إن أكبر سؤال يمكن أن يسأله مهاجر من دمشق إلى برلين وبرلين مثل فقط? كيف أخرج من مدينة في جبل قاسيونها قبر هابيل ابن أبينا آدم وكيف يمكن أن أنسى دمشق بكل قدسيتها. يرحل ويحزن أنه سيعيش غريبا محروما خارج حضنها ويعاهدها أنه لن يحب سواها. وتمر عليه الأيام وهو داخل شرنقته لا يستطيع أن يألف أي منظر لا يشبهها.
ويترك برلين باتجاه باريس فقد سمع أنها تشبه الشام في الطرقات والأشجار والمجتمع الأنيق.
ويألف باريس ويحبها ويجد أن الله أعطاها من الجنات والجبال ما هو أجمل يستغرب أن طعم فاكهتها أحلى وأطيب. وأن سماءها واسعة كسماء دمشق التي يعشقها.
ويبدأ يسمع أن فرنسا مقدسة وأن التضحيات التي بذلت فوق ترابها قدستها أكثر وأن من يعيشون فوق أرضها يؤمنون أن الله يرضى عنهم ويحميم ويعزهم.
يسمع عن عشقهم لمدينتهم ولياليها ونهرها وجسورها يسمع صلواتهم ويعرف أتقياءهم ويتعرف لخيارهم ويجد أطيبهم كأطيب من عرفي حياته. ،وأشرارهم كأشرار غادرهم في دياره وبنفس النسب تقريبا. تبدأ المقارنات في عقله يقدسون مدينتهم كما كنا نقدس شامنا ويعشقونها كعشقنا للشام ويتذكر جملة :الشام الله حاميها،
ان الفكر الإنساني يحب أن يظن أن مدينته مقدسة ونهرها مقدس وجبلها مقدس والقصص لا تنتهي فيقرر أن يخرج من كلمة مقدس لان المقدس يصبح خطيرا عندما نسلمه كل حواسنا وقلوبنا وعقولنا ولأن المقدس بدأ يتضمن من البشر ما تضمن وبدأ هذا التقديس يخلق مشكلة وعائق أمام الفهم ويضرب للحرب طبولا ويعلن تطويبا لأشخاص بعينهم.
يبدأ بالتحرر من هالة التقديس المحدد الموجه ويحب أن يقتصر التقديس للخالق القدوس في السماء ويرى بشكل واضح أن الأرض كلها مقدسة لأنها خلق الله وأن الرسالة أصبحت أجمل برؤيته هذه الحقبقة ويبدأ يحب دينه بطريقة مختلفة عن حبه السابق فرحلته في الأرض جعلته انسانا جديدا يسع قلبه حبا لم يكن يسعه من قب ويجد أن الرسالة تتضمن الجميع وتحب الناس جميعا وتخاطبهم جميعا بنفس الخطاب لكن تفكير الانسان هو من يقف عند سقف يعلق فيه.
ساحة النقاش