعز والأغنام وان مسبب المرض بكتريا معروفة باسم (كوكسيلا) وظهر هذا المرض فى عدد من الدول الأوربية والعربية ونتج عدد من الاصابات مما زاد من مخاوف العالم وانتظر الجميع وباء جديد شبيه بانفلونزا الخنازير.

وفى ذلك الحين نظرر البعض الى المرض بأنه ما هو الا احدى الأمراض البكتيرية لأن المسبب الرئيسي له بكتريا ضارة تسمى كوكسيلا بورنيتي وليس فيروس من فيروسات الانفلونزا المعروفة.

واعتقد البعض أن الموضوع ما هو الا مؤامرة اطلقتها بعض شركات الأدوية العالمية وأن هناك جهات تقوم بمحاولة تصنيع وتطوير مثل هذه الأمراض وخاصة بعد الاتهامات التي وجهت لعدد من شركات الأدوية العالمية بإطلاقها لبعض الفيروسات لأغراض تجارية، ومن ثم قيامها بتسويق اللقاح المضاد لها. ومن المعروف أن انفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير حققت عائدات مادية لشركات الدواء العملاقة وصلت إلى مليارات الدولارات من وراء بيع الأدوية بعد تكدس براءات الاختراع التي تمتلكها والخاصة بالعقاقير المضادة للأنفلونزا.

ولكننا سننظر لهذا المرض بعيدا تلك التكهنات ولكن نظرة تخدم مربى الماعز.  

 

الكائنات الحساسة للعدوى:

يصيب هذا المرض الإنسان والحيوان والحيوانات العرضة للاصابة الماعز والأبقار والأغنام ، يمكن لحيوانات أخرى أن تكون حامله للمرض مثل الزواحف والقوارض ومفصليات الارجل تقوم بحمل هذا المرض ونقله.

 

أعراض الاصابة عند الحيوانات :

إن معظم حالات الاصابة فى الماعز تكون غير ظاهرة إلا انه في حال حدوث المرض بشكل ظاهر فإن المرض يظهر على شكل فقدان في الشهية وحدوث إجهاضات لدى الإناث الحوامل في المراحل الأخيرة من الحمل أو ولادة أجنة نافقة نتيجة لاصابة المشيمة التي يتغذى من خلالها الجنين ، حيث يتبع حدوث الإجهاض لدى الإناث الحوامل فقدان للشهية مدة يومين كاملين واحتباس للمشيمة يستمر مدة تتراوح ما بين يومين لخمسة أيام يليها حدوث التهاب في بطانة الرحم تؤدي إلى إصابة الحيوان بالعقم .

وتتواجد الجرثومة في الحيوان أثناء الإصابة في كل من الرحم والأجنة والمشيمة والضرع والغدد اللمفاوية المتصلة بالضرع.

وتخرج هذه البكتريا من جسم الحيوان المصاب من خلال اللبن ومع الإفرازات والسوائل الناجمة عن الإجهاض أو الولادة أو البول والبراز مما يسبب تلوث الحظائر والبيئة المحيطة ونظرا للمقاومة الشديدة لهذه البكتريا فإنها تستطيع البقاء حية لمدة طويلة إذ يمكن عزلها من التربة بعد ستة أشهر من استبعاد الحيوانات المصابة كما أنها من الممكن أن تنتقل إلى مسافات طويلة بواسطة الرياح لتشكل بؤرة جديدة للمرض في الأماكن التي تصلها

و قد تم عزل هذه الجرثومة ايضا في السائل المنوي للثيران والفئران وهو ما يعني إمكانية انتقال العدوى بين تلك الحيوانات عبر الاتصال الجنسي كما تساهم الطفيليات الخارجية كالقراد والبراغيث والقمل التي تتغذى على دم الحيوانات المصابة بنقل العدوى الى الانسان والحيوانات السليمة .

 

اعراض الاصابة فى الإنسان:

ويعتبر هذا المرض مرضا مهنيا بالدرجة الاولى فهو يصيب الأشخاص المخالطين للحيوانات المصابة كالرعاة ، وعمال المزارع خاصة في موسم الولادات كما يصيب أيضا العاملين في مصانع الجلود وغزل صوف الأغنام وعمال المقاصب والأطباء والفنيين البيطريين إلا أنه من الممكن أن ينتقل إلى أشخاص آخرين تحت ظروف معينة لانتقال المرض .

طرق انتقال العدوى:-

ينتقل هذا المرض إلى الإنسان عبر الجهاز التنفسي عن طريق استنشاق الغبار أو الرذاذ الملوث بالجرثومة المذكورة سواء أكان ذلك باستنشاق الهواء الملوث بشكل مباشر مع الحيوانات المصابة أو منتجاتها و مخلفاتها أو من خلال استنشاق الهواء الملوث بالأتربة الحاملة لهذا العامل المسبب بشكل غير مباشر.

ويمكن للعدوى ان تحدث نتيجة لتناول اللبن الملوث غير المغلي أو غير المبستر الناتج من حيوانات مصابة أو نتيجة لتناول أطعمة ملوثة بهذا الجرثومة.

يمكن للقراد والقمل والبراغيث أن تسهم في نقل المرض إلى الإنسان  والحيوان بعد امتصاصها للدم الملوث من كائن مصاب .

