أكد د.عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة بوزارة الصحة والسكان، أن التسمم الناتج عن تناول "الفسيخ الفاسد"، والذى يدعى بـ"التسمم الممبارى"، يسبب الشلل التام أو الوفاة، مشيرا إلى أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر خلال من 8 إلى 12 ساعة، وهى زغللة فى العين، وإزدواجية فى الرؤية، وجفاف بالحلق، وصعوبة فى البلع، وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا، وتنتقل إلى باقى الجسم، بالإضافة إلى ضيق بالتنفس، وفشل فى وظائف التنفس، من الممكن أن يؤدى إلى الوفاة.

وأضاف، أنه يجب التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم فوراً، عند ظهور أى أعراض مرضية خلال (24) ساعة من تناول الفسيخ، وذلك لإنقاذ المريض، حيث يتم إعطاؤه المصل المضاد للسم، وهو العلاج الوحيد له، عن طريق الحقن الوريدى ليتعادل مع جزيئات السم الذى يؤثر على الجهاز العصبى للإنسان، وذلك المصل عبارة عن زجاجة "250 مللى"، قد يحتاج المصاب إلى 3 زجاجات منها، ويتراوح عمر المصل المضاد فى الدورة الدموية من 5 إلى 8 أيام، وتزداد فاعليته عندما يؤخذ فى الأيام الأولى من الإصابة، ليمنع تطور الحالة، وللحفاظ على سلامتها، وتصل تكلفته لعلاج المريض الواحد إلى 60 ألف جنيه.

وأشار إلى أنه أحيانا ما يتم استخدام الأسماك الطافية على سطح المياه، والتى من الممكن أن تكون ميتة من فترة، وبدأت فى التحلل بعد تعرضها لأشعة الشمس، حيث تنبعث منها رائحة كريهة، ويتم إضافة الملح إليها، وبيعها على أنها "فسيخ"، موضحا أن السموم الموجودة فى الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ إلى درجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلى فى الزيت.

يذكر أن التسمم "الممبارى" حدث من قبل بصورة وبائية عام 1991، حيث أصيب 90 شخصا فى شم النسيم، توفى منهم 18 شخصا، وفى عام 2007 أصيب 49 شخصا توفى 9 منهم، ثم انخفضت حالات التسمم عام 2008 إلى (26) حالة إصابة، منهم (4) وفيات، وفى 2009 حدثت (16) إصابة منهم (2) وفاة، وشهد عام 2010 (23) حالة إصابة توفى 2 منهم فقط، فى حين لم يشهد عام 2011 سوى حالتى إصابة فقط، علماً بأنه تم استهلاك مصل مضاد للسم الناتج عن أكل الفسيخ الملوث بمبلغ حوالى مليون جنيه فى العام الماضى فقط.