-
تفسير ثورندايك للتعلم
يرى ثورندايك أن التعلم عند الحيوان وعند الإنسان هو التعلم بالمحاولة والخطأ. فحين يواجه المتعلم موقفاً مشكلاً ويريد أن يصل إلى هدف معين فإنه نتيجة لمحاولاته المتكررة يبقي استجابات معينة ويتخلص من أخرى وبفعل التعزيز تصبح الاستجابات الصحيحة أكثر تكراراً وأكثر احتمالاً للظهور في المحاولات التالية من الاستجابات الفاشلة التي لا تؤدي إلى حل المشكلة والحصول على التعزيز. وقد وضع ثورندايك عدداً من القوانين التي تفسر التعلم بالمحاولة والخطأ، عدل بعض هذه القوانين أكثر من مرة وذلك سعياً للإجابة عن سؤال: لماذا يتناقص عدد الحركات الخاطئة بينما تبقى الحركات الناجحة أثناء معالجة الموقف وحل المشكلة( )؟ -
المبادئ العامة للتعلم بالمحاولة والخطأ:
1 ـــ التكرار: يحدث التعلم بالمحاولة والخطأ بعد مدة طويلة من المحاولات والتدريب في الموقف الجديد . والتكرار مهم للتخلص من الاستجابات الخاطئة وتثبيت الاستجابات الصحيحة.
2 ــــ التدعيم: تبينت من شرحنا السابق للتعلم بالمحاولة والخطأ أهمية المكافأة في تعلم الاستجابة الصحيحة. فالمكافأة تعمل على تدعيم الاستجابة الصحيحة.
3ـــ الانطفاء: إذا تعلم أحد عن طريق المحاولة والخطأ استجابة ما لأنها كانت تؤدي إلى الحصول على المكافأة، فإن امتناع الحصول على المكافأة بعد ذلك مدة طويلة يؤدي إلى ضعف الاستجابة وزوالها بالتدريج وهذا هو مبدأ الانطفاء.
4 ـــ الاسترجاع التلقائي: إن الاستجابة التي تنطفئ لعدم تدعيمها مدة طويلة ، يمكن أن تعود إلى الظهور بعد فترة من الزمن . وهذا هو مبدأ الاسترجاع التلقائي. فقد يرزق أحد صيادي السمك بصيد وفير في مكان معين من البحر مما يدفعه إلى الصيد في نفس المكان في الأيام التالية .وقد ينتابه سوء الحظ في الأيام التالية فلا يصيد شيئاً في هذا المكان مما يجعله يحاول الصيد في مكان آخر (مبدأ الانطفاء). ولكن بعد فترة طويلة من الزمن قد يحول مرة أخرى الصيد في المكان السابق (مبدأ الاسترجاع التلقائي).
5 ـــ التعميم: إن الاستجابات التي يتعلمها الفرد في مواقف معينة تميل إلى الظهور في المواقف الجديدة المتشابهة للمواقف السابقة التي حدث فيها التعلم . فإذا تعلم فرد أن يقود سيارة معينة ، فأن الاستجابات التي تعلمها تتحول إلى جميع أنواع السيارات يساعد على حل المسائل الهندسية الأخرى المتشابهة. وهذا هو مبدأ التعميم.
6ـــ التمييز: إذا فشلت الاستجابة المعممة في حل المشكلة في الموقف الجديد ، فبينما ظلت مدعمة في الموقف السابق الذي حدث فيه التعلم فإن ذلك يؤدي إلى التمييز بين الموقف الجديد والموقف القديم وتعلم الاستجابة الملائمة لكل موقف . وهذا هو مبدأ التمييز.
7 ـــ العلاقات الزمنية: إن للعلاقات الزمنية أهمية كبيرة أيضاً في التعلم بالمحاولة والخطأ. فكلما كانت الفترة الزمنية بين الاستجابة وبين حدوث المكافأة قصيرة كان التعلم أسرع، وإذا طالت الفترة الزمنية ضعف التعلم -
تعديلات قوانين التعلم :
تميز ثورانديك بمنهج علمي واضح فكان يتراجع عن الآراء التي يطرحها عندما تنفي التجارب صدقها أو صحتها وقد رأينا كيف قام بتعديل قانون الأثر بحيث أكد على دور الثواب أو التعزيز في التعلم واعتبره أكثر نجاعه من العقاب كما نقض قانون التدريب واعتبر التكرار غير مفيد إن لم يقترن بأثر التعزيز والإثابة. وقد أضاف ثورندايك أربعة قوانين أو مبادئ ثانوية أخرى, سعياً منه إلى تحديد الشروط التي تؤدي إلى ارتباطات أفضل ومن هذه المبادئ هي :
-
النقد الذي وجه لنظرية ثورنديك:-
1) أن هذه النظرية جزئية وليست كليه فهي تعتمد على تحليل السلوك للكشف عن العناصر الأساسية به عن طريق فهم الارتباطات التي حدثت بين هذه العناصر ويمكن تفسير العديد من أساليب السلوك
2) أن دور الفهم في هذه النظرية ينعدم فالفهم لدى ثورنديك تكوين عدد من الارتباطات (بين المثير والاستجابة)التي تساعد المتعلم على اختيار الاستجابة المناسبة من الإجابات التي يعرفها
3) يرى العلماء أن تقليل ثورنديك من شأن العقاب في تعديل السلوك يرجع أساسا إلى أن عقابه ضعيف أو خفيف في تجاربه ومن ثم لم يكن له اثر يذكر, لو كان العقاب شديداً فأنه سيترتب عليه عدم التعديل في قانون الأثر الجزء الثاني
-
ايجابيات نظرية ثورنديك :-
1) أنها أولى النظريات التي تناولت موضوع التعلم مما ساعد على تطوير الممارسات التعليمة
2) يطلق على ثورنديك الأب الروحي لعلم النفس التربوي
3) استفادة النظريات التي ظهرت بعده من أفكاره وتجاربه وخاصة فكرة الارتباط بين المثير والاستجابه
4) استفادة نظرية "سكنر"من قانون الأثر لدى ثورنديك خاصة جانب التعزي
التطبيقات التربوية للتعلم بالمحاولة والخطأ :
كان اهتمام ثورندايك بسيكولوجية التعلم والتعرف على العوامل والمتغيرات التي تؤثر في قدرة الفرد على التعلم, والتعرف على العوامل والمتغيرات التي تؤثر في قدرة الفرد على التعلم, أكثر من اهتمامه بالتطبيق الشكلي لقوانينه على الأوضاع التعلمية المختلفة. وقد حذر المعلمين من بعض الإشكالات التي يمكن أن يثيرها تطبيق قوانينه في التعلم الصفي, وهي:
1) سهولة الخلط بين الارتباطات المرغوب في تشكيلها وتقويتها, والارتباطات غير المرغوب فيها والتي يجب إضعافها أو الخلاص منها.
2) سهولة الخلط بين الحالات الدالة على الرضا والحالات الدالة على الانزعاج.
3) سهولة تطبيق حالتي الرضا والانزعاج على الأوضاع العلمية المتشابهة.
في ضوء هذه التحذيرات, يرى ثورندايك أنه يجب على المعلم والمتعلم على حد سواء أن يعرفا ويحدد خصائص الأداء الجيد, بحيث يمكن تنظيم عملية التدريب أو الممارسة على نحو ملائم, كما يجب تشخيص الأخطاء وتصحيحها للحيلولة دون تكرارها. فقد يؤدي التدريب في حالة عدم وضوح ما يتم تعليميه وتعلمـه إلى تقوية الارتباطـات الخاطئة عوضاً عن تقوية الارتباطات الصحيحة. ويجب الانتباه كذلك إلى إمكانية ضعف الارتباطات الصحيحة نتيجة عدم استعمالها, الأمر الذي يوحي بضرورة الممارسة الصحية لفترة تمكن من قيام ارتباطات قوية تقاوم الإهمال أو النسيان.
ويرى ثورندايك, أنه يصعب تعليم الكثير من المهارات الخاصة بالمجال الانفعالي, بعبارات لفظية, لذلك يجب تحديد حالتي الرضا والانزعاج بإجراءات سلوكية يقوم بها المتعلم وتدل على هاتين الحالتين.
وقد حاول ثورندايك على أساس المعالم العامة لنموذجه، أن يضع تعميماً لنشاط التدريس، فهو يرى أن الإنسان يتعلم من خلال عملية المحاولة والخطأ، ولهذا فإن مهمة المعلم توفير الفرص للمتعلم لممارسة هذه المحاولات، ومساعدة المتعلم على تعرف الاستجابات الناجحة ليعلم على تكرارها، والاستجابة الفاشلة فيعمل على تجاوزها، وقبل ذلك فإن مهمة المعلم أن يستثير في التلميذ الرغبة في الاستجابة والاندفاع في المحاولة والخطاء.ومن التطبيقات الأخرى لنظرية ثورندايك في المجال التربوي النقاط التالية:
1) على المعلم أن يأخذ في الاعتبار ظروف الموقف التعليمي الذي يوجد فيه الطالب.
2) أن يضع المعلم في اعتباره الاستجابة المرغوب ربطها بهذا الوقت.
3) الأخذ بعين الاعتبار أن تكوين الروابط لا يحدث بمعجزه، لأنه يحتاج إلى جهد وإلى فترة يمارس فيها المتعلم هذه الاستجابة مرات عديدة.
4) علي المعلم تجنب تكوين الروابط الضعيفة، وتجنب تكوين أكثر من رابطة في الوقت الواحد. والعمل كذلك على تقوية الارتباط بين الاستجابة والموقف.
5) تصميم مواقف التعلم على نحو يجعلها مشابهة لمواقف الحياة ذاتها.
6) الاهتمام بالتدرج في عملية التعلم من السهل إلى الصعب، ومن الوحدات البسيطة إلى الأكثر تعقيداً.
7) الاهتمام بالتدرج في عملية التعلم من السهل إلى الصعب، ومن الوحدات البسيطة إلى الأكثر تعقيداً.
8) إعطاء فرص كافية لممارسة المحولة والخطأ، مع عدم إغفال أثر الجزاء المتمثل في قانون الأثر لتحقيق السرعة في التعلم والفاعلية.
المصدر: علي الفقي
نشرت فى 23 إبريل 2011
بواسطة aboelfeky
ساحة النقاش