اما انتقال العدوى من إنسان لآخر فهو أمر نادر الحدوث ، لكن سجل الانتقال بهذه الطريقة في 38 حالة في إحدى المستشفيات في ألمانيا وكان مصدر العدوى احد العاملين في المعامل التي تتعامل مع هذا النوع من الريكتيسيات، وقد تم عزل المسبب من بصاق هذا الشخص .

 

مدة الحضانة:

وتظهر أعراض المرض على الانسان خلال 1-3 أسابيع من دخول البكتريا إلى جسمه وتختلف درجات الإصابة بالمرض عند الانسان بشكل كبير فبعض الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض لا تظهر عليهم أعراض الإصابة ، بينما تظهر على أشخاص آخرين بدرجات متفاوتة من خفيفة إلى متوسطة الى حادة قوية وقد تتطور الاصابة لدى البعض الآخر إلى الشكل المزمن الذي قد يمتد إلى سنوات طويلة .

 

الأعراض الحادة:

تشبه الأعراض الحادة للمرض أعراض الانفلونزا مما جعل البعض يعتقد أنها انفلونزا وغالبا ما تظهر هذه الأعراض فجأة حيث يظهر صداع قوي وارتفاع في درجة الحرارة قد تصل إلى 40م وغالبا ما تكون متقطعة وكثرة العرق وحدوث رعشة في الجسم ، شعور بالضيق وألم في الحلق ، والصدر مع سعال جاف أو رطب و الآلام في العضلات و البطن مع شعور عام بالإجهاد والغثيان والم خلف العينين ويمكن أن يحدث إسهال وطفح جلدي .

 

الأعراض المزمنة:

يصبح هذا المرض مزمنا لدى الإنسان إذا لم تختفي أعراضه خلال ستة أشهر من الإصابة، وفي هذه الحال فإن ظهور المرض، واختفاؤه قد يتكرر خلال العشرين سنة التالية لتاريخ الإصابة الأولى في أي لحظة. وتتطور الأعراض المزمنة للمرض بعدة أشكال وذلك تبعا لتأثيره على العديد من الأعضاء الحيوية ، والهامة في الجسم فهو قد يظهر على شكل:

1- التهاب في بطانة القلب مما قد يؤدي إلى حدوث أضرار في صمامات القلب وخصوصا الصمام الأبهري و تتضمن أعراض هذا الشكل حمى متموجة تعرق في الليل ، ورعشة ، وتعب ، وقصر في التنفس .

2- التهاب الأوعية الدموية وتتجلى الأعراض بحدوث حمى، وتعب وفقدان للشهية والوزن.

3-  نادرا ما يظهر الشكل المزمن من حمى كيو على شكل التهاب للعظام .

4- نادرا على شكل التهاب رئوي مزمن .

5-  نادراعلى شكل تعب مزمن .

كما إصابة النساء الحوامل بهذا المرض إن كان بالشكل الحاد أو المزمن تؤدي إلى حدوث مضاعفات عديدة في 98% من النساء الحوامل اللواتي تعرضن للعدوى وهذه المضاعفات هي الإجهاض والولادات المبكرة وانخفاض في وزن الجنين أو التهاب في المشيمة .

الجدير بالذكر هنا أن المرض نادرا ما يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10سنوات إلا أنه خطير على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة إلا أن نسبة الوفيات تكون اقل من 1% في حالة العلاج.

 

الوقاية من المرض :

1- عزل الحيوانات الحوامل المقبلة على الولادة و توليدها في أماكن منفصلة والتخلص من مخلفات الولادة ( أجنة نافقة – الحبل السري ) والأتربة الملوثة بسوائل الولادة بالحرق والدفن العميق ومن ثم تطهير مكان الولادة و يجب أن يكون التخلص من مخلفات الولادة بشكل مباشر خشية وصول القطط إليها وتناولها أو نقلها إلى مكان آخر .

2-  تحصين الحيوانات في المناطق التي يحتمل حدوث الإصابة فيها .

3- إعطاء اللقاح للأشخاص المعرضين للإصابة المخالطين للحيوانات، وهذا اللقاح يؤدي إلى حدوث تفاعلات موضعية حادة مكان الحقن .

4- عدم شرب اللبن الخام الغير مغلي أو المبستر.

5- الاهتمام بنظافة وسلامة الأغذية الطازجة بالغسل الجيد والتعقيم المناسب قبل الأكل .

6- اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بمنع انتشار الغبار وتناثره كزراعة الأشجار ورصف الطرقات .

7- المكافحة الفعالة للقراد ومفصليات الأرجل التي لها القدر على نقل المرض.

 

العلاج:

علاج المرض بسيط وسهل إذ يعالج باعطاء المضاد الحيوي دى أوكسي سيكلين بالاضافة الى اعطاء العديد من الادوية التي تخفف الاعراض المصاحبة للمرض ، كما يمكن أن يعالج المرض أيضا بأنواع أخرى من المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين ، ويمكن معالجة حالة التهاب شغاف القلب باستخدام مزيج من التتراسيكلين مع اللينكومايسين او بمزيج من الكلوروكوين و الدوكسي سايكلين .

المصدر: د/ عادل حامد معهد بحوث الأغنام والماعز
  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 623 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2011 بواسطة adelhamed

ساحة النقاش

دكتور عادل حامد

adelhamed
دكتوراه تربية حيوان - قسم بحوث الاغنام والماعز - معهد بحوث الانتاج الحيوانى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

137,